لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لعدوِّ حسنك ما لسمعِ العاذل | منّي إذا قام فيكِ مجادلي |
طال الملامُ عليك أعلم أنه | حسدٌ وما حظيَ الحسودُ بطائلِ |
أرضي الهوى منكِ المكدَّرَ بالنوى | حظا وأقنعُ بالغريم الماطلِ |
وإذا شكوتكِ في جمالٍ هاجرٍ | عمدا شكرتك في خيالٍ واصلِ |
ولقد أحلُّكِ لو عرفتِ محلّه | قلباً يضيق سوى هواكِ بنازلِ |
أعطي بذلٍّ ما منعتِ بعزّة ٍ | فيضيعُ في أثناء بخلكِ نائلي |
ما ضرَّ يا حسناءُ قلبا جائرا | لكِ لو تعلَّم من قوامٍ عادلِ |
أمسائلٌ ماذا فعلنا بعده | سكنٌ بدجلة َ لا يجودُ لسائلِ |
أم راجعٌ زمنٌ به بقى الأسى | ومضى وكيف رجوعُ أمسِ الزائلِ |
هيهات زدنَ سنيَّ فانتقصت قُوى | ودّي ومتنَ مع الشباب وسائلي |
كنتُ الحسامَ جلاي شرخُ شبيبتي | بين الحسان وماءُ غصني صاقلي |
فطُرحتُ عن أعناقهنّ بأن ذوتْ | منّي ذوائبُ كنّ قبلُ خمائلي |
عمرٌ مضى سرفا وعصرُ بطالة ٍ | أخذ المشيبُ لحقّه من باطلي |
ملكَ الحجا منّي مكانَ خلاعتي | وتوقّرت بعد المراحِ شمائلي |
أحييتُ أمواتَ المحاسنِ قائلا | لو لم يُرعنَ من الحسودِ بقاتلِ |
قالوا عدوّك فاحتقره جاهلٌ | من لي على فضلي بحظ الجاهلِ |
يا إخوة َ الأيّام يتَّبعونها | من مستقيمٍ كاذبٍ أو مائلِ |
خلُّوا ابن أيّوبٍ عليَّ وشأنكم | من ناكثٍ أو غادرٍ أو حائلِ |
من لا تحوّله الخطوبُ بحادثٍ | عنّي ولا عقلُ الزمان بشاغلِ |
وإذا رجعتُ إلى أواخرِ ودّه | قابلتُها بوسائطٍ وأوائلِ |
وإذا حملتُ عليه ثقلا لم أقل | يا ليتني روّحتُ ظهرَ الحاملِ |
ما ضرّني قاسٍ عليَّ فنابذي | و محمدٌ حانٍ عليَّ فقابلي |
لله راضٍ بالقليل لنفسه | متذمّمٌ لي بالكثير الفاضلِ |
من ممسكي الحسبِ التليدِ ومطلقي ال | أيدي إذا جفَّتْ بنانُ الباذلِ |
رامين في الغرض البعيد إذا نأى | يوم الفخار على سهام النابلِ |
شرعوا إلى الغاياتِ كلَّ مهفهفٍ | سارٍ على خيلِ الأناملِ جائلِ |
لو لم يكن رمحا لما شحذوا له | حدّين موضعَ زُجَّهِ والعاملِ |
نفثاته السحرُ المبلبلُ لا كما | خبِّرت أنّ السحرَ صنعة ُ بابل |
ألحقهمُ في المجدِ واحفظهم وزد | ولقد فعلتَ وزدتَ حدّ الفاعلِ |
وأعرْ علاك العيدَ يزددْ حسنه | يا حليَ أيّامِ الزمانِ العاطلِ |
قابلْ به عاماً ترنَّقَ إنه | متضاعفٌ لك خيره في القابلِ |