بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى،
اللهم صلِّ وسلم على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
كثيراً، ثم أمَّا بعد:
كان الحديث في الحلقة الماضية حول مسألة العرش والكرسي وما شاكل ذلك وما شابهه في
مسألة إثبات بعض الصفات لله ربنا- سبحانه- وبإذن الله تعالى- نواصل حديث اليوم وقول
أبي زيد - عليه رحمة الله- (وله الأسماء الحسنى والصفات العلى) وهذه الجملة من
الإمام ابن أبي زيد - عليه رحمة الله- إنما هي مستقاة من قول الله - تعالى- ?
وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ? [الأعراف: 180] وقوله - سبحانه
وتعالى- ? هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى ? [الحشر: 24] فالحسنى صفة للأسماء، ومن هنا فإن أسماء الله - تعالى-
كلها حسنى ليس فيها ما يكون محلاً للعجز أو النقص أو مساراً لما يتوهمه الإنسان من
أصول المشابهة أو الملامسة أو الحلول أو الاتحاد أو نحواً مما قد يتصوره بعض
المبتدعة.
وهنا - حقيقة - عدة قواعد لابد من إرسائها:
-وجرت عادة المصنفين في مسائل الاعتقاد لا سيما في مسألة الأسماء والصفات،
وقلت لكم من قبل: بأن الأسماء والصفات إذن: هذا متعلق بالله - عز وجل- ولو قلت:
الأسماء والأحكام لكان ذلك متعلقاً بالمخلوقين.
-جرت عادة المصنفين في مسائل الاعتقاد - لا سيما في مسألة الأسماء والصفات-
أن يذكروا بعض القواعد إما أن تكون موجودة مبثوثة في ثنايا حديثهم وكلامهم ونجد ذلك
عند شيخ الإسلام ابن تيمية - عليه رحمة الله- في مجلدين كبيرين في جملة أجزاء مجموع
الفتاوى هذان المجلدان بتحدثان عن الأسماء والصفات، المجلد الخامس والمجلد السادس
كلاهما عن الأسماء والصفات. لو راجعنا هذين المجلدين لوجدنا أن شيخ الإسلام - عليه