إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
إن كنتَ ممّن يلجُ الوادي فسلْ | بين البيوت عن فؤادي ما فعلْ |
وهلْ رأيتَ والغريبُ ما ترى | واجدَ جسمٍ قلبهُ منه يضلّ |
وقل لغزلان النقا مات الهوى | وطلِّقتْ بعدكمُ بنتُ الغزلْ |
وعاد عنكنَّ يخيبُ قانصٌ | مدَّ الحبالاتِ لكنّ فاحتبلْ |
يا من يرى قتلى السيوفِ حظرتْ | دماؤهم اللهَ في قتلى المقلْ |
ما عند سكّانِ منى ً في رجلٍ | سباه ظبيٌ وهو في ألف رجلْ |
دافعَ عن صفحته شوكُ القنا | وجرحته أعينُ السِّربِ النُّجلْ |
دمٌ حرامٌ للأخِ المسلمِ في | أرضٍ حرامٍ يالَ نعمٍكيف حلّْ |
قلتِ شكا فأين دعوى صبره | كرِّي اللحاظَ واسئلي عن الخبلْ |
عنَّ هواكِ فأذلَّ جلدي | والحبُّ مارقَّ له الجلدُ وذل |
من دلَّ مسراكِ عليّ في الدجى | هيهات في وجهك بدرٌ لا يدُلّْ |
رمتِ الجمال فملكتِ عنوة ً | أعناقَ مادقَّ من الحسن وجلْ |
لواحظا علَّمت الضربَ الظُّبا | على قوامٍ علَّم الطعنَ الأسلْ |
يا من رأى بحاجرٍ مجاليا | من حيثُ ما استقبلها فهي قبلْ |
إذا مررتَ بالقبابِ من قبا | مرفوعة ً وقد هوت شمسُ الأصُلْ |
فقل لأقمارِ السماء اختمري | فحلبة ُ الحسن لأقمارِ الكللْ |
أين ليالينا على الخيفِ وهل | يردُّ عيشا بالحمى قولُك هلْ |
ما كنّ إلا حلما روّعه ال | صُّبحُ وظلاًّ كالشباب فانتقلْ |
ما جمعتْ قطّ الشبابَ والغنى | يدُ امرئ ولا المشيبَ والجذلْ |
يا ليت ما سوّد أيّامَ الصِّبا | أعدى بياضا في العذارين نزلْ |
ما خلتُ سوداءَ بياضي نصلتْ | حتى ذوى أسودُ رأسي فنصلْ |
طارقة من الزمان أخذتْ | أواخرَ العيش بفرطات الأوَلْ |
قد أنذرتْ مبيضَّة أن حذَّرتْ | ونطقَ الشيبُ بنصحٍ لو قُبلْ |
ودلَّ ما حطَّ عليك من سني | عمرك أنَّ الحظَّ فيما قد رحلْ |
كم عبرة ٍ وأنت من عظاتها | ملتفتٌ تتبع شيطانَ الأملْ |
ما بين يمناك وبين أختها | إلا كما بين مناك والأجلْ |
فاعمل من اليوم لما تلقى غدا | أو لا فقل خيراً توفَّقْ للعملْ |
وردْ خفيف الظهر حوضَ أسرة ٍ | إن ثقَّلوا الميزانَ في الخيرِ ثقلْ |
اشددْ يداً بحبِّ آل أحمدٍ | فإنه عقدة ُ فوزٍ لا تحلْ |
وابعث لهم مراثيا ومدحا | صفوة َ ما راض الضميرُ ونخلْ |
عقائلا تصان بابتذالها | وشارداتٍ وهي للساري عقُلْ |
تحملُ من فضلهمُ ما نهضتْ | بحمله أقوى المصاعيبِ الذُّلُلْ |
موسومة ً في جبهاتِ الخيلِ أو | معلَّقاتٍ فوق أعجازِ الإبلْ |
تنثو العلاءَ سيِّدا فسيّدا | عنهم وتنعى بطلا بعدَ بطلْ |
الطيِّبون أزُرا تحت الدجى | الكائنون وزرا يومَ الوجلْ |
والمنعمون والثرى مقطِّبٌ | من جدبه والعامُ غضبانُ أزلْ |
خير مصلٍّ ملكا وبشرا | وحافيا داس الثرى ومنتعلْ |
همْ وأبوهم شرفا وأمّهم | أكرمُ من تحوى السماءُ وتظلْ |
لا طلقاء منعمٌ عليهمُ | ولا يحارون إذا الناصر قلْ |
يستشعرون الله أعلى في الورى | وغيرهم شعاره أعلُ هبلْ |
لم يتزخرفْ وثنٌ لعابدٍ | منهمُ يزيغ قلبه ولا يُضِلْ |
ولا سرى عرقُ الإماء فيهم | خبائث ليست مريئات الأكلْ |
يا راكبا تحمله عيديَّة ٌ | مهويَّة الظهر بعضَّات الرَّحلْ |
ليس لها من الوجا منتصرٌ | إذا شكا غاربها حيفَ الإطلْ |
تشربُ خمسا وتجرُّ رعيها | والماءُ عدّ والنباتُ مكتهلْ |
إذا اقتضتْ راكبها تعريسة ً | سوّفها الفجرَ ومنَّاها الطَّفَلْ |
عرِّج بروضاتِ الغريِّ سائفا | أزكى ثرى ً وواطئا أعلى محلْ |
وأدِّ عني مبلغا تحيَّتي | خيرَ الوصيِّين أخا خيرِ الرسلْ |
سمعا أمير المؤمنين إنها | كناية ٌ لم تك فيها منتحلْ |
ما لقريشٍ ما ذقتك عهدها | ودامجتك ودَّها على دخلْ |
وطالبتك عن قديم غلِّها | بعد أخيك بالتِّراتِ والذَّحلْ |
وكيفَ ضمُّوا أمرهم واجتمعوا | فاستوزروا الرأيَ وأنتَ منعزلْ |
وليس فيهم قادحٌ بريبة ٍ | فيك ولا قاضٍ عليك بوهلْ |
ولا تعدُّ بينهم منقبة ٌ | إلا لك التفصيلُ منها والجُملْ |
وما لقومٍ نافقوا محمدا | عمرَ الحياة وبغوا فيه الغيلْ |
وتابعوه بقلوبٍ نزلَ ال | فرقانُ فيها ناطقا بما نزلْ |
مات فلم تنعقْ على صاحبه | ناعقة ٌ منهم ولم يُرغِ جملْ |
ولا شكا القائم في مكانه | منهم ولا عنَّفهم ولا عذلْ |
فهل تُرى مات النفاقُ معهُ | أم خلصت أديانُهم لمّا نُقلْ |
لا والذي أيّده بوحيه | وشدَّه منك بركنٍ لم يزُلْ |
ما ذاك إلا أنّ نياتهمُ | في الكفر كانت تلتوي وتعتدلْ |
وأن ودّاً بينهم دلَّ على | صفائه رضاهمُ بما فعلْ |
وهبهمُ تخرُّصا قد ادّعوا | أنّ النفاق كان فيهم وبطلْ |
فما لهم عادوا وقد وليتهمْ | فذكروا تلك الحزازاتِ الأوَلْ |
وبايعوك عن خداعٍ كلُّهم | باسطُ كفٍّ تحتها قلبٌ نغلْ |
ضرورة ذاك كما عاهد من | عاهدَ منهم أحمدا ثمَّ نكلْ |
وصاحب الشورى لما ذاك ترى | عنك وقد ضايقه الموت عدلْ |
والأمويُّ ما له أخّرَكم | وخصَّ قوما بالعطاء والنفلْ |
وردَّها عجماءَ كسرويَّة ً | يضاع فيها الدِّينُ حفظا للدولْ |
كذاك حتّى أنكروا مكانه | وهم عليك قدَّموه فقبلْ |
ثم قسمتَ بالسَّواء بينهم | فعظُم الخطبُ عليهم وثقلْ |
فشحذتْ تلك الظُّبا وحفرتْ | تلك الزُّبى وأضرمتْ تلك الشُّعلْ |
مواقفٌ في الغدر يكفي سبّة ً | منها وعارا لهمُ يومُ الجملْ |
يا ليت شعري عن أكفٍّ أرهفتْ | لك المواضي وانتحتك بالذُّبُلْ |
واحتطبتْ تبغيك بالشّرّ على | أيّ اعتذارٍ في المعاد تتكلْ |
أنسيتْ صفقتها أمس على | يديك ألاّ غيرٌ ولا بدلْ |
وعن حصانٍ أبرزتْ يكشفُ باس | تخراجها سترُ النبيّ المنسدلْ |
تطلب أمراً لم يكن ينصره | بمثلها في الحرب إلا من خذلْ |
يا للرجال ولتيمٍ تدّعي | ثأرَ بني أميّة وتنتحلْ |
وللقتيل يُلزمون دمه | وفيهم القاتلُ غيرَ من قتلْ |
حتى إذا دارت رحى بغيهمُ | عليهمُ وسبقَ السيفُ العذلْ |
وأنجز النَّكثُ العذابَ فيهمُ | بعد اعتزالٍ منهمُ بما مُطلْ |
عاذوا بعفوِ ماجدٍ معوّدٍ | للصبر حمّالٍ لهم على العللْ |
فنجَّتْ البقيا عليهم من نجا | وأكلَ الحديدُ منهم من أكلْ |
فاحتجّ قومٌ بعد ذاك لهمُ | بفاضحاتِ ربِّها يومَ الجدلْ |
فقلَّ منهم من لوى ندامة ً | عنانه عن المصاع فاعتزلْ |
وانتزعَ العاملَ من قناته | فرُدَّ بالكرهِ فشدَّ فحملْ |
والحال تنبي أنّ ذاك لم يكن | عن توبة ٍ وإنما كان فشلْ |
ومنهمُ من تاب بعد موته | وليس بعد الموت للمرء عملْ |
وما الخبيثان ابنُ هندٍ وابنه | وإن طغى خطبُهما بعدُ وجلْ |
بمبدعين في الذي جاءا به | وإنما تقفَّيا تلك السُّبلْ |
إن يحسدوك فلفرط عجزهم | في المشكلات ولما فيك كملْ |
الصنو أنت والوصيُّ دونهم | ووارثُ العلم وصاحبُ الرسلْ |
وآكلُ الطائر والطاردُ لل | صِّل ومن كلّمه قبلك صلّ |
وخاصفُ النعلِ وذو الخاتمَ وال | منهلُ في يوم القليبِ والمُعلّْ |
وفاصلُ القضيّة العسراء في | يوم الحنين وهو حكمٌ ما فصلْ |
ورجعة ُ الشمس عليك نبأٌ | تشعَّبُ الألبابُ فيه وتضلْ |
فما ألوم حاسدا عنك انزوى | غيظا ولا ذا قدمٍ فيك تزلْ |
يا صاحبَ الحوض غداً لا حُلِّئتْ | نفسٌ تواليك عن العذب النهلْ |
ولا تسلَّطْ قبضة ُ النارِ على | عنقٍ إليك بالوداد ينفتلْ |
عاديتُ فيك الناسَ لم أحفل بهم | حتى رموني عن يدٍ إلا الأقلْ |
تفرَّغوا يعترقون غيبة ً | لحمى وفي مدحك عنهم لي شغُلْ |
عدلتُ أن ترضى بأن يسخطَ من | تقلُّه الأرضُ عليّ فاعتدلْ |
ولو يشقّ البحر ثمّ يلتقي | فلقاه فوقى في هواك لم أبلْ |
علاقة ٌ بي لكمُ سابقة ٌ | لمجدِ سلمان إليكم تتّصلْ |
ضاربة ٌ في حبّكم عروقها | ضربَ فحولِ الشَّولِ في النوق البُزلْ |
تضمُّني من طرفي في حبلكم | مودّة ٌ شاخت ودينٌ مقتبلْ |
فضلتُ آبائي الملوكَ بكمُ | فضيلة َ الإسلام أسلافَ المللْ |
لذاكمُ أرسلها نوافذا | لأمِّ من لا يتّقيهنَّ الهبلْ |
يمرقن زرقا من يدي حدائدا | تنحى أعاديكم بها وتنتبلْ |
صوائبا إمّا رميتُ عنكمُ | وربما أخطأ رامٍ من ثعلْ |