الصفحة 136 من 153

{الَّذِي أَنزلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا} أي: موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة"."

وقوله: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا} قال قتادة: صدقا فيما قال، وعدلا فيما حكم.

يقول: صدقا في الأخبار وعدلا في الطلب، فكل ما أخبر به فحق لا مرية فيه ولا شك، وكل ما أمر به فهو العدل الذي لا عدل سواه، وكل ما نهى عنه فباطل، فإنه لا ينهى إلا عن مفسدة، كما قال: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} ."تفسير ابن كثير"3/ 322.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في"منهاج السنة النبوية"5/ 131:

"إن الحكم بالعدل واجب مطلقا، في كل زمان ومكان على كل أحد ولكل أحد، والحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص، وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها، والحكم به واجب على النبي صلى الله عليه وسلم وكل من اتبعه، ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر".

وقال الشيخ أحمد شاكر في"حكم الجاهلية" (ص 104 - 105) :

"إن الله أرسل محمدا هاديا وبشيرا ونذيرا، وحاكما بين الناس بما أنزله عليه أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ودعا الناس إلى طاعته في جميع أمورهم، في دينهم ودنياهم، عباداتهم ومعاملتهم، وأنزل عليه شريعة كاملة، لم تَسْمُ إليها شريعة من الشرائع قبلها، ولن يأتي أحد من بعده بخير منها ولا بمثلها، ذلك بأن الله خلق الخلق وهو أعلم بهم، وذلك بأن محمدا خاتم النبيين."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام