حيها أوجهاً على السفحِ غرا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
حيها أوجهاً على السفحِ غرا | و قبابا بيضا ونوقا حمرا |
و رماحا دون الحبائب يهززْ | نَ ويحطمنَ في الكتائبِ كسرا |
و سراحينَ كالحصونِ جيادا | تملأ الخزامَ مهرة ً أو مهرا |
يتمارحنَ في الحبالِ فينقض | نَ فتيلاًً منها ويقطعنَ شزرا |
و قرى بعضه الوصالُ إذا أم | سى طما جفنة ً وزمجرَ قدرا |
آهِ للشوقِ ما تأوهتُ منه | لليالٍ بالسفح لو عدنَ أخرى |
كنَّ دهما من الدآدي وقد | كنَّ بتلك الوجوه درعاً وقمرا |
حيثُ لا تظفرُ الوشاة ُ بأسرا | ري إذا ما الصباحُ أعلنَ سراً |
فإذا ما العذولُ قال عقابا | في ذنوبي قال الصبا بل غفرا |
أجتنيها ريحانة َ العيشِ خضرا | ءَ وتمسي فيها المنى َ ليَ خضرا |
يا مغاني الحمى سقيتِ وما ين | فعني الغيثُ أن يحودكِ فقرا |
أيُّ عين أصابتِ الدارَ أقذى | اللهُُ بعدي أجفانها وأضراً |
عريتْ من ظبائها الآنساتِال | بيضِ واعتاضتِ الظباءَ العفرا |
لا تراها تطيلُ بعد النوى غص | ناً ولا جوها يتممُ بدرا |
غيرَ حمً من القطا جاثماتٍ | كنَّ جوناً فعدنَ بالرهجْ كدرا |
و بقايا مواقفٍ تصفُ الجو | دَ أباديدَ في يدِ الريح يذري |
قلبوا ذلك الرمادَ تصيبوا | فيه قلبي إن لم تصيبوا الجمرا |
ما لدهري قضى الفراقَ عليها | عذبَ اللهُ بالفراقِ الدهرا |
انظر لي وقبلُ كنت بصيرا | يا خليليَّ بين جوً و بصرى |
أو ميضٌ سرى فشقَّ قميصَ ال | ليل أم ذاك طيفُ سعدي تسري |
زار وهنا لا يصغر للهُ ممشا | هُ وحيا فزاده الله برا |
بشرتني مقدماتٌ به يح | ملُ فيها ذيلْ النسيم العطر |
و اعتنقنا وليس همي سوى مس | الة ِ الليل أن يميتَ الفجرا |
زورة لم تكن بخطَّ بناني | في كتابِ الآمال إلا سطرا |
سرقتها ليَ الحظوظُ وخنسا | ءُ استلابا من الزمان وطراً |
و أبيها ما حفظها الدهرَ أنكر | تُ ولكن أنكرتُ بعدَ المسرى |
جشمتها الأشواقُ في ساعة ٍ شق | ة َ ما تخبطُ السحائبُ شهرا |
فرحة ٌ طار لي غرابا بها اللي | لُ وطارت عنيّ مع الصبح نسرا |
ارتجعها يا دهرُ لا زلتَ تسترْ | جعُ لؤما ما كنتَ أعطيتَ نزرا |
و تعلمْ أنيَّ بمكرك لا أح | فلُ مما ألفتُ منك المكرا |
أنكرَ الغدرَ مرة ً منك قلبي | ثمّ صارت سجية ً فاستمرا |
لا حمى اللهُ حازما غرهَّ من | ك سرابٌ شعشعتهُ فاغترا |
كلْ بنابيك ملءَ جنبيك لحمي | و تخذلْ عني متى قلتُ نصرا |
قلَّ صبري على اقتنائيَ للمج | د وأما عنك الغداة فصبرا |
أنت ذاك الذي أمتَّ شبابي | عبطة ً وهو ما تملى العمرا |
و رددتَ العيونَ عنيّ وقد كن | تُ لها الكحلّ حائصاتٍ خزرا |
صار عهناً تحتَ المراحل ينقا | دُ كان عاصيَ النبتِ شعرا |
و مشيتَ الضراءَ كيدا لأحبا | بي فريعوا في الأرضِ سلا ونفرا |
صدعوا مطرحَ الزجاج تشظى | و تداعوا عطَّ الأديم تفرى |
قسمتهم يدُ الشتاتِ فشطرا | للتنائي وللنوائبِ شطرا |
فكأنّ الأرضَ الحمولَ أبتْ أن | يجدوا فوقها لرجلٍ مقرا |
خولسوا من يدي غصونا رطيبا | تٍ وغابوا عنيّ كواكبَ زهرا |
أقتضيهم مطلَ الإيابِ وقد وفى | الفراقُ الوشيكُ فيهم نذرا |
صحبَ اللهُ راكبين إلى الع | زّ طريقاً من المخافة ِ وعرا |
سمعوا هتفة َ الحمول فطاروا | يأخذون الأرزاقَ بالسيف قهرا |
شربوا الموتَ في الكريهة حلوا | خوفَ يومٍ أن يشربوا الضيم مراً |
طرحوا حاجهم وراءَ متونِ ال | خيلِ ركضا والسمهرية ِ جرا |
كلُّ عجلانَ خطهُ لأخيه | العلاءَ العلاءَ إن كنتَ حراً |
يملاون الحبا جلوساً فإن ثا | روا ملأتَ الفضاءَ بيضا وسمرا |
و إذا استصرخوا لعضة ِ عامٍ | ركبوا الجودَ يطردون الفقرا |
لا يبالي الحيرانُ ما أطلقوا الأي | مانَ أن تمسكَ السماءُ القطرا |
إخوتي من بني الوفاء ورهطي | يوم أغزو الملوكُ من آلِ كسرى |
غادروني فردا ومروا مع الأي | ام والحظُّ بعدهم أن أمرا |
أتشكي القذى بمقلة ِ حيرا | نَ عليهم إلى ضلوعٍ حرى |
ليتَ شعري بمن أعوضُ عنكم | يومَ آبى ضيما وأدفعُ عسرا |
فسدَ الناسُ بعدكم فاستوى في ال | عيش من سرني نفاقا وضرا |
و نجا بي ما شئتُ يأسى منهم | نال خيرا من ظنَّ بالناس شرا |
و بلى قد أفادني الدهرُ خلاًّ | لمَّ شعثي وشدَّ منيَ أزرا |
واحدا أعلقتْ يدي غلطة ُ الأي | ام منه حبلَ الوفاءِ الممرا |
ألمعيا رأى بعينِ ابنِ ليلٍ | خافياً من محاسني مستسرا |
فاقتناني تغنما وافتراطا | و استباني قولا لطيفا وبرا |
و تحرى تفضلا أن يرى الفض | لَ مضاعا والحرُّ من يتحرى |
صدقتْ في أبي طريفٍ ميا مي | نُ ظنوني وقد تعيفن زجرا |
و تجلت غشاوة ُ الدهرِ عن قل | ي وفكتْ عنيَّ الليالي الحجرا |
و أتاني يتوبُ من ذنبه الده | رُ احتشاما له وكان مصرا |
ألحقتني به غريبا من الآ | مال قربي تعدُّ صنوا وصهرا |
فتحنى َّ لها ورقَّ عليها | و رأى الدهرَ عقَّ فيها فبرأ |
وصلَ الودَّ لي بآخية الجا | ه فكانا عجالة ً لي وذخرا |
و أتاه صوتي فنبه منه | عمراً حين نبهَ الناسُ عمرا |
شيمة ٌ منك بابن باسلَ في السؤ | ددِ لم تعتسفْ عليها قسرا |
و عروقٌ زكى ثراهنّ في المج | د فأرعى نباتهن وأثرى |
طاب مجناكَ فاهتصرتك وردا | لينَ الغصنِ واعتصرتك خمرا |
كان نصري عليك دينا فما كن | تَ بغير القضاء منه لتبرا |
ندبتك العلا له فتجردْ | تَ حساما فيه وقمتَ هزبرا |
ملة ٌ في الوفاء ضيعها النا | سُ وأحييتها سناءً وفخرا |
و لسانٌ في الحمد كان عقيما | قبلُ أولدتهُ ثناءً وشكرا |
فتأهبْ لوافداتِ القوافي | يعتلمنَ الدجى وما كنَّ سفرا |
ضارباتٍ في الأرض طولا وعرضا | و هي لم تلقَ جانبا مغبرا |
حاملاتٍ لحرَّ عرضك من بح | ر ضميري ملءَ الحقائب درا |
كلّ غراءَ تجتليها على شر | طك في الحسن ثيباً أو بكرا |
لم أكلفك أن تسوقَ مع الرغ | بة فيها سوى المودة ِ مهرا |
و بحقًّ لم ينشرح لك صدري | بمديحٍ حتى ملأت الصدرا |
و رآك الشعرُ العزيزُ على غي | رك كفئاً فلانَ شيئا وقرا |
كم عظيمٍ أبى عليه وجبا | رٍ ثنى عنه جيده وأمرا |
فتهنَّ انقياده لك واعلمْ | أيّ طرفٍ جعلته لك ظهرا |
و البس المهرجانَ حلة َ عزًّ | لستَ من لبسها مدى الدهر تعرى |
طاعنا في السنين تطوى عليه | نَّ طوالَ السنين عصرا فعصرا |
و اعلُ حتى أراكَ أشرفَ كعبا | من مكان السهى وأنبهَ ذكرا |