رحمة الله- يؤصل لكثير من القواعد في ثنايا الحديث. والمقصود بالقواعد: هذه الجمل
العظيمة التي ينبني عليها غيرها، أو يتفرع عنها غيرها، هذه القواعد كان شيخ الإسلام
ابن تيمية - عليه رحمة الله- حفياً بذكرها وتأصيلها حتى تكون كالقيد الذي يرجع إليه
عندما يكثر الحديث وتتعدد أطرافه. ومن المحدثين الذين جروا على هذا النسق من تأصيل
القواعد وإبرازها، بل وإخراجها محددة محصورة شيخنا الشيخ محمد صالح العثيمين - عليه
رحمة الله- في كتابه: القواعد المثلى.
ولن نخرج عن هذه العادة الحميدة وسنلخص شيئاً من هذه القواعد شرحاً لهذه الجملة
المباركة (وله الأسماء الحسنى والصفات العلى ) من هذه القواعد أيها الإخوة الكرام:
أن أسماء الله - تعالى- توقيفية. ما معنى توقيفية؟ أي: لا يجوز الخوض فيها إلا
بتوقيف من الشرع، لا يجوز خوض الحديث في هذه الأسماء إلا بتوقيف من الشرع إلا بنص
من الكتاب وصحيح سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فنحن ما علمناها إلا من جهة الشرع
ولولا أن الله - تعالى- أخبرنا بها كما أخبرنا بها نبينا -صلى الله عليه وسلم- ما
علمناها إذن: الأسماء الحسنى ما علمناها إلا بإخبار الله - تعالى- لنا بها وكذلك
أخبار النبي -صلى الله عليه وسلم- فطالما أن جهة العلم بالأسماء موقوفة على الشرع
فلابد أن نمسك حيث وقف الشرع، قال الله - تعالى- ? وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ? [الأعراف: 180]
والإلحاد معناه: الانحراف والذين انحرفوا في باب الأسماء: هم أهل التجهيل وأهل
التعطيل وأهل التأويل، هؤلاء صرفوا هذه الألفاظ عن مقاصدها وعما أراد بها الشرع
ليجعلوها وفق ما يريدون كأنهم يقولون بلسان حالهم: نحن أعلم من الله - عز وجل- ونحن
أعلم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركنان عظيمان دخل منهما المبتدعة في باب
الأسماء والصفات: