إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ شَاوَرَ الْهُرْمُزَانَ فِي أَصْبَهَانَ وَفَارِسٍ وَأَذْرَبِيجَانَ ، بَأَيِّهِمْ يُبْتَدَأُ بِهَا ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَصْبَهَانَ الرَّأْسُ ، وَفَارِسٌ وَأَذْرَبِيجَانَ الْجَنَاحَانِ ، فَإِنْ قُطِعَتْ أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ لَاذَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الْآخَرِ ، وَإِنْ قُطِعَتِ الرَّأْسُ وَقَعَ الْجَنَاحَانِ ، فَابْدَأْ بأَصْبَهَانَ . قَالَ : فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي ، فَانْتَظَرَهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ، فَقَالَ : " إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ " . فَقَالَ : أَمَّا جَابِيًا فَلَا ، وَلَكِنْ غَازِيًا . قَالَ : " فَإِنَّكَ غَازٍ " . قَالَ : فَسَرَّحَهُ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَلْحَقُوا بِهِ ، وَفِيهِمُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ . قَالَ : فَأَتَاهُمُ النُّعْمَانُ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ نَهَرٌ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ قَالَ : وَمَلِكُهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ ، أَمْ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ ؟ قَالُوا : لَا ، بَلِ اقْعُدْ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِّيِّ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ , عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ شَاوَرَ الْهُرْمُزَانَ فِي أَصْبَهَانَ وَفَارِسٍ وَأَذْرَبِيجَانَ ، بَأَيِّهِمْ يُبْتَدَأُ بِهَا ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَصْبَهَانَ الرَّأْسُ ، وَفَارِسٌ وَأَذْرَبِيجَانَ الْجَنَاحَانِ ، فَإِنْ قُطِعَتْ أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ لَاذَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الْآخَرِ ، وَإِنْ قُطِعَتِ الرَّأْسُ وَقَعَ الْجَنَاحَانِ ، فَابْدَأْ بأَصْبَهَانَ . قَالَ : فَدَخَلَ عُمَرُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي ، فَانْتَظَرَهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ . فَقَالَ : أَمَّا جَابِيًا فَلَا ، وَلَكِنْ غَازِيًا . قَالَ : فَإِنَّكَ غَازٍ . قَالَ : فَسَرَّحَهُ وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَلْحَقُوا بِهِ ، وَفِيهِمُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ . قَالَ : فَأَتَاهُمُ النُّعْمَانُ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ نَهَرٌ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ قَالَ : وَمَلِكُهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ ، أَمْ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ ؟ قَالُوا : لَا ، بَلِ اقْعُدْ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ