"الطواغيت كثيرون"وعدّ منهم"من حكم بغير ما أنزل الله"فعلق الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في"حاشيته على الأصول":
"كمن يحكم بقوانين الجاهلية، والقوانين الدولية، بل جميع من حكم بغير ما أنزل الله، سواء كان بالقوانين، أو بشيء مخترع وهو ليس من الشرع، أو بالجور في الحكم فهو طاغوت من أكبر الطواغيت".
وقال الشيخ السعدي رحمه الله في"تفسيره" (ص 184) :
"كل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت".
الطاغوت: مأخوذ من الطغيان وهو التجاوز ومنه طغيان الماء إذا تجاوز حده قال تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11] ويقال للعاصي طاغ، فمعنى الطغيان بالإنسان الكفر والبغي والعصيان، وفي القرآن كل ما عبد من دون الله قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] ، وقال سبحانه: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 60] .
إنَّ الله تعالى افترض على جميع عباده الكفر بالطاغوت، وهو أول واجب على العباد براءتهم من كل ما يُعبد من دون الله، وهو معنى: لا إله إلا الله.