عنوان الفتوى : هل يقاطع أخته التي تهينه وتسبه باستمرار

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لي أخت كانت ولازالت دائما تسبني وتهينني منذ كنت صغيراً. والآن هي متزوجة ولا زالت تتعامل معي بنفس الأسلوب ولا تتورع عن إهانتي أمام زوجها، وبرغم نهيي لها عن ذلك والاستشهاد بالقرآن والسنة إلا أنها تسخر وتستهزئ. فلما لم أجد معها سبيلا بالرغم من ذلك قاطعتها (بعد عشرين عاما من الخلاف والمشاجرة منذ كنت طفلا) وهي الآن تتهمني بقطع الرحم... وأنا لا أقبل على نفسي هذه التهمة. فلقد سبتني وأهانتني ولم تحترمني أبدا وقد كابدت من ذلك العديد من المشاكل النفسية وهي راغدة ناعمة تسب وتلعن وقتما شاءت ... فهل صلة الرحم هي أن نبيع كرامتنا ونهان ونذل فقط بحجة أن من يفعل ذلك هو أخونا أو أختنا ؟!!! هل ما أمر به الله ورسوله هو تضييع الحقوق وقبول الإهانة والاستمتاع بها وبالذلة التي تلحق بك من ورائها؟؟ هذا والله أمر عظيم أن يقول الظالم بحقه في الظلم مستندا إلى حث الرسول صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم... وأنا أريد الآن أن أعرف الحكم الشرعي لموقفي؟ هل أنا خاطئ لأني لم أعد أستطيع احتمال الإهانة والسب وسوء المعاملة فكفيت نفسي شرها وأقلعت عنها؟؟ أليس من حق الإنسان إن استفشى المرض في أي جزء من جسده أن يبتره؟ !!! فلماذا لا يحق لنا قطع من يهيننا مع العلم أننا نصحناه وصبرنا عليه وطلبنا عون من هم أكبر سنا ولكن النتيجة الثبات على السب والإهانة وكأن صلة الرحم هذه هي تفويض بالإهانة وإذلال الأهل ؟!! وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن أهم ما يهدف إليه الشرع في تشريعاته أن يكون حال المسلمين على ألفة ووئام، ويتأكد هذا الأمر في حق ذوي الرحم، ولذا جاء الشرع بالحث على صلة الرحم والتحذير من قطعها وتراجع في هذا الفتوى رقم: 31749 .

فإن كانت أختك على ما ذكرت من سبها إياك وإهانتها لك فقد أساءت، ولكن نوصيك بالصبر عليها، ففي الصبر خير كثير، روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.  وراجع الفتوى رقم: 1764 ، والفتوى رقم: 5443 ، وانظر لزاماً الفتوى رقم: 27841 ، والفتوى رقم: 28321

ونوصيك بالحرص على الإصلاح بينك وبين أختك، والسعي في ذلك بكل طريق مشروع مستعيناً بالله تعالى ثم بالعقلاء وأهل الفضل فلعل الله تعالى يوفق بينكما، وإن تعذر ذلك ووصل الأمر إلى طريق مسدود ورأيت أن الأصلح هجرها والابتعاد عنها دفعاً لأذاها فلا حرج عليك في ذلك، ولعل هذا الهجر يكون واعظاً لها فترجع إلى رشدها، وراجع الفتوى رقم: 30690   .

وينبغي أن لا تيأس من السعي في الإصلاح، فلعل ذلك يكون يوماً ما وإن طال الزمان.

 والله أعلم.