(فبينما هو - أي الدجال - كذلك، إذ بعث اللهُ المسيحَ ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدّ، فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى وأصحابه: أني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ... الحديث) وإن هذه العصابة التي تأتي عيسى عليه السلام، ويمسح عن وجوههم هي العصابة التي مع المهدي، فقد روى مسلم من حديث جابر مرفوعا:"لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة".
وهذا الأمير المذكور في الحديث هو المهدي جاء ذلك في رواية الحارث بن أبي أسامة، وأبي نعيم بلفظ:"فيقول أميرهم المهدي ...".
قال ابن القيم في"المنار المنيف" (ص 148) :
"وهذا إسناد جيد".
وقال الحافظ في"فتح الباري"6/ 279:
"ووقع في (الفتن) لنعيم بن حماد أن هذه القصة - يعني الملحمة - تكون في زمن المهدي على يد ملك من آل هرقل".
وأخرج مسلم عن يسير بن جابر، قال: