ضرة جلق
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألقاها في حفلة التكريمية التي أقامتها له الجالية في مونتريال. | |
- - - | |
لا تقلقي يوم النوى أو فاقلقي | يا نفس كلّ تجمّع لتفرّق |
أللّه قدّر أن تمسّ يد الأسى | أرواحنا كيما ترقّ وترتقي |
أوفى على الشهب الدّجى فتألقت | لولا اعتكار الليل لم تتألق |
والفحم ليس يضيء إن لم يضطرم | والندّ ليس يضوع إن لم يحرق |
لا أضرب الأمثال مدحا للنوى | ليت الفراق ويومه لم يخلق |
ما في الوداع سوى تعلثم ألسن | وذهول أرواح وهمّ مطبق |
... | |
عنّفت قلبي حين طال خفوقه | فأجاب: بل لمني إذا لم أخفق |
أنا طائر قد كان يمرح في الربى | وعلى ضفاف الجدول المترقرق |
فطوى القضاء مروجه وفضاء | ليزجّ في قفص الحديد الضيّق |
لا، بل أنا ملك صحوت فلم أجد | عرشي ، ولا تاجي، ولا إستبرقي |
... | |
هانت معاذيري وضاعت حكمتي | لما سمعت حكاية القلب الشقي |
لوّ تعدل الدنيا بنا لم ينتثر | شمل نظمناه ولم نتفرّق |
... | |
للّه مونتريالكم ذات الحلى | ومدينة الطود الأشمّ الأبلق |
كم وقفة لي عند شاطىء نهرها | لا أستقي منه، وروحي تستقي |
متعلما منه التواضع والنّدى | والصفح عن عبث الجهول الأحمق |
أعطى الحقول حياتها ومضى كأن | لم يعطها شيئا ولم يتصدّق |
من كان لا يدري فيقظة زرعها | من فضل هذا الهاجع المستغرق |
ضيّعت عند الواعظين سعادتي | ووجدتها في واعظ لم ينطق |
ملء المدائن والقرى آلاؤه | وهباته ، ويعيش عيش المملق |
لولاه لم يخضرّ قاعٌ مجدبٌ | لولاكم شجر المنى لم يورق |
عرضت محاسنها الحياة عليكم | فأخذتم بأحبّها والأليق |
أنا منكم في روضة معطارة | من مونق فيها اللحاظ لونق |
ألعطر يعبق من جميع ورودها | ما أن مررت بزهرة لم تعبق |
... | |
للّه مونتريالكم وجلالها | هي رومة الصغرى وضرّة جلّق |
رقّت علّي نجومها وتواضعت | حتى لكدت أحسّها في مفرقي |
فكأنما هي أنتم وكأنما | أرواحكم من نورها المتدفق |
رجع الشباب إلّي حين هبطتها | واليوم أخرج من شبابي الريق |
سأطير عنها في غد بحشاشة | مكلومة ، ويناظر مغرورق |
ويغيب عنّي طودها وقبابها | وقصورها خلف الفضاء الأزرق |
وتظلّ صورتها تلوح لخاطري | بعض الرؤى سلوى وإن لم تصدق |