القدر هذا متعلق بمشيئة الله -عز وجل- فإيجاد أفراد هذا الحكم العام بإذن الله
وبمشيئة الله هذا يسمى القدر، وهذا الكلام نقله ابن حجر في الفتح ويمكن أن نتلمس
مثل هذه المعاني في رسالة أبي بكر الإسماعيلي وهي رسالة في الاعتقاد أرسلها إلى أهل
الجبل وهي رسالة مشهورة معلومة، إذن: الحكم العام المجمل الذي يندرج تحته الأفراد
والأنواع والأجناس هذا مُتعلق بالعلم ويسمى قضاءً. أفراد هذا الحكم أو أعيان هذا
الحكم أو الموجودات في هذا الكون المتعلقة بهذا الحكم هذا يسمى القدر. وهذه مسألة
مسألة علمية ليس لها أثر كبير في أمور الاعتقاد يعني: من قال القضاء هو القدر أو
القدر هو القضاء هذا الأمر لن يفيد كثيراً فهي مسألة علمية ولكن أردت التنويه
عليها.
القدر مثبت في الكتاب والسنة، هذه هي النقطة الثانية أن القدر مثبت في الكتاب
والسنة قال الله -عز وجل-: ?إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ?[القمر:
49]، وقال الأصوليون واللغويون بأن لفظة"كل"أبلغ صيغ العموم، فقوله تعالى:
?إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ? فكل شيء خلقه الله -تعالى- بقدر وقال
تعالى: ?مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِنْ
بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ? [التغابن: 11] ، قال بعض السلف هو الرجل تنزل عليه
المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويُسَلِّم، وقال الله -سبحانه وتعالى- أيضًا
?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ
يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ? [الأنبياء: 105] ، نسأل الله -تعالى- أن يورث
الأرض عباده الصالحين ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ?
قيل: الزبور وهو الكتاب، كتاب داود، وقيل: الزبور الكتب التي أنزلها الله -تعالى-
على أنبيائه، هذه تسمى الزبور: ?وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ ? وقراءة حمزة