الصفحة 128 من 392

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد

لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأحبابه ومن والاه ثم أما بعد.

تكلمت مع حضراتكم في اللقاء الفائت عن الأسماء والصفات وبعض القواعد الحاكمة

والضابطة لهذه المسألة مثل: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات. وكذلك تكلمت

عن بعض المسائل العلمية التي بينتها في اللقاء الفائت مثل: معنى الإحصاء في قول

النبي -عليه الصلاة والسلام-: (من أحصاها دخل الجنة) وكذلك قضية العلاقة بين اللفظ

والمعنى وبيان أثر ذلك في قضية الأسماء والصفات. واليوم - بإذن الله -تعالى-

ومشيئته وعونه وفضله سيكون الحديث حول عدة نقاط:

النقطة الأولى: أسماؤه وصفاته أزلية، وهذا هو العنصر الأول أو النقطة الأولى.

العنصر الثاني: إثبات صفة الكلام لله -عز وجل- طبعاً.

أما العنصر الثالث: فهو أن القرآن كلام الله -تعالى- حقيقة منه بدأ وإليه يعود.

ولنسمع - بإذن الله -تعالى- وتوفيقه- إلى ما قاله العلامة الإمام ابن أبي زيد

وبسطه لهذه العناصر:

قال المصنف -رحمه الله تعالى-:( لم يزل بجميع صفاته وأسمائه، تعالى أن تكون

صفاته مخلوقة وأسماؤه محدثة، كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه

وتجلى للجبل فصار دكاً من جلاله، وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة

لمخلوق فينفد).

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.

قال ابن أبي زيد - عليه رحمة الله-: (لم يزل) أي: لم يزل ربنا - سبحانه وتعالى-

(بجميع صفاته وأسمائه) فأسماء الله -تعالى- وصفاته أبدية لا بداية لها، والمقصود

بالصفات هنا: صفات الذات؛ لأن صفات الفعل هناك كلام لبعض أهل العلم في هذه المسألة

فأسماء الله -تعالى- أذلية أي: لا بداية لها وكذلك صفاته -سبحانه وتعالى- أذلية أي:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام