أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنشدُ من عهد ليلى غيرَ موجودِ | و أقتضيها معارا غيرَ مردودِ |
رضا بليلي ما كان من خلقٍ | جعدٍ ونيلٍ كثيرِ المنّ معدودِ |
من العزيزات أنساباً وأخبية ً | في صفوة ِ البيتِ حلتْ صفوة َ البيدِ |
محبها قد قضى في كلَّ معركة ٍ | قصية ٍ عن بلاغِ الأنيقِ القودِ |
تقلُّ من غيرِ ذلًّ عند أسرتها | بين القبابِ المنيعاتِ الأباديدِ |
كم ليلة ٍ قد أرتني حشوها قمرا | وجوهها البيضُ في أبياتها السودِ |
من كلَ هيفاءَ إلا الردفَ تحسبهُ | غصنا من البان معقودا بجملودِ |
ما مستقيماتها للريح مائلة ٌ | لكن براهينُ عزًّ لي المواعيدُ |
لثنَ العناقيدَ فوقَ الخمرِ واختلفت | شفاههنَّ على ماءِ العناقيدِ |
و رحن يرمين بالألحاظ مقتنصاً | فما تصيدنَ إلا نفسَ الصيدِ |
يا ليلَ لو كان داءَ تقتلين به | داويته كان داءً غيرَ مقصود |
اليأسُ أروحُ لي والصبرُ أرفقُ بي | من نومِ ليلكِ عن هميّ وتسهيدي |
ما ماء دجلة َ ممزوجا بغدركمُ | و إن شفى بارداً عندي بموردوِ |
و لا صبا أرضكم هبت تروحني | وفاءَ وعدٍ لكم بالمطلِ مكدودِ |
حسبي . سمحتُ بأخلاقي فما ظفرت | في الناس إلا بأخلاقٍ مناكيدِ |
و صاحبٍ لينُ أيامي وشدتها | فرقٌ له بين تقريبي وتبعيدي |
يمشي ابنَ دأية َ في ظلَّ الرجاءِ معي | و في النوائبِ يعدو عدوة َ السيدِ |
و واسعِ الدار عالي النارِ يوهمني | خصبَ القرى بين مبثوثِ ومنضود |
يهوى الأناشيدَ أن يكذبن سمعته | و لا يهشُّ لأعواضِِ الأناشيدِ |
أغشاه غشيانَ مجلوبٍ يغرُّ بما | رأى وأصرف عنه صرفَ مطرودِ |
يجودُ ملءَ يدي بالوعد يمطلهُ | و المطلُ من غير عسرٍ آفة ُ الجودِ |
فدى الرجالُ وإنْ ضنوا وإن سمحوا | فتى ً يهونُ عليه كلُّ موجودِ |
لا يحسب المالَ إلا ما أفاد به | ثناءَ محتسبٍ أو ذكرَ محمودِ |
كم جربَ المدحُ أملاكا وجربه | فصبَّ ماءً وحتوا من جلاميدِ |
أملسُ لا عرضه الوافي بمنتقصٍ | يوما ولا مالهُ الواقي بمعبودِ |
من سائلٌ بالكرام السابقين مضوا | و خلفوا الذكرَ من إرثٍ وتخليدِ |
هذا الحسينُ فخذ عيناً ودعْ خبراً | من الروايات عنهم والأسانيدِ |
من ساكني الأرضِ قبلَ الماءِ من قدمٍ | و عامريها وما ذلت لتشييدِ |
كم حاملٍ منهمُ فضلاً حمائلهُ | تحلُّ عن عاتق بالتاج معقودِ |
لم يبرحوا أجبلَ الدنيا وأبحرها | أصلينْ من شاهقٍ منها وممدودِ |
و حسنوا في الندى أخلاقَ حلمهمُ | إنَّ الندى في النهى كالماء في العودِ |
يا آل عبد الرحيم اختار صحبتكم | تأنقي في اختياراتي وتجويدي |
أحبكم وتحبوني وما لكمُ | فضلٌ وربَّ ودودٍ غيرُ مودودِ |
قرابة ٌ بيننا في فارسٍ وصفتْ | عنيّ وعنكم طهاراتِ المواليدِ |
لا زال مدحيَ ميراثا يقابلكم | عنيّ إذا الشعرُ في آذانكم نودي |
بكلَّ حسناء لو أحفشتها برزتْ | للخاطبين بروزَ الغادة ِ الرودِ |
من نسج فكري تردّ العارَ دونكمُ | ردّ السهام نبتْ عن نسج داودِ |
ما أنبتتْ ليَ جراءُ الرجاء بكم | خصبا وما كرَّ دهرٌ عودة َ العيدِ |
و ما تباحُ المدى مشحوذة ً أبدا | صبيحة ََ النحرِ من نحرٍ ومن جيدِ |