الابريق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ألا أيّها الابريقُ ما لكَ والصلّف | فما أنت بلّور ولا أنت من صدف |
وما أنت إلاّ كالأباريقِ كلّها | تراب مهين قد ترقّى إلى خزف |
أرى لك أنفا شامخا غير أنه | تلفّع أثواب الغبار وما أنف |
ومسّته أيدي الأدنياء فما شكا | ومصّته أفواه الطّغام فما وجف |
وفيك اعتزاز ليس للديك مثله | ولست بذي ريش تضاعف كالزغف |
ولا لك صوت مثله يصدع الدجى | وتهتف فيه الذكريات إذا هتف |
وأنصت أستوحيه شيئا يقوله | كما يسكت الزّوار في معرض التّحف |
وبعد ثوان خلت أني سمعته | يثرثر مثل الشيخ أدركه الخرف |
فقال:(( سقيت الناس)) ، قلت له: أجل | سقيتهم ماء السحاب الذي وكف |
ودمع السواقي والعيون الذي جرى، | وماء الينابيع الذي قد صفا وشف |
فقال: ليذكر فضلي الماء وليشد | بمدحي، ألم أحمِلُه؟ قلت: لك الشرف! |
فقال: ألم أحفظه؟ قلت: ظلمته | فلولاه لم تنقل، ولولاك ما وقف! |