أنبِّه طرفي وهو يخدع بالحلمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنبِّه طرفي وهو يخدع بالحلمِ | وأصدُقُ نفسي وهي تقنع بالرَّجمِ |
أسرُّ بأن أبقى وهلكي من البقا | وأكرهُ أن أذوى ومن صحتي سقمي |
تمسّكت من دهري بمستلب القوى | ضعيف الذمامِ واحدِ الحمدِ والذمِّ |
أصابُ بخطبٍ منه إما مفوّقا | إليّ وإما خاطئا عاثَر السهمِ |
وما أنا في الأمرين إلاّ رديئة ٌ | إذا كان رامٍ لا محالة َ أن يصمي |
حلمتُ على الأيام حتّى ظننتني | على فرط ما يظلمنَ أسفهُ بالحلمِ |
وأعلمُ لو صاعبتهنَّ بأنني | أحاربُ شيئا ثم أجنح للسلمِ |
تنقِّصُ منّى كلَّ يومٍ وليلة ٍ | وتعجبني إن زاد شربي أو طعمي |
وما أنا إلا شارب الماءِ من دمي | مغالطة ً أو آكلُ الزادِ من لحمي |
ولم أر كالدنيا بغيضا محبَّبا | ولا عدلَ مثل الموتِ أشبهُ بالظلمِ |
ألا جاءني والقولُ حقٌّ وباطلٌ | نعيٌّ تغشَّى ثمَّ أقشعَ عن رغمي |
أغمِّض عيني منه عن كاشف العمى | وأسترُ أذني فيه عن مسمع الصُّمِّ |
أصبنا بأمٍّ تعجب الحالُ أنه | بأمثالها في الفخر يوفى على العمِّ |
خليليَّ من كسرى بن سابورَإنما | عظيمكما المدعوُّ في النوبِ العظمِ |
قفا فانظرا حزني بعادي مصابها | إذا انضمَّ في الأحزان سقمٌ إلى سقمِ |
أسلَّى بفرعي بعد أصلي فإنما | إلى العظم تفضي مشية ُ الداءِ في اللحمِ |
وفي الأمر أن تنسى ولا مثل هذه | تنافى المعاني قي تشاركها في اسمِ |
فإن لم يكن لي عندها بولادة ٍ | مكانُ البنين من حضانٍ ومن ضمِّ |
فقد ولدتْ نفسا كنفسى كرامة ً | عليّ وإن حدَّتْ بجسمٍ سوى جسمي |
وفي الإخوة الجافين أبناءُ علَّة ٍ | وفي الأجنباءِ الأصفياء بنو أمِّ |
ألا لا تعرِّفها بغير ابنها أبا | وقد ينسبُ الإنسان يوما بمن ينمي |
أيشفيك أن تبكي فهذي مدامعي | ببيضٍ وحمرٍ بين سكبٍ إلى سجمِ |
وإن تحمل الأحزانَ دونك أضلعي | فوا الله لا جلدي يخورُ ولا عظمي |
وهل ردّ ميتا مسرفٌ في غرامهِ | فأنفقَ نفسي عنك هيِّنة َ الغرمِ |
ويسليك أن الفضل تربك والتُّقى | بما سلبا منها شريكاك في اليتمِ |
فإن أخَّرتك باقياً وتقدَّمتْ | بلا جزع لاقته فيك ولا إثمِ |
ففي العيش ما يشتاق منه إلا الردى | وفي الوصل ما يحتاج فيه إلى الصُّرمِ |
سقاها ولولا قولهم أنتَ مسرفٌ | لقلت سقت من لحدها باكرَ الوسمي |
غمامٌ إذا ما احتلَّ ربعاً تظاهرتْ | عليه الأيادي البيضُ من سحبهِ السُّحمِ |
وإلا فجفني نائبٌ عن جهامهِ | ووجهُ بكائي الطلقُ عن وجههِ الجهمِ |