أرشيف الشعر العربي

سقوط بورت ارثور

سقوط بورت ارثور

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
من أسود تسربلت بالحديد و من الجنّ في رواء الجنود
ينشدون الوغى و ما ينشد الحسناء غير المتيّم المعمود
كلّ قرم درع من الصبر و درع مسرودة من حديد
تحته أجرد أشدّ حنينا و اشنياقا ألى الوغى من نجيد
سابح عنده العسير يسير و القصيّ القصيّ غير بعيد
و صبا للنجوم من قد علاه أصبح الجوّ تحته كالصعيد
تحسب الأرض قد جرت يجرى و تراه كأنّه في ركود
إنّما يركب الجواد جواد و يصون الذمار غير بليد
و خميس يحكي النجوم انتظاما عجبا من كواكب في بيد
أوقع الرّعب في قلوب الضواري فاستكانت كأنّها في قيود
أصبحت تهجر المياه و كانت لا ترى الماء غير ماء الوريد
خافقات أعلامه ، أرأيتم كقلوب العشّاق عند الصدود
قاده ذلك الغضنفر ( نوجي ) و يناط الحسام بالصنديد
رجل دونه الرجال مقاما مشبه في الأنام بيت القصيد
كلّ سيف في غير قيضة نوجي فهو عند السيوف غير سعيد
يا يراعي سل ( بورت أرثور ) عنه إنّ تلك الحصون خير شهود
معقل أصبحت جحافل هيتو حوله كالعقود حول الجيد
هجموا هجمة الضراغم لمّا حسبوها فريسة للأسود
و تعالى الضجيج للأفق حتى كاد ذاك الضجيج بالأفق يودي
و توالى هجومهم و المنايا ضاحكات ، فيا لها من صيود
كم جريح مضرّج بدماه و قتيل على الثرى ممدود
و أسير إلى أسير يساقون تباعا إلى الشقاء العتيد
أسطرهم مدافع الروس نارا أصبحوا بعدها بغير جلود
دامت الحرب أشهرا كلّما قيل خبت نارها ذكت من جديد
و المنايا تحوم السرايا حومة العاشقين حول الغيد
حيث حظّ المقدام مثل سواه و كحظّ الكبير حظّ الوليد
صبر الروس صبر أيوب للبلوى على ذلك العدوّ العنيد
غير أنّ االأيّام ( وستوسل ) يمني أجفانه بالهجود
فتولاهم القنوط من النصر فردّوا أسيافهم للغمود
كان هذا للصّفر عيدا و عند الروس ضربا من الليالي السود
قلعة صانها الزمان فلولا كيد نوجي لبشرّت بالخلود

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إيليا أبو ماضي) .

الكأس الباقية

ماء و طين

ضرة جلق

السجينة

امتنان


ساهم - قرآن ١