أرشيف المقالات

تفسير سورة الشعراء للناشئين (الآيات 1 - 60)

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
تفسير سورة الشعراء للناشئين
(الآيات 1 - 60)

معاني المفردات من (1) إلى (19) من سورة «الشعراء»:
﴿ طسم * تلك آيات الكتاب المبين ﴾: الأحرف المقطعة للتنبيه إلى أن آيات الكتاب المبين - ومنها هذه السورة - مؤلفة من مثل هذه الأحرف، وهي في تناول المكذِّبين بالوحي، وهم لا يستطيعون أن يكوِّنوا منها مثل هذا الكتاب المبين، ولا مثل سورة ولا مثل آية منه.
﴿ باخع نفسك ﴾: مهلكها حسرة وحزنًا.
﴿ آية ﴾: دلالة واضحة.
﴿ أعناقهم ﴾: جماعاتهم.
﴿ ذكر ﴾: موعظة وتذكير.
﴿ محدث ﴾: مجدد.
﴿ زوج كريم ﴾: صنف حسن من النبات كثير النفع يأكل منه الناس والأنعام.
﴿ أن ائت ﴾: أي اذهب.
﴿ ألا يتَّقون ﴾: ألا يخافون عاقبة ظلمهم، وفسادهم.
﴿ ولا ينطلق لساني ﴾: ولا أستطيع التوضيح والبيان لسرعة غضبي بسبب تكذيبهم.
﴿ ذنب ﴾: عقاب على ذنب سابق، وهو قتل القبطي.
انظر: آية رقم (15) من سورة القصص.
﴿ كلا: ﴾ لن يقتلوك.
﴿ بآياتنا ﴾: مع المعجزات التي تؤكد صدقك، وهي اليد والعصا وغير ذلك.
﴿ إنَّا رسول: ﴾ كل منَّا رسول، ورسالتنا واحدة.
﴿ وليدًا ﴾: صبيًّا صغيرًا.
﴿ فعلت فعلتك ﴾: قتلت القبطي الذي كان يتشاجر مع الإسرائيلي.
﴿ من الكافرين ﴾: من الجاحدين لنعمتي.
 

مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (19) من سورة «الشعراء»:

1 - تخاطب الآيات الرسول صلى الله عليه وسلم فتخفف عنه ما يعانيه من تكذيب المشركين له، وتوضِّح خطأهم في طلب معجزات ماديَّة، مع أن القرآن الكريم هو معجزة المعجزات، ومع أن الكون من حولهم ينطق كله بوحدانية الله سبحانه وتعالى وقدرته.
 
2 - ثم تذكر قصة موسى عليه السلام وتكليف الله له بالذهاب إلى فرعون وقومه، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده، وإطلاق بني إسرائيل، وتركهم يعبدون ربهم.
وطلب موسى من ربه أن يرسل معه أخاه «هارون» حتى يستطيع أن يؤدي هذه المهمة على خير وجه، فاستجاب الله له، وكلَّف هارون بالرسالة معه إلى فرعون، ووعدهما بالنصرة والتأييد.
 
وذهب موسى وهارون إلى فرعون، وبلَّغا رسالة ربهما، فنظر فرعون إلى موسى باحتقار وتكبر، وعيَّره بأنه قد ربَّاه صغيرًا، وأنعم عليه مدة من الزمن، كما ذكره بقتله القبطي، وجحود النعمة، وفراره من مصر.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة، من (1) إلى (19) من سورة «الشعراء»:
1 - حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على إيمان قومه، ولكن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء من عباده.
2 - لا إكراه في الدين، ولا يجوز أن تجبر أحدًا على اعتناق الإسلام.
3 - القصص القرآني من وسائل التربية، ويجب أن نستمد منه العظات والعبر.
4 - أخذ الحيطة والحذر لا ينافي الإيمان، بل هو مطلوب للوصول إلى النجاة.

 
معاني المفردات من (20) إلى (39) من سورة «الشعراء»:

﴿ إذًا ﴾: حين ذاك.
﴿ من الضَّالِّين ﴾: من المخطئين لا المتعمِّدين.
﴿ حكمًا ﴾: نبوةً وعلمًا.
﴿ أن عبَّدت بني إسرائيل ﴾: اتخذتهم عبيدًا لك وأذللتهم، فما تحسبه نعمة عليَّ، فهو نقمة في الحقيقة.
﴿ موقنين ﴾: تعرفون الأشياء بالدليل.
﴿ أو لو جئتك ﴾: أتسجنني ولو جئتك؟!.
﴿ بشيء مبين ﴾: بأمر ظاهر، وبرهان قاطع على أنِّي صادق.
﴿ ثعبان مبين ﴾: حيَّة عظيمة في غاية الوضوح لها فمٌ كبير وشكل مخيف.
﴿ ونزع يده ﴾: وأخرجها من فتحة ثوبه (التي يدخل منها رأسه).
﴿ بيضاء ﴾: تتلألأ كالشمس الساطعة.
﴿ للملأ ﴾: لأشراف قومه وسادتهم.
﴿ عليم ﴾: بارع في فنِّ السِّحر.
﴿ يخرجكم من أرضكم ﴾: يستولي على بلادكم.
﴿ فماذا تأمرون ﴾: فبأي شيء تشيرون عليَّ.
﴿ أرجه وأخاه ﴾: أخِّر أمرهما، ولا تعجِّل بعقوبتهما.
﴿ وابعث في المدائن ﴾: أرسل في أطراف مملكتك.
﴿ حاشرين ﴾: الشرطة يجمعون كل السَّحَرة.
﴿ لميقات ﴾: للموعد المحدَّد.
 

مضمون الآيات الكريمة من (20) إلى (39) من سورة «الشعراء»:

1 - تبيِّن الآيات اعتذار موسى عليه السلام بأنه فعل ما فعل من غير قصد، فأنعم الله عليه بالنبوَّة والعلم.
 
2 - وتستكمل الحوار بين موسى وفرعون، وقد سأله فرعون في سخرية: وما ربُّ العالمين؟ منكرًا وجوده ووحدانيته، فوضَّح له موسى بالأدلة والحجج القوية أنه ربُّ السموات والأرض وما بينهما من مخلوقات، وتمادى فرعون في سخريته وإنكاره، وهو يدعو أشراف قومه، فكانت فرصة لموسى عليه السلام أن يوجِّه إليهم الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى ووحدانيته، فاتهمه فرعون بالجنون، ولجأ إلى استعمال سلطانه وقوته مهددًا موسى بأنه إذا اتخذ إلهًا غير فرعون فسوف يسجنه، فأبرز عندئذٍ موسى ما معه من معجزات تؤكد صدقه وصدق رسالته، فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ واضح عظيم الشكل، بديع في الضخامة والهول، ثم أدخل يده في فتحة ثوبه واستخرجها تتلألأ نورًا له شعاع يبهر الأبصار، فإذا أعادها رجعت إلى حالتها الأولى، ومع ذلك استمرَّ فرعون على عناده، وادعى أن هذا كلَّه سحر، وأراد معارضته بالسحرة، فأرسل من يجمعهم من أنحاء مملكته، كما أشار إليه بذلك رؤساء قومه الذين كانوا حوله.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (20) إلى (39) من سورة «الشعراء»:
1 - رعاية الله سبحانه وتعالى لرسله وللمؤمنين بهم، ولو كانوا مجرَّدين من القوة.
 
2 - قدرة الله سبحانه وتعالى العظيمة، ووحدانيته التي تنطق بها وتدل عليها مخلوقاته، أو بدائع صنعته، والمعجزات التي أيَّد بها رسله، وآياته البيِّنات التي نطقت بها كتبه وجاءت به رسله.

معاني المفردات من (40) إلى (60) من سورة «الشعراء»:

﴿ بعزة فرعون ﴾: نقسم بعظمة فرعون وسلطانه وقوته.
﴿ تلقف ﴾: تبتلع بسرعة.
﴿ ما يأفكون ﴾: ما يزورون من تخيل الحبال والعصي أنها حيَّات.
﴿ فلسوف تعلمون ﴾: تهديد بالعقاب.
﴿ من خلاف ﴾: اليد اليمنى مع الرجل اليسرى والعكس.
﴿ لا ضير ﴾: لا ضرر علينا فيما يصيبنا.
﴿ منقلبون ﴾: راجعون.
﴿ أن كنَّا أول المؤمنين ﴾: بسبب أن كنَّا أول المؤمنين بموسى.
﴿ أسرَّ ﴾: من الإسراء وهو السير ليلاً.
﴿ إنَّكم متبعون ﴾: يتبعكم فرعون وجنوده لينتقموا منكم.
﴿ حاشرين ﴾: جامعين للجيش من كل المدن ليتبعوهم.
﴿ شرذمة ﴾: طائفة قليلة بالنسبة إلينا.
﴿ حاذرون ﴾: محترذون، متيقِّظون.
﴿ من جنَّات وعيون ﴾: من بساتين كانت لهم وأنهار جارية.
﴿ وكنوز ﴾: وأموال كنزوها من الذهب والفضة.
﴿ ومقام كريم ﴾: ومنازل حسنة، ومجالس بهيَّة.
﴿ وأورثناها بني إسرائيل ﴾: وأورثنا بني إسرائيل ديار فرعون وقومه وأموالهم بعد إغراقهم.
﴿ فأتبعوهم مشرقين ﴾: فلحقوهم وقت شروق الشمس.
 

مضمون الآيات الكريمة من (40) إلى (60) من سورة «الشعراء»:

1 - ما زالت الآيات في قصة موسى عليه السلام مع فرعون وقومه، وقد جاء السحرة من كل مكان في الوقت المحدد لاجتماعهم، ووعدهم فرعون بمكافأة إن كانوا هم الغالبين، فلما ألقوا حبالهم وعصيّهم، ألقى موسى عصاه على الأرض فإذا بها تتحول بقدرة الله سبحانه وتعالى إلى حيَّة عظيمة تبتلع بسرعة حبالهم وعصيّهم التي كانوا يزعمون بالتخيُّل أنها حيَّات وثعابين، فأدركوا فورًا أن موسى ليس ساحرًا مثلهم، وأن ما جاء به هو معجزة من عند الله فخرُّوا ساجدين لله، ومعترفين بوحدانيته.
 
2 - فامتلأ قلب فرعون غيظًا، وأخذته العزَّة والغرور، فتوعَّدهم بالعذاب، ولكن الإيمان الذي استقرَّ في قلوبهم جعلهم يستهينون بكل ما يصيبهم من أذًى في سبيل عقيدتهم.
 
3 - ثم تذكر أمر الله لموسى أن يأخذ معه المؤمنين ويسير ليلاً قبل أن يدركه فرعون وجنوده الذين عزموا على قتلهم، فذهب موسى بالمؤمنين ليلاً واتبعهم فرعون بجيشه الذي جمعه من أنحاء البلاد، وبهذا أخرج الله فرعون ومن معه من النعيم الذي كانوا يتمتعون به في مصر؛ ليرثه بنو إسرائيل من بعدهم.
 
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (40) إلى (60) من سورة «الشعراء»:
1 - قوة الإيمان تجعل المؤمنين يستهينون بما يلاقونه من مشقَّةٍ وإيذاء؛ لأنهم على يقين أن الله سبحانه وتعالى معهم وناصرهم، ولأنهم يتطلعون دائمًا إلى الآخرة خائفين من عذابها، طامعين في رحمة الله وثوابه.
 
2 - السحر لا يغيِّر حقائق الأشياء، وليس في قدرة الساحر ما يزعمه بعض الدجَّالين من قلب الحقائق وتغيير الأشياء، ومعرفة الغيب، وهو من الكبائر التي حرَّمها الإسلام، وحرَّم تعلُّمها وتصديق أهلها.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣