من مخبري عن الطَّفلْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
من مخبري عن الطَّفلْ | قلَّص بعد ما أظلْ |
تناصلَ البردِ السَّملْ | ينصاعُ من فرط الوجلْ |
من الصباح المشتعلْ | نجاء صلٍّ من وعلْ |
أتبعُ منه بالأمل | منسلخا لا يستهلْ |
كنت المدلَّ المحتملْ | أيّام نبتي مبتقلْ |
غصنٌ يلسُّ بالقبلْ | فليته لم يكتهلْ |
ظلُّ دجى ً لما انتقلْ | تحامت الشمسَ المقلْ |
يا هلْ ولا تنفع هلْ | يخضب دهرٌ ما نصلْ |
قنعتُ منه إذ رحلْ | ببدلٍ ولا بدلْ |
مضى بشرَّاتِ الجذلْ | وجاء يأخذُ الأجلْ |
طارق شرٍّ مذ نزلْ | أنكرتُ عاداتي الأولْ |
ضيفٌ سرى على عجلْ | خاض الدجى وما استدلْ |
ثار ولا أرغى جملْ | منبسطا وما سئلْ |
ولا دعا بحيّ هلْ | قريتهِ ولم أبلْ |
البكراتِ والبزلْ | والضرعَ جهدَ ما احتفلْ |
نغبقه فما قبلْ | لحم سواى في الأكُلْ |
حتى انتقى لحمي وخلّ | عطَّ الظُّبا رثَّ الخللْ |
وقادني نضوا أبلّ | مع الرذايا والهملْ |
مطّرحا لا أحتفل | مطرحة الشنّ النغلْ |
موت الشباب والغزلْ | ذكرتُ والذكرى شغلْ |
بين الجفير والقللْ | حيّاً فؤادي فيه حلْ |
رامين بالسود النُّجلْ | فلا يخيب المنتبلْ |
يصبن ما تخطى ثعلْ | فعادني عيد الخبلْ |
قرفك جرحا ما اندمل | فانشد رقادي أين ضلْ |
يوم الأسير في الطِّولْ | يا دار إني لم أسلْ |
حين حليتُ بالعطلْ | ونضب الدمعُ وقلْ |
أين الشموس في الكللْ | كلُّ مهاة ٍ لم يزلْ |
جريحها حتى قتلْ | مرودها إذا صُقلْ |
لونهُ صبغ الكحلْ | ذات قوام معتدلْ |
من التَّريبِ والكفلْ | بين النشاط والكسلْ |
إذا احتبين بالأصلُ | على الأحاديث الفضلْ |
ونظم العقدُ وحلّ | من العفافِ والخجلْ |
وقد تركنَ في الظُّللْ | مثلَ مباركِ الإبلْ |
يا دهرُ أنت والعذل | قد وقرَ السمعُ وملْ |
غرَّك من عودٍ بزلْ | نهوضه بما حملْ |
عقلا قد اشتاق العقلْ | ربّ طليق محتبلْ |
قد عدتُ من تحت الرحلْ | كأن غارتي أظلْ |
كم أطلبُ الأمرَ الجللْ | بنصر أيّام خذُلْ |
أعلو بحظٍّ قد نزلْ | أسوم خرقاءَ العملْ |
أيّ يدٍ لو لم تشلْ | لا تسع الرزقَ الحيلْ |
ما أطعم الدهرُ فكلْ | وما حذاك فانتعلْ |
يا سقمي كيف أبلّ | والطبُّ أعوانُ العللْ |
إن يك مقدارٌ جهلْ | أو سحر آمال بطلْ |
فقد يقيلُك الزللْ | مولى ً إذا قال فعلْ |
حيّ ابنَ أيوبَ وملْ | إلى ذراه فاستظلْ |
تر الأنامَ في رجلْ | سوِّدَ في العشرِ الأولْ |
وتمَّ وهو مقتبلْ | وداس عوصاءَ السُّبلْ |
إلى الكمالِ فكملْ | إن روّح المزنُ انهملْ |
أو أورق الغصنُ حملْ | مدّ يمينا فبذلْ |
لولا الندى لم تبتذلْ | هامرها الغيثُ الهطلْ |
مطاولا فلم ينل | حتى إذا زادت وقلْ |
صاح بها وقد نكلْ | هذا السماح لا شللْ |
أي فتى عقدٍ وحل | إن عافت الرأيَ الشُّكلْ |
ومرّ يرتاد العللْ | ربُّ الضمير المنقفلْ |
أنهلَ رأيا وأعلّ | إذا طغى الخطب وجلْ |
وعذرتْ على الفشلْ | نفسُ الشجاع المصمئلْ |
وقذف الجرحُ الفتلْ | وكنّ أدواء عضُلْ |
خاض من البحر وشلْ | ضحضاحه ثمّ وألْ |
يعصر ذيلا من بللْ | لا مكرها لكن بطلْ |
فتكَ عجولٍ في مهلْ | مصابرٍ طول الطِّيلْ |
إن ركبَ القرنُ نزل | يجيل فكرا لم يُجلْ |
إلا لتقويمِ خطلْ | يصحو به اليومُ الثملْ |
له وراء ما فعلْ | عينُ عقابٍ يوم طلْ |
من معشر راضو الدولْ | وملأوا فرجَ الخللْ |
واحتلفوا فلم تحل | أيمانهم على بطلْ |
لا صحبوا العيشَ بذلّ | إن أكلَ المالُ عدلْ |
مكثرهم حالَ المقلْ | إن هوّموا على ذحلْ |
سلُّوا الكرى من المقلْ | وشمَّروا الرُّدنَ الفضلْ |
عن كلّ عبلٍ منصقلْ | يحسب من غمدٍ يسلْ |
بالسمهريّ قد فتلْ | كأنه من الذُّبُلْ |
وأفرغوا من العجل | على عصاراتِ المقلْ |
سيوفهم إثر الفلل | تأخذ ما أبقى الأسلْ |
جرّبتُ والسيف نكلْ | وإخوة الفقر قللْ |
محمدا فلم يحلْ | عن شيم المجد الأولْ |
يقظان كالسَّمع الأزلْ | يعقلها ويتكلْ |
كم لك في العام الأزلْ | من شافياتٍ للغللْ |
من دبرْ ومن قبلْ | مفصَّلاتٍ وجملْ |
جودا وفي البحر بخلْ | أطلعني فوق الأملْ |
حتى كفاني وفضلْ | فإن جرى قولٌ عملْ |
أو يعدل القطر السَّبلْ | فقدْ مصاعيبَ ذللْ |
بنات فكر منتخلْ | يولدن من غير حبلْ |
إذا مررن في الرِّحلْ | بيبسٍ فهو خضلْ |
حاملُها بما نقلْ | في الركب مرحانُ جذلْ |
كأنه قد استهلّ | ببابه يومَ ثملْ |
كم سهم حاسدٍ نصلْ | عنها وقد خابَ وذلْ |
يذمُّ منها ما جهلْ | وودّه إذا احتفلْ |
بالبيت منها لو وصل | يقرضه أو ينتحلْ |
أو لم يقل فقد هبلْ | من لك أعمى بالحولْ |
لا تبلغُ الموتى الرسلْ | إن كنت قوّالا فقلْ |
قد جاءني ما يرتجلْ | من عيبتي فما عملْ |
مبردقين في الجبل | أمدد يداً قبل زحلْ |
إذا ابن أيوب كفلْ | يحفظ غيبي لم أبلْ |
اسلم يسالمك الأجلْ | ونل ذرى العزِّ وطلْ |
في كلّ يومٍ مقتبلْ | إن طرقَ الخطبُ الجللْ |
حجبته فلم يصلْ | وصبْ إذا الغيثُ مطلْ |
إنك من قومٍ فُعُلْ |