أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله
وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى اللهم صلى وسلم وزد وبارك على النبي محمد
-صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد:
قبل أن أبدأ حديثي مع حضراتك فإني أذكر بالدرس الفائت تذكيراً مجملاً ثم أجعل هذا
التذكير مدخلاً للحديث عن هذا الدرس الذي نتناوله في هذه الحلقة والتي سأقدم بين
يدي هذا الدرس بمقدمة أراها ضرورية، ثم بعد ذلك نختم بالأسئلة كما تعودنا ونسأل
الله تعالى التوفيق والتيسير.
تكلمت معكم في الحلقة الماضية عن بعض الصفات الربانية لا سيما صفة العلم، كما تكلمت
كلاماً مختصراً عن العرش والحديث عن الصفات ينبع من قيمة معينة هذه القيمة هي قيمة
إيمانية محضة فالإنسان عندما يدرس باب الأسماء والصفات لا يدرس هذا الباب باعتباره
ترفاً علمياً يتسع به عقله وإنما يدرس هذا الباب ليزداد معرفة بربه سبحانه، هذه
المعرفة التي تزيد إيمانه، فالإيمان يزداد بكثرة النظر وتواتر الأدلة، ألا ترى أن
المرء إذا كان جاهلاً شيئاً فإنه لا يتصوره أما إذا كان عالماً هذا الشيء فإنه
يتصوره؟ وكذلك نحن نريد أن نعرف ربنا ونعرف كل ما يمكن أن يتصل بالعلم الذي أتاحه
لنا ربنا، من باب الأسماء والصفات وما يتعلق بذلك؛ وليتثنى لنا بهذه المعرفة زيادة
الإيمان ومحبة ربنا -سبحانه وتعالى- فإذا كنا تحدثنا عن العرش حديثاً مجملاً فإننا
لا بد أن نتكلم عن هذا الخلق وهو العرش كلاماً مفصلاً في هذا اليوم، وعندما نتكلم
عن العرش بالكلام المفصل فإننا نقصد بذلك أمرين:
الأمر الأول: الرد على المخالفين وهذا أمر مهم جداً في تثبيت العقيدة، أن الإنسان
كي تثبت عقيدته فإنه يعرف أقوال المخالفين ويعرف بعضاً من شبههم ويعرف كيفية الخروج
من هذه الشبه بعد أن يعرف الأصول التي قامت عليها هذه الشبه.