أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه إنه هو السميع العليم بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأحبابه ومن
والاه . أما بعد:
فيحسن بي قبل أن أبدأ لقائي مع أحبتي وإخواني في الله أن أذكر بالعناوين والأفكار
العامة التي تناولها اللقاء الماضي، لقد تكلمت:
أولاً: عن معنى الاعتقاد وذكرت أن معناه القوة والصلابة وأن من معناه - أيضاً-
الاتخاذ.
وتكلمت عن الأسباب التي من أجلها تدرس العقيدة ومن أهم هذه الأسباب عبادة الله -
عز وجل- والتزلف إليه - أيضاً- من هذه الأسباب: إعداد هذا الجيل العقائدي الذي يكون
-بإذن الله عز وجل- معيناً لهذه الأمة في سيرها إلى الله.
ثم تكلمت بعد ذلك عن طرق التصنيف في الاعتقاد والعقيدة سواء الطريقة الحديثية
الأثرية أو طريقة الرد أو طريقة المطولات أو طريقة المختصرات اللطيفة أو طريقة
المواضيع المحددة التي تناولها علماء الاعتقاد بالبسط والشرح وقلت لكم: إن هذه
الرسالة رسالة ابن أبي زيد القيرواني - عليه رحمة الله -هي تندرج في النوع الخامس
من أنواع التصنيف ثم تكلمت بعد ذلك عن مقدمة رسالة القيرواني هذه المقدمة التي
أغفلها بعض شراح رسالته من الذين أخذوا الجزء المتعلق بالاعتقاد ومن خلال سماعكم
لهذه المقدمة علمتم أن هذه المقدمة لها تعلق كبير بالاعتقاد، وأن إثباتها أمر مهم
جداً ثم بعد ذلك استعرضت مع حضراتكم الفقرة الأولى من رسالة القيرواني - عليه رحمة
الله - وهو قوله باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من أمور الديانات ومن ذلك
-كما قال الشيخ-( الإيمان بالقلب والنطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره
لا شبيه له، ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له - سبحانه
وتعالى-)و- بإذن الله - تعالى سيكون حديثنا اليوم في أمر جديد وفي فقرة جديدة ولكن