شاعر الشهور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
" أيّار " ، يا شاعر الشهور | و بسمة الحبّ في الدهور |
و خالق الزهر في الروابي | و خالق العطر في الزهور |
و باعث الماء ذا خرير | و موجد السحر في الخرير |
و غاسل الأفق و الدراري | و الأرض بالنور و العبير |
لقد كسوت الثّرى لباسا | أجمل عندي من الحرير |
ما فيك قرّ و لا هجير | ذهبت بالقرّ و الهجير |
فلا ثلوج على الروابي | و لا غمام على البدور |
أتيت فالكون مهرجان | من اللّذاذات و الحبور |
أيقظت في الأنفس الأماني | و الابتسامات في الثغور |
و كدت تحيي الموتى البوالي | و تنبت العشب في الصخور |
و تجعل الشوك ذا أريج | و تجعل الصخر ذا شعور |
فأينما سرت صوت بشرى | و كيفما ملت طيف نور |
تشكو إليك الشتاء نفسي | و ما جناه من الشرور |
كم لذّع الزّمهرير جلدي | و دبّ حتى إلى ضميري |
فلذت بالصوف أتّقيه | فاخترق الصوف كالحرير |
و كم ليال جلست وحدي | منقبض الصدر كالأسير |
يهتزّ مع أنملي كتابي | و يرجف الحبر في السطور |
تعول فيها الرياح حولي | كنائحات على أمير |
و الغيث يهمي بلا انقطاع ، | و الرعد مستتبع الزئير |
و اللّيل محلولك الحواشي | و صامت البدء و الأخير |
و الشهب مرتاعة كطير | مختبئات من الصقور |
في غرفتي موقد صغير | لله من موقدي الصغير ! |
يكاد ينقدّ جانباه | من شدّة الغيظ لا السعير |
لولا لظاه رقصت فيها | بغير دفّ على سريري |
و ساعة وجهها صفيق | كأنّه وجه مستعير |
أبطأ في السير عقرباها | فأبطأ الوقت في المسير |
حتّى كأنّ الزمان أعمى | يمشي على الشوك في الوعور |
كنّا طوينا المنى و قلنا : | ما للأماني من نشور |
فلو يزور الصدور حلم | عرّج منها على قبور |
لقد تولّى الشتاء عنّا | فصفّقي ، يا منى و طيري ! |