قال القاضي عياض رحمه الله:"اختلف الناس في اشتقاق اسم الصلاة ممّ هو؟"
فقيل: هو [1] من الدعاء [2] الذي تشتمل عليه/ [3] ، وهو قول أكثر أهل العربية والفقهاء [4] ، وتسمية الدعاء صلاة معروف في كلام العرب.
وقيل: لأنها ثانية الشهادتين وتاليتها [5] كالمُصلّي في الخيل من السابق في [الحلْبة] [6]
وقيل: بل لأنه متبع للنبي - صلى الله عليه وسلم - كالمصلي من السابق ولعل هذا في أول شرع الصلاة وائتمامهم فيها بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو السابق" [7] ."
قلت: ولله درّ [8] ابن المُنيِّر حيث يقول: وأصلي على نبيك الذي بعثته خاتما للرسل
وإن كان في حَلْبة [9] مسابقتهم مُجلِّيا [10] . ونعته: (( سيد ولد آدم ) ) [11] ، وكان كل نبي مصليا وعليه مصليا.
(1) (هو) ساقط من ب و ت.
(2) هذا في اللغة، و الصلاة في الشرع: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة. مواهب الجليل 1/ 377.
(3) نهاية لوحة/ 136 من ت.
(4) انظر: الصحاح 6/ 2402، جمهرة اللغة 3/ 260، معجم مقاييس اللغة 3/ 300، المصباح المنير ص 180، تفسير غريب الموطأ لابن حبيب 1/ 246 - 247، غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 178، غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 15.
(5) في ت: ثالثتهما.
(6) ساقط من أ. والمصلّي من الخيل: الذي يجيء بعد السابق لأن رأسه يلي صلا المتقدّم وهو تالي السابق. لسان العرب 14/ 466.
(7) انظر: إكمال المعلم 2/ 234، التنبيهات 1/ 17
(8) لله دَرُّه: هذا من أمثال العرب ومعناه كثر خيره وعطاؤه وما يؤخذ منه، والدَّرُّ: الخير، وأصله اللبن، ثم كثر المثل حتى قالوه لكل متعجب منه. انظر: جمهرة الأمثال للعسكري 2/ 210، مجمع الأمثال للميداني 2/ 227.
(9) في ت: جليه.
(10) يقال للسابق الأول من الخيل: المُجَلِّي، وللثاني: المُصلِّي، وللثالث: المُسَلِّي، وللرابع: التالي ... انظر: تهذيب اللغة 12/ 239.
(11) يشير إلى ما أخرجه مسلم في الفضائل، باب تفضيل نبينا - صلى الله عليه وسلم - على جميع الخلائق 4/ 1782 رقم 2278 عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ) ).