أتعلمين يابنة الأعاجمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أتعلمين يابنة الأعاجمِ | كم لأخيكِ في الهوى من لائمِ |
يهبُّ يلحاه بوجهٍ طلقٍ | ينطقُ عن قلبِ حسودٍ راغمِ |
وهو مع المجد على سبيله | ماض مضاءَ المشرفيّ الصارم |
ممتثلا ما سنَّه آباؤهُ | إن الشبولَ شبهُ الضراغمِ |
من أيكة ٍ مذ غرستها فارسٌ | ما لان غمزا فرعها لعاجمِ |
لمن على الأرض وكانت غيضة ً | أبنية ٌ لا تبتغى لهادمِ |
من فرسَ الباطلَ بالحقِّ ومنْ | أرغم للمظلومِ أنفَ الظالم |
إلاّ بنو ساسانَ أو جدودهم | طرْ بخوافيهم وبالقوادمِ |
أيُّهمُ أبكى دما فكلُّهم | يجلُّ عن دموعي السواجمِ |
كم جذبتْ ذكراهمُمن جلدي | جذب الفريق من فؤاد الهائمِ |
لا غروَ والدنيا بهم طابت إذا | لم تحلُ يوما بعدهم لطاعمِ |
ما اختصمتني فيهمُ قبيلة ٌ | إلا وكنتُ غصّة َ المخاصمِ |
ولا نشرتُ في يدي فضلهمُ | إلا نثرتُ ملءَ عقدِ الناظمِ |
إن يجحد الناسُ علاهم فبما | أنكرَ روضٌ نعمَ الغمائمِ |
أو قُلِّدَ الصارمُ غيرَ ربّه | فليس غيرُ كفّه للقائمِ |
أحقُّ بالأرض إذا أنصفتمُ | عامرها بشرفِ العزائمِ |
يا ناحلي مجدهمُ أنفسهم | هبُّوا فللأضغاثِ عينُ الحالمُ |
شتان رأسٌ يفخرُ التاجُ به | وأرؤسٌ تفخرُ بالعمائمِ |
كم قصّرت سيوفهم عن جارهم | خطى الزمانِ قائما بقائمِ |
ودفعتْ حماتهم عن نوبٍ | عظائمٍ تكشفُ بالعظائمِ |
وخوَّلوا من نعمة ٍ واغتنموا | جلَّ السماح عن يمين غارمِ |
مناقبٌ تفتقُ ما رقَّعتمُ | من بأس عمرو وسماححاتمِ |
ما برحتْ مظلمة ً ديناكمُ | حتى أضاء كوكبٌ في هاشمِ |
بنتم به وكنتمُ من قبله | سرّاً يموت في ضلوع كاتمِ |
حللتمُ بهديه ويمنهِ | بعدَ الوهاد في ذرى العواصمِ |
وعاد هل من مالكٍ مسامحٍ | تدعون هل من مالكٍ مقاومِ |
تخفقُ راياتكمُ منصورة ً | إذا ادرعتمْ باسمهِ في جاحمِ |
عمِّرَ منكم في أذى تفضحكم بين قتيلٍ منكُمُ محاربٍ يكفُرُ أو منافقٍ مسالِم | أخباره في سيرَ الملاحمِسقط بيت ص |
ثم قضى ٍ مسلَّما من ريبة ٍ | فلم يكن من غدركم بسالمِ |
نقضتمُ عهوده في أهله | وحلمُ عن سننِ المراسمِ |
وقد شهدتم مقتلَ ابن عمِّه | خير مصلٍّ بعده وصائمِ |
وما استحلَّ باغيا إمامكمُ | يزيدُ بالطَّفِّ من ابن فاطمِ |
وها إلى اليوم الظبا خاضبة ٌ | من دمه مناسرَ القشاعمِ |
والفرسُ لما علقوا بدينه | لم تنل العروة َ كفُّ فاصمِ |
فمن إذاً أجدرُ أن يملكها | موقوفة ً على النعيم الدائمِ |
لا بدّ يوما أن تقالَ عثرة ٌ | من سابقٍ أو هفوة ٌ من حازمِ |
لو هبّت الريحُ نسيما أبدا | لم يُتعوَّذ من أذى السمائمِ |
أو أمِنتْ حسناء طول عمرها | عيناً لما احتاجتْ إلى التمائمِ |
خذ يا حسودي بين جنبيك جوى ً | يرمي إلى قلبك بالضرائمِ |
واقنع فقد فتُّك غيرَ خاملٍ | بالصَّغرِ أن تقرع سنَّ نادمِ |
لا زلت منحوسَ الجزاء قلقاً | بوادعٍ وسهراً لنائمِ |