دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها | تجري بها الدنيا على عاداتها |
ما هذه يا قلبُ أولُ عثرة ٍ | قذفتْ بك الأطماعُ في لهواتها |
هي ما علمتَ وإن ألمتَ لفضلة ٍ | من ثقلِ وطأتها وحدّ شباتها |
كم خطوة ٍ لك في المنى إزليقة ٍ | لم تنتصرْ بلعاً على عثراتها |
و ذخيرة ٍ طفقتْ يداك تضمها | و الدهرُ خلفك مولعٌ بشتاتها |
و وثيقة ٍ ألجأتَ ظهرك مسنداً | بغرورها فسقطتَ في مهراتها |
لو كنتَ عند نصيحتي لم ترتبقْ | بمشورهِ الآمالِ في حلقاتها |
و هوى أطعت أميرهُ في لذة ٍ | متبوعة ٍ لم تنجُ من تبعاتها |
يبني السفينَ اللامعاتِ سرابها | و يعدّ مخدوعا ترابُ فلاتها |
و فتاة ِ قومٍ لا ينامُ مغيرهم | رمتَ اقتسارهمُ على خلواتها |
شحذوا المدى لك دونها فركبتها | تغترُّ حتى طرتَ في شفراتها |
وَ يمين جارية ٍ سلكتَ في | مسباحها وَ ذهبتَ في آناتها |
ما كانَ قبلكَ للحفاظِ شريعة ٌ | في دينها أبداً ودينِ لداتها |
نظرتْ فكنتَ ضريبة ً لحسامها | و مشتْ فكنتَ دريئة ً لقناتها |
و مضيتَ تتبعُ وصلها ولسانها | و الرشد عند صدودها ووشاتها |
نمْ قدسهرتَ فدونَ يومِ وفائها | و هي التي جربتَ يومُ وفاتها |
و اشكر لها كشفَ القناعِ فإنها | غدرتْ فكان الغدرُ من حسناتها |
و اذكر مآربَ غيرها واعجبْ لها | غصبتك آفتها على لذاتها |
و ملثمينَ على النفاق بأوجهٍ | صمًّ يصيحُ اللؤمُ من قسماتها |
صبغوا الوفاءَ بياضه بسوادهِ | و المكرماتِ هبوبها بسباتها |
متراهنين على الدنية ِ أحرزوا | غاياتها وتناهبوا حلباتها |
ورثتْ نفوسهمُ خبائثَ أصلها | لؤماً وزادت دقة ً من ذاتها |
أيدٍ تجفُّ على الربيع وألسنٌ | سرقَ السرابُ الإفكَ من كلماتها |
يصفُ المودة َ بشرها ووراء | بشرُ الزجاج يشفُّ عن نياتها |
دسوا المكايدَ في مواعدَ حلوة ٍ | كانت عقاربَ والكذابُ حماتها |
خلقٌ إذا حدثت عن أخلاقها | فكأنما كشفت عن سوآتها |
لله آمالٌ أرقتُ دماءها | فيهم فلم يتعلقوا بدياتها |
و كرائمٌ وليتُ فضة َ عذرها | منهم سوى أكفائها وكفاتها |
غرٌّ أهنتُ على اللئام كرامها | و أبحتُ أبناءَ العقوقِ بناتها |
أهمتها فيهم سدى مظلومة ً | تبكي أراجزها على أبياتها |
يتناكرون حقوقها من بعد ما | علطوا على أعراضهم بسماتها |
من كلّ مفتوحٍ إليها سمعهُ | مضمومة ٍ كفاه دون صلاتها |
يهوى العلا فاذا ارتقى لينالها | رداهُ حبُّ الوفرِ من شرفاتها |
حيرانَ يتبعُ من أخيه ونجلهِ | ما يتبعُ الأصداءَ من أصواتها |
من عاذري منهم ومن لحرارة ٍ | أشرجتُ أضلاعي على جمراتها |
و لخطة ٍ خسفٍ عصبتُ بعارها | رأسَ العلا وحططتُ من درجاتها |
أنا ذاك جانيها فهل أنا آخذٌ | غيري بها وهو الذي لم ياتها |
يا حظُّ ما لك لا أقالك عثرة ً | جاري الحظوظِ وغافرٌ زلاتها |
كم أشتكيك وأنت صلُّ حماطة ٍ | لا يطمعُ الحاوون في حياتها |
عيشٌ كلا عيشٍ ونفسٌ ما لها | من متعة ِ الدنيا سوى حسراتها |
و تودّ حين تودّ لو ما بدلتْ | أحبابها من جورها بعداتها |
و يزيدها جلدا وفرط تجلدٍ | بين العدا الإشقاقُ من إشماتها |
إن كان عندك يا زمانُ بقية ٌ | مما يضامُ بها الكرام فهاتها |
صبرا على العوجاءِ من أقدارها | لا بدّ أن تجري إلى ميقاتها |
و لعلها بالسخط منك وبالرضا | أن تستقيمَ طريقها بحداتها |
كم مثلها ضاقتْ فحللِ ضيقها | يومٌ ولم يحسبْ جلا غمراتها |
و لقد كنزتُ فهل علمتَ مكانهُ | من صفوِ أيامي ومن خيراتها |
خلاَّ تنخله ارتيادي واحدا | صحتْ به الدنيا على علاتها |
غلطتْ به أمُّ الزمان فأنجبتْ | فيه وخابت في بني علاتها |
لي منه كالئة ُ العيون وبسطة ُ ال | أيدي الثقاتِ إذا عدمتُ ثقاتها |
و قرابة ُ الأخِ غيرَ أنّ مسافة ً | في الودّ لم يبلغ أخي غاياتها |
من مانعي حرم الإخاءِ ونافضي | طرق الوفاءِ فمحرزي قصباتها |
و السالمين على تلونِ دهرهم | و تحولِ الأشياء عن حالاتها |
و إذا الأكارعُ والزعانفُ عوروا | من خلة ٍ كانوا مكانَ سراتها |
نبهتهُ ومن العيون غضيضة ٌ | حولي وأخرى كنتُ أختَ قذاتها |
فأثرتُ منه أبا الشبول فمالت ال | أرماحُ تدعسه على غاباتها |
ملآن من شرفِ السجية نفسهُ | تحوى الفضائلَ عن جميع جهاتها |
منقادة للمكرماتِ وأنفسٌ | تدعُ العلا وتقادُ في شهواتها |
ما اختارت المختارَ لي إلا يدٌ | وثقتْ لمغرسها بطيبِ جناتها |
لله خائلة ٌ رأيتُ ودادها | بدلالة التوفيقِ في مرآتها |
ردَّ الزمانُ به شبيبة َ عيشتي | بعد اشتعال الشيبِ في شعراتها |
و تسومت غراً محجلة ً به | أيامُ دهرٍ قد نكرتُ شياتها |
كم خلة ٍ داويتها بدوائها | منه ونعمى كان من أدواتها |
و ملمة ٍ ولي الزمانُ فتوقعها | مني رقعتُ به وسيعَ هناتها |
من حاملٍ صحف الثناءِ أمانة ً | لا يستطيعُ النكثُ قرعَ صفاتها |
شكرا كما ضحكتْ إليه مجودة ٌ | بالحزنِ باقي الطلَّ في حنواتها |
يغدو فينقلُ ثقلها بسكينة ٍ | في سمتها هدى ٌ وفي إخباتها |
طبٌّ بعلم فروضها وقروضها | حتى يؤديها على أوقاتها |
أبلغ أبا الحسن التي ما بعدها | مرمى لغالبة المنى ورماتها |
عنيّ مغلغلة ً تسرُّ حديثها | أمَّ الكواكبِ أو أعيرَ صفاتها |
من منبع الحلو الحلالِ إذا غدا | ملحُ القرائح ذاهبا بفراتها |
لو نازل الرهنانَ حطَّ قنانها | فصبت إليه وحلَّ من عزماتها |
يجزيك عن كسبِ العلاء وحبهِ | ما تنطقُ الخرساءُ بعدَ صماتها |
و تردُّ أعراضَ الكرام كأنها | يمينة ٌ تختالُ في حبراتها |
ثمنا لودك إن يكن ثمناً له | بذلُ القوافي فيك مكنوناتها |
تسخو به لك من نخيلة ِ سرها | نفسٌ ترى بك ما ترى بحياتها |