عنوان الفتوى : أحسن إلى أختك وإن أساءت إليك
لي أخت تكبرني سنًا تسيء إلي وأنا أحسن إليها دائمًا تظن في ظن السوء وتتفوه علي بكلام ينبيء عن حقد دفين ولا أجد لذلك مبرراً وأنا حريص على صلة الرحم بكل ما أستطيع إلا أنها وعندما يتم الاتصال بها هاتفيًا تغلق السماعة في وجهي بعدما تسمعني كلاماً بذيئا يسم البدن ويتواصل مني الاتصال ويتواصل منها القطع رغم أنه لا مبرر لذلك فما ترشدونني إليه أثابكم الله ؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فصلة الرحم من القضايا التي حثنا عليها ديننا الحنيف ، والقرآن الكريم والسنة مملوءان بالآيات والأحاديث التي ترشد إلى ذلك. فالله جل وعلا قد قرن قطع الأرحام بالفساد في الأرض. قال الله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) [محمد: 22]. فيا أخي الكريم إن كانت المعاملة السيئة التي تلقاها من أختك بسبب أمرٍ ديني كأن تكون أمرتها بمعروف أو نهيتها عن منكر وهي بدورها لم تتقبل منك ، فاصبر واحتسب الأجر عند الله وأشفق على أختك وتمن لها الخير والهداية، وليكن لك في رسول الله أسوة حسنة .
وإن كانت المعاملة السيئة سببها أمر دنيوي أو مشاكل عائلية، فلا تقابل الإساءة بالإساءة، ولكن قابل ما تجده من أذى بالإحسان وبالصبر الجميل ولتكن هذه الآية أمامك وهي قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) [فصلت: 34، 35].
ونذكرك أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويُسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال: "لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك" [رواه مسلم وأحمد وأبو داود].
والله أعلم.