بالنسبة للعامي قلت من قبل: بأن المقلد لابد له أن يجتهد في التقليد لأن الأصل في
الدين هو الاجتهاد فالعالم يجتهد في معرفة الأحكام الشرعية واستخراجها من أدلتها
التفصيلية والمقلد يجتهد في تقليد من يقلد. أرأيت لو أن رجلاً عامياً أصابه داء في
بطنه سيذهب إلى الأطباء هل هو طبيب حتى يميز بين الأطباء أم يجتهد في السؤال عن
الطبيب الحاذق الماهر؟ يجتهد ، ثم كيف يجتهد العامي في معرفة الطبيب الحاذق الماهر
ولا يجتهد في معرفة العالم الحاذق الماهر؟ إذن لا بد لهذا العامي أن يجتهد في معرفة
من يقلد فإذا اجتهد في معرفة من يقلد سيهديه الله تعالى للحاذق الذي يبين له معالم
الدين فإذا اجتهد العامي وبذل جهده في تقليد من يقلد فلم يجد إلا هذا الرجل الذي
يصرف الكلام عن ظاهره ويضله في هذه الأبواب فهذا المقلد معذور. والله تعالى أعلى
وأعلم.
يقول: بعض الدعاة عندما يتكلم عن حديث(القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها
كيف شاء)ويشير بإصبعيه هل هذا تشبيه منهي عنه؟
هذا الحديث مع جملة الأحاديث كحديث الصورة وحديث المجيء وحديث النزول كل هذه كلها
سنتكلم عنها في حينها إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله شيخنا: هل تكون الصفات ذاتية وفعلية في نفس الوقت كالرحمة
مثلاً إذا وجد المرحوم وجدت الرحمة أي أنها متعلقة بالمشيئة أي أن الله -تبارك
وتعالى- يرحم إلا من يشاء؟ أفيدونا يرحمنا ويرحمكم الله؟
كلمة مجملة والتفصيل في حينه: أن بعض الصفات قد تكون ذاتيه من وجه فعلية من وجه آخر
كصفة الكلام. فالله -تبارك وتعالى- من صفته الذاتية الكلام وباعتبار أن الله تعالى
يتكلم وقتما شاء إذا شاء تكون صفة فعلية، الصفة قد يكون لها تعلق بالذات فتكون صفة
ذاتية وقد يكون لها تعلق أحياناً بالفعل فتكون صفة فعلية. وبسط ذلك في باب الصفات.
هل يصح القول بأن الله لا يحويه مكان؟