سقوط بورت ارثور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
من أسود تسربلت بالحديد | و من الجنّ في رواء الجنود |
ينشدون الوغى و ما ينشد | الحسناء غير المتيّم المعمود |
كلّ قرم درع من الصبر | و درع مسرودة من حديد |
تحته أجرد أشدّ حنينا | و اشنياقا ألى الوغى من نجيد |
سابح عنده العسير يسير | و القصيّ القصيّ غير بعيد |
و صبا للنجوم من قد علاه | أصبح الجوّ تحته كالصعيد |
تحسب الأرض قد جرت يجرى | و تراه كأنّه في ركود |
إنّما يركب الجواد جواد | و يصون الذمار غير بليد |
و خميس يحكي النجوم انتظاما | عجبا من كواكب في بيد |
أوقع الرّعب في قلوب الضواري | فاستكانت كأنّها في قيود |
أصبحت تهجر المياه و كانت | لا ترى الماء غير ماء الوريد |
خافقات أعلامه ، أرأيتم | كقلوب العشّاق عند الصدود |
قاده ذلك الغضنفر ( نوجي ) | و يناط الحسام بالصنديد |
رجل دونه الرجال مقاما | مشبه في الأنام بيت القصيد |
كلّ سيف في غير قيضة نوجي | فهو عند السيوف غير سعيد |
يا يراعي سل ( بورت أرثور ) عنه | إنّ تلك الحصون خير شهود |
معقل أصبحت جحافل هيتو | حوله كالعقود حول الجيد |
هجموا هجمة الضراغم لمّا | حسبوها فريسة للأسود |
و تعالى الضجيج للأفق حتى | كاد ذاك الضجيج بالأفق يودي |
و توالى هجومهم و المنايا | ضاحكات ، فيا لها من صيود |
كم جريح مضرّج بدماه | و قتيل على الثرى ممدود |
و أسير إلى أسير يساقون | تباعا إلى الشقاء العتيد |
أسطرهم مدافع الروس نارا | أصبحوا بعدها بغير جلود |
دامت الحرب أشهرا كلّما قيل | خبت نارها ذكت من جديد |
و المنايا تحوم السرايا | حومة العاشقين حول الغيد |
حيث حظّ المقدام مثل سواه | و كحظّ الكبير حظّ الوليد |
صبر الروس صبر أيوب للبلوى | على ذلك العدوّ العنيد |
غير أنّ االأيّام ( وستوسل ) | يمني أجفانه بالهجود |
فتولاهم القنوط من النصر | فردّوا أسيافهم للغمود |
كان هذا للصّفر عيدا و عند | الروس ضربا من الليالي السود |
قلعة صانها الزمان فلولا | كيد نوجي لبشرّت بالخلود |