الدوحة الذاوية
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
للأستاذ محمد محمد علي
كانت تنشر ظلالها على ذلك الغدير الرقراق الذي تلتقي عنده مدارج السيول وتنعكس على صفحته ألوان السحب التي تظلل سماء القرية وكان الخريف يبتسم لها فتورق وتزدهر غير أنه في هذه المرة تنكر لها فغادرها شبحاً لا رواء فيه ولا ماء.
زينة الحي جردتك الأعاصير ... فواها للمة الخضراء كنت كالغادة المدلة تستج ...
لي رؤى من جمالها في الماء كنت طيفاً من الجمال وضيئاً ...
لابتسام الخميلة الفيحاء كنت فناً إزاءه كل فن ...
مستخف كالقطر في الدأماء رب حسناء تحت ظلك أزكت ...
وقد حسى بالمقلة الحوراء وابتسام وميضه في حياتي ...
كافترار البروق في الظلماء رب شرب أقام حولك عرساً ...
بابلياً في ليلة حمراء يا عكاظ الطيور أين نشيد ...
عبقرى للقينة الورقاء أين تلك الوكون تطفح بشراً ...
أين ظل يرف فوق الماء واضطراب النسيم يخرج قسراً ...
من فروع نضيرة ميساء وائتلاق الشعاع فوق اخضرار ...
سندسي في الليلة القمراء ذاك عهد طوته منك الليالي ...
في سموم وزعزع نكباء أنت مثلي وكل من بات مثلي ...
غارق في غيابة الأرزاء عقني الدهر في رجائي وأهلي ...
وابتهاجي بخيرة الخلصاء الظلام الظلام يفعم نفسي ...
ويح نفسي من وحشة الظلماء والصباح المأمول مات بأفقي ...
في غيوم النحوس والبأساء جاءك الغيث والبروق اشرأبت ...
من فروج السحائب الدكناء أغمضت أعين النجود فردت ...
سهم لحظ يشير في استهزاء غرها الخلد والشباب نضير ...
وانطلاق في القبة الزرقاء واضطراب في الأرض يصرع جيلا ...
أثر جيل من سائر الأحياء نحن من عنصر التراب ولكن ...
في سمو الوضيئة الزهراء ليس للأنجم الوضيئة خلد ...
بل رحاب الخلود للشعراء آه لو كان للأسير جناح ...
مستمر يهتز في الأجواء كان يستبطن السماء ويدني ...
فلسفات الغيوب للغبراء كان يحبو مع الشموس بعيداً ...
عن نطاق الصباح والإمساء كان يبني لقومه شرفات ...
شامخات في هامة الجوزاء نحن أحرى من النجوم بحشد ...
يرسل النور من جبين السماء جاءك الغيث فارشفيه كئوساً ...
تطلق الغصن من وثاق الفناء حسرتا للغصون أوسعها الده ...
ر جموداً كالصخرة الصمَّاء زينة الحي كل شئ بهيج ...
كل شئ يختال في السراء غير شخصين ضارعين أقاما ...
في رحاب الوجود رهن شقاء ها هو الدوح مورقاً فيناناً ...
ها هو التل معشب الأرجاء ها هو الطير ناشطاً يتغنى ...
في اصطخاب مجلجل الأصداء صرت قبراً على الطريق ولكن ...
حرمتك الشفاه همس الدعاء أنت منا لو يعلمون وإن لم ...
تشركينا في سحنة ودماء رب صخر تهفو القلوب إليه ...
وابن أم كالحية الرقطاء سجد الناس للصخور قديماً ...
وتهادوا بالغارة الشعواء لست أنساك ما تألق برق ...
في حواشي سحابة وطفاء تحدر السيل في المدارح كالخي ...
ل خفافاً تستن للهيجاء يفعم النفس رهبة ويدوي ...
كدوي العواصف الهوجاء يخرج الحي من شقوق الروابي ...
هارباً من تزاحم الضوضاء يركب النجد مائجاً يتنزى ...
ثم يفنى في مهجة البطحاء محمد محمد علي