من المسائل التي كثر فيها الكلام مسألة (الأسماء والأحكام) (1) سواء أسماء الدُور التي يُحكم فيها بغير ما أنزل الله وأحكامها، أو أسماء الأشخاص - حكامًا كانوا أو قضاة أو متحاكمين - وأحكامهم، وما يتعلق بذلك من الموالاة والمعاداة، والقتل والعصمة، والهجرة، والجهاد، والصلاة، والميراث، والنكاح، وغير ذلك، وهي من مهمات المسائل، لكن الطامة أن بعض أهل الإرجاء المعاصرين زادوا على خلافهم في ردّهم تنزيل اسم الكفر على الطواغيت: موالاتهم، فترتّب على هذا رمي غيرهم بمذهب الخوارج!! وهذا ضلال عريض، وظلم لأنفسهم ولغيرهم، فالذين كفّروا طواغيت العصر متمسكون بالبراهين الساطعة من الكتاب والسنة والإجماع المنقول عن أكابر أهل العلم، فعليك أن تعلم أن الإنسان لا يكون مسلما إلا بالكفر بالطاغوت، والإيمان بالله تعالى، قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] ، ما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل ولا أنزل الكتب إلا من أجل تحقيق التوحيد، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] ، وما خلق الله الخلق إلا من أجل تحقيقه واجتناب نقيضه وضده، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] .
1 -انظر"مجموع الفتاوى"لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/ 468.