سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سقى زمناً ببابلَ عقربيُّ | مليٌّ بالّذي يروي ويرضي |
عنيفُ السَّيرِ أوطفُ مستمرٌ | على غلواءِ ما يقضي ويمضي |
يزورُ الأرضَ بعدَ جفائهِ في | قضيضٍ منْ زماجرهِ وقضِّ |
سقى فجرى فأسمنَ كلَّ ضاوٍ | يمرُّ بهِ ورفَّعَ كلَّ خفضِ |
فمنْ ملانَ بعدَ الغيضِ ضاغنْ | ومنْ ريَّانَ بعدَ اليبسِ غضِّ |
وكرَّمَ أسرة ً كانوا إذا ما ان | تجعتْ زلاليَ الصَّافي وحمضي |
همْ حملوا وسوقُ الدَّهرِ عنِّي | وهمْ نشطوا عرى نسعي وغرضي |
أضاءوا مذهبي فسرحتُ طرفي | وسيعاً بعدَ إطراقي وغضّي |
وقاموا بينَ أيَّامي وبيني | فلمْ تقتلْ ولا راعتْ بنبضِ |
حموا وجهي ولمْ أسالْ سواهمْ | وأعطوا كلَّ نافلة ٍ وفرضِ |
فأصبحُ فيهمُ وأروحُ عنهمُ | إلى وفرينِ منْ مالي وعرضي |
فهل منْ حاملٍ شوقي إليهمْ | على ما فيهِ منْ ألمٍ ومضِّ |
فحاملهُ فموصلهُ إليهمْ | على بزلاءَ ينحلها وينضي |
يؤمُّ الزابيينَ بها ويعلو | قويقاً بينَ تقريبٍ وركضِ |
فيسمعَ ثمَّ سامعة ٍ كراما | أيامى العيشِ بعدهمُ ويفضي |
وإنِّي مذ نأتْ دنيايَ عنهمُ | منْ الدُّنيا على هجرٍ ورفضِ |
أقضِّي ما أغالطُ منْ زماني | بلوعاتٍ تكادُ عليَّ تقضي |
فكمْ أحيا وفي بغدادَ بعضي | على مرضي وفي تكريتً بعضي |
ومسبوقينَ في طرقِ المعالي | وإنْ زجروا بحثٍّ أوْ بحضِّ |
أصاحبهمْ فيمسي الودُّ منهمْ | على زلقٍ منَ الشَّحناءِ دحضِ |
وأبرمُ فيهمُ مدحاً متاناً | فتلقاها وعايبهمْ بنقضِ |
ولو حامى كمالُ الملكُ عنِّي | رعيتُ الخصبَ في دعة ٍ وخفضِ |
إذاً لأعادَ سلسالا نميراً | على عاداتهِ ثمدي وبرضي |
فدتكَ أبا المعالي كلَّ كفٍّ | تقصِّرُ عنكَ في بسطٍ وقبضِ |
وكلُّ مدنَّس الأبِ لا بحتٍّ | يميطُ العارَ عنهُ ولا برحضِ |
دعيٌّ في الفضائلِ كلِّ يومٍ | لهُ نسبٌ يجيءُ بهِ ويمضي |
نأى بكَ جمرة ً بالغيظِ تسري | إلى سوداءِ مهجتهِ وتفضي |
كرمتَ ففي عطايا الغيثِ شوبٌ | وماءُ يديكَ منْ صافٍ ومحضِ |
ويعطي النَّاسُ منْ جدة ٍ وتعطى | عطاءَ الحمدِ منْ دينٍ وقرضِ |
وتخجلكَ المواهبُ وهي كثرٌ | كأنَّكَ مسخطٌ ونداكَ مرضي |
قضى اللهُ الكمالَ فكنتَ شخصاً | لصورتهِ وخلقُ النّاسِ يقضي |
شريتكَ بالبريّة ِ بعدَ قطعي | طريقَ الإختيارِ بهمْ ونفضي |
ورعتُ بكَ النَّوائبَ وهي فوقي | وتحتي بينَ حائمة ٍ وربضِ |
فقدْ أسلمتني بنواكَ حتّى | نسلنَ قوادمي وبرينَ نحضي |
فها أنا بينَ حاجاتي وشوقي | لفتٍّ منْ مخالبها ورضِّ |
أزمُّ إليكمُ قلبي وعيني | بآية ٍ فيكمُ جذلي وغمضي |
أسادتنا كمِ الإبطاءُ عنكمُ | وصبركمُ على الهجرِ الممضِّ |
ألمَّا يأتكمْ وقتكمُِ المسمى | ألمَّا يأنِ زبدكمُ بمخضِ |
فكمء سخطًٍ على الدُّنيا وصدٍّ | عنِ الدَّولاتِ وهي على التَّرضي |
حديثكمُ يبرِّحُ بالمعالي | فنهضاً إنَّها أيَّامَ نهض |
أراها أينعتْ ودنا جناها | وأذعنَ ختمها لكمُ بفضِّ |
عسى أقذي بقربكمُ عيونا | حسدنّ عليَّ منْ حزنٍ وبرضِ |
ويبردُ منْ أعاديكمْ وشيكاً | زفيرَ جوانحَ بالهمِّ رمضِ |
وبعدُ فما لكمْ أغفلتموني | وأخلبَ بارقٌ منْ بعدِ ومضِ |
أظنا انَّني عنكمُ غنيٌّ | بحليِّ أو بتطوافي وركضي |
معاذَ اللهِ والعهدِ المراعى | ولو أنضيتُ تامكتي ونقضي |
وتعويلي من النيروزِ وفدا | على متنجِّزٍ لي ومستنضِّ |
فلا تتوهوا لي خصبَ مرعى | إذا قعدتْ سماؤكمُ بأرضي |