من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من راكبٌ تنجو به ممسوسة ٌ | ترمي سهولَ طريقها بحزونهِ |
تغشى الفلا من رأسها وفقارها | بقويَّه تحت السُّرى وأمينهِ |
ورهاءُ يحلمَ ذو السَّفاه من الونى | ومراحها في غيَّه وجنونهِ |
مما تنخَّل وافتلاها داعر | من سرِّ ما صفَّى ومن مكنونهِ |
فأتى بها المقدارُ نخبة َ نفسه | ما بين بازلهِ وبنت لبونهِ |
كفلتْ لراكبها بآخرِ سوقهِ | في السير أو ضمنت صلاح شئونهِ |
بلِّغْ بلغتَ المجدَ في أبياته | والعزَّ بين عراصهِ وقطينهِ |
عنّى بنى عوف على إعراضهم | إنّ الحديثَ معلَّقٌ بشجونهِ |
عتباً يروّح نفثهُ ثقلَ الجوى | إن العليل مروَّحٌ بأنينهِ |
إما عموما أو فعج من بينهم | لأبي العلا وأخي الندى وقرينهِ |
أحطط ببيت أبي قوامٍ فالتبس | بالليث في أشباله وعرينهِ |
بيت يضمّ البدرَ في إشراقه | والغصنَ في حركاته وسكونهِ |
ريّان يُجنى الوردُ من أطنابهِ | خصباً ويُعتصر الندى من طينهِ |
يبنيه أروعُ قاطبٌ متبسّمٌ | غيرانُ يؤخذ صعبه من لينهِ |
متلثّم والشمسُ تحت لثامهِ | أو سافرٌ والنجمُ تحت جبينهِ |
وجهُ العشيرة غائرا في حصنهِ | أو ثائرا غضبانَ دون حصونهِ |
أكل العدا سرفا وأطعمَ مشبعا | فجفانهُ ملأى بكسب جفونهِ |
فالموت بين قناته وحسامه | والرزق بين شماله ويمينهِ |
خلَّى بنو أسدٍ عليه شوطهُ | حسرى ففاز بخصله ورهونهِ |
وتساندوا ليساوقوه واحدا | فمضى وقصَّر حرصهم عن هونهِ |
بلّغهُ عنّى مخلصا من دونهم | شكوى ومالك مخلصٌ من دونهِ |
ما للفراتِ وردتُ منه أجاجه ال | مملوحَ بعد زلاله ومَعينهِ |
والغيثِ كيف تغيّرت أخلاقه | فبُليت بعد جواده بضنينهِ |
ما بال وجهِ البدر يشرق ليلهُ | للمدلجين ولى ظلامُ دجونهِ |
من بعد ما غلِّستُ في أنواره | وسرحتُ في فلواته وحضونهِ |
وإليك يشكو الشعر نقضك عهده | ويصيح في أبكاره أو عونهِ |
أنت المليّ فكم تلطُّ وعوده | مطلا وتقعُد عن قضاء ديونهِ |
وتقومُ تدفعُ في صدور حقوقهِ | بالعذرِ بين خفيِّه ومبينهِ |
يا صاحب الوجه الرقيق سمحتَ في | مطلى ببذل كريمه ومصونهِ |
ماء الحياء عليه كيف منعتني | بجفائك المبذولَ من ماعونهِ |
أوَ ما خجلتَ لخرَّدٍ زوَّجتها | إياك من حورِ الكلام وعينهِ |
يجلو عليكم كلَّ يوم وفدها | وجها يصيح العذر من عرنينهِ |
يسرى بها الساري ويُصبح فيكم الش | ادي يطرّبها على تلحينهِ |
منكوحة ومهورها منسيَّة ٌ | والمهرُ حقٌّ واجبٌ في حينهِ |
ما كان قدرُ ثوابها لي عندكم | مما يعود بثلمهِ ووهونهِ |
عذرٌ تحسّنه لكم أهواؤكم | والمجدُ يعذلكم على تحسينهِ |
لوْ جدتمُ لشكرتُ نزرَ عطائكم | ووهبتُ غثَّ نوالكم لسمينهِ |
ولقد حلفتُ فلا أخاف تحرُّجا | بالبيتعن بطحائه وحجونهِ |
والخاضعاتِ يقودهنَّ إلى منى ً | للنحر باذلُ نضوهِ وبدينهِ |
ما طولُ هزّى من عطائك عادة ٌ | لي في ابتذال الشعر أو تهوينهِ |
ولقد أتيتُ بعزّتي معزّزا | في جنب ممتنع الجناب حصينهِ |
وأرى وفورَ العرض عند خميصهِ | كرما وذلَّ العيش عند بطينهِ |
وأخاف إن نشز القريضُ عليكمُ | من فرط نفرته إزاءَ سكونهِ |
وإذا رأى إنصافه في غيره | أشفقتُ أن يحمي حمى مغبونهِ |
والماءُ يُشرب تارة ً من منهلٍ | صافٍ ويُشرقُ تارة ً بأجونهِ |
والجودُ دينٌ فيكم متوارثٌ | والحرُّ ليس براجع عن دينهِ |
حاشا لمجدك أن يقال بدا له | في المكرمات وشكَّ بعد يقينهِ |