ظلُّ المنى واسعٌ والشملُ ملتئمُ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
ظلُّ المنى واسعٌ والشملُ ملتئمُ | يا دارُ لا غدرت يوما بكِ النِّعمُ |
ويا رُبى ً سعدت من بعد ما شقيتْ | دامت عليك فأرضتْ روضكِ الديمُ |
إن يلتفت عنكِ وجهُ الدهر منقبضا | بالأمس فهو إليك اليومَ مبتسمُ |
أو يستحلَّ حماك الجدبُ يقتله | عاماً فعاماً فهذي الأشهرُ الحرُمُ |
دارُ الهوى أنتِ يادارَ السلامإذا | أحبابنا فيكِ من صرف الردى سلموا |
كم طالعٍ فيكِ لولا أنه قمرٌ | لم يبدُ ليلا وتحتَ الصبح يكتتمُ |
ومائل القدّ لم تعتدْ شمائله | ضلالة َ الحبِّ لولا أنه صنمُ |
وسائرين إذا ساروا وما رفعتْ | لهم قبابٌ وما حطَّتْ لهم خيمُ |
بيني وبينهمُ إن جدَّ بينهمُ | مرمى ً على مقتفيآثارهم أممُ |
مسافة ُ العين ما امتدّت فإن فضلتْ | عن مطرح العين لم ينصبْ لهاعلمُ |
سكانُ دجلة َ غربيُّون لو حلفوا | لا تبصر الشمسُ مغناهم لما أثموا |
لله منهنَّ مقبولٌ تحكُّمها | لها على الصمت وجهٌ ناطقٌ خصمُ |
لما رأتْ شعرا في الرأس تنكره | وكيفَ ينكر زيدٌ واسمه علمُ |
قالت تزكِّيه عندي وهي تسبغه | ما أوقرَ الشيبَ لولا أنه هرمُ |
مدَّت إلى الملك ترعاه وتنصره | يدٌ مقبَّلة ٌ والركنُ مستلمُ |
يدٌمع الله في حالى تصرُّفها | بالحقّ تنعم أو بالحق تنتقمُ |
قل للوزير وكم قادت مهابتهُ | من صعبة ٍ لم تكن بالقود تنخطمُ |
نلني بها أنل الشعرى فقد شُرفتْ | بك الأماني وعاشت عندك الهممُ |
ورشتَ محصوصة َ الأدابِ فانفسحتْ | محلّقاتٍ لهنّ القورُ والقممُ |
من بعد ما كان فضلُ المرء منقصة ً | في الناس ما قام يبغى الفضل عندهمُ |
كنا نحيلُ على الدنيا تجرُّمهم | مغالطين وندرى فيمن الجرمُ |
ونشتكي دهرنا والذنبُ ليس له | والدهرُ مذ كان مظلومٌ ومتَّهمُ |
يجني امرؤ ولياليه تعابُ به | وتفسدُ الناسُ والأيام تختصمُ |
والدهرُ يجفو لئيما إن بنوه جفوا | فيه ويصفو كريما إن همُ كرموا |
واليومُ كالأمس لا فرقانَ بينهما | ملوكنا دهرنا والفرقُ بينهمُ |
ذا الماءُ ذاك وهذي الشمسُ تلك وما | حالا وقد حالت الألوانُ والطُّعمُ |
ما ذاك إلا لأن نافيتهم فنفتْ | يداك عن منهلِ التدبير شوبهمُ |
وأنّ مصلحة الدنيا وسيرتها | دقيقة ٌ في العلا أبهرتها وعموا |
عادى بك الناسُ ناسا والزمانُ فتى ً | وقام ظهرٌ حناه الشيبُ والهرمُ |
لكلّ وقت نصيبٌ منك تلحظه | فيه العناية ُ حتى تستوي القسمُ |
يومٌ بعدلك مات الظلمُ فيه إلى | ليلٍ بنورك ماتت تحته الظُّلَمُ |
لم يرضَ جودك أن تخضرَّ مخصبة ً | به الظواهرُ حتى ابيضّت العتمُ |
وليلة من ضياءٍ وهي مظلمة ٌ | بليلة ٍ من جمادى وهي تضطرمُ |
وجهُ الزمان بها حرّانُ ملتهبٌ | وقلبه باردٌ من حسنها شبمُ |
تاهت على العام إذ صيَّرتها علما | فيه وبالنار ليلا يعرفُ العلمُ |
افتح عليّ وعلِّمني الذكاء أصفْ | هذا مقامٌ على الأفكار ينعجمُ |
أدارك الأفقُ العالي أم اعتصمت | بها السماء يقينا إنها حرمُ |
أم الكواكبُ من شوف إليك هوت | ترجو نداك فمجموعٌ ومنفصمُ |
أم أنتَ يوسفُموعودا وقد سجدتْ | لك النجومُ وهذا كلُّه حلمُ |
ومرهفات على حدّ الظلام لها | حدّ به ترهفُ الهنديّة الخذُمُ |
إذا وقفن صفوفا للدجى ثبتتْ | أقدامهنَّ له والهامُ تنهزمُ |
تزداد نورا إذا أبصارها انتقصتْ | قصّاً وتنبتُ إمَّا جزَّت اللِّممُ |
من كل خافقة ِ الأحشاء ساكنة ٍ | تضاحك الليلَ والأجفانُ تنسجمُ |
فلستُ أدري أخوفٌ منك خامرها | حتى بكت أم رجاءٌ فهي تبتسمُ |
هيفاءُ دقّتها فيها وصفرتها | من صحّة ٍ وهما في غيرها سقمُ |
قامت على فرد ساقٍ ما لها قدم | تشكو الجوى بلسانٍ ما حواه فمُ |
إما قناة ً وقد خاض السنانُ دماً | أو إصبعا تتلظّى مسَّها عنمُ |
وذي قوائمَ لا يمشى بأربعة ٍ | حتى يُساق فيدنى وهو يهتضمُ |
تحوطهُ نثرة ٌ ينفى بلبستها | عنَّا إذا جدَّ لا عن جسمه الألمُ |
لها اسمُ درعٍ ومعناها وليس لها | ما تفعل الدرعُ والهيجاءُ تقتحمُ |
إنْ أضرمتْ فهي تاجٌ أو خبتَ ظهرتْ | أقراطها الحمرُ أو أصداغها الفحمُ |
رسمٌ من النحل كان الملكُ عطَّله | أنشرتَ فيه بني كسرى وما رسموا |
نعمى على العجم خصَّتهم كرامتها | لا بل تساهمَ فيها العربُ والعجمُ |
قومٌ يرون القِرى بالنار يكسبهم | فخرا وقوم يرون النارَ ربَّهمُ |
لا تنكرنْ كثرة َ السؤَّالِ ما اقترحوا | والمادحين فقد قالوا بما علموا |
من أوقد النارَ مطروقا ومن رفعَ ال | حجابَ عن طالبي معروفه ازدحموا |
تعطى السماءُ قليلا وهي باكية ٌ | شحّاً ويعطى كثيرا وهو يبتسمُ |
عوَّدت سمعك أن يحلو الثناءُ له | كأنّ كلَّ قريضٍ شقَّه نغمُ |
وأوفد الناسَ أفواجا إليك فمٌ | جوابُ كلّ سؤال عنده نعمُ |
لا كالغريبة ِ أيديهم وألسنهم | لم يركبوا الخيلَ إلا بعد ما هرموا |
كنّا نخبَّر عن قومٍ وقد درسوا | أخبارَ جودٍ مع الإكثار تتَّهمُ |
ونحسبُ الناسَ زادوا في حديثهم | ونمَّقوا بحكوماتِ الهوى لهمُ |
فجاء جودك برهانا لما نقلتْ | منه الرواة ُ وتصديقا لما زعموا |
كانوا كراما وأيمُ الله لو بعثوا | حتى يروك لقالوا هكذا الكرمُ |
ختمتهم وبراك الله خيرهمُ | جوداكما بكلامي تختم الكلمُ |
أنا المقدَّمُ والدنيا توخِّرني | عن ذا المقام ألا من بيننا الحكمُ |
كم أخواتٍ لها زُفَّتْ وما خُطبتْ | كوني أباها ولم يسمعْ لها يتمُ |
وواصلين فموصولين لو فهموا | شعري بحملهم منه الذي فهموا |
أصبحتُ أحرمُ من نعماك ما رزقوا | وكنتُ أعهدُ مرزوقا إذا حرموا |
تعلَّمنَّ إذا سوّيتني بهمُ | فيمن زكت وعلى من تحسنُ النِّعمُ |
فاسمع وقوِّمْ فما ضاعت ولا غبنتْ | وأنت تاجرها الأقدارُ والقيمُ |
وما أسفتُ لمالٍ فاتَ فازَ به ولا تزال لوقتٍ مانتحر مني وإنما فلتاتُ الجود تُغتنمُ | غيري بلى فاتني الأخلاقُ والشيمُسقط بيت ص |