عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ ، فِيمَ فَارَقُوهُ وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ ، وَحِينَ فَارَقُوهُ ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ ؟ قَالَ : لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ . قَالَ : فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ : فَرَجَعَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا ، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا ، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى : ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ ؟ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ ؟ قَالُوا : نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ . قَالَ : فَلَا تَعْجَلُوا ضَلَالَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ . قَالَ : فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا : نَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا ، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ ، وَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ : مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا صَنِيعُهُمْ قَامَ ، فَقَالَ : أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ . قَالَ : فَحَدَّثَ عَلِيٌّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ ، لَا تَرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ " . فَسَارَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا ، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ تَقُومُ لَهُمْ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ ، فَلَا يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ . قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ . فَقَالَ : اتَّبِعُوهُ ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ ، فَرَكِبَ عَلَى دَابَّتِهِ وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَإِذَا قَتْلَى ، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ قَالَ عَلِيٌّ : لَا أَغْزُو الْعَامَ ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا : دُخُولٌ فِي الْفِتْنَةِ ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ . فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَرَجَعَ النَّاسُ ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلَّا الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ
وَقَالَ إِسْحَاقُ , أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ , عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ ، فِيمَ فَارَقُوهُ وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ ، وَحِينَ فَارَقُوهُ ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ ؟ قَالَ : لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ . قَالَ : فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ : فَرَجَعَ عَلِيٌّ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا ، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا ، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى : ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ ؟ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ ؟ قَالُوا : نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ . قَالَ : فَلَا تَعْجَلُوا ضَلَالَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ . قَالَ : فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا : نَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا ، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ ، وَافْتَرَقَتْ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ : مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا صَنِيعُهُمْ قَامَ ، فَقَالَ : أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ . قَالَ : فَحَدَّثَ عَلِيٌّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ ، لَا تَرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ . فَسَارَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا ، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ تَقُومُ لَهُمْ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أَجْزِيكُمْ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ ، فَلَا يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ . قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ . فَقَالَ : اتَّبِعُوهُ ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ ، فَرَكِبَ عَلَى دَابَّتِهِ وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَإِذَا قَتْلَى ، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ قَالَ عَلِيٌّ : لَا أَغْزُو الْعَامَ ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا : دُخُولٌ فِي الْفِتْنَةِ ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ . فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَرَجَعَ النَّاسُ ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلَّا الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ قُلْتُ هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ بِهِ . وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ بِهِ . وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا ؛ لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا