ليتها إذ منعتْ ماعونها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليتها إذ منعتْ ماعونها | لم تكن ناهرة ً مسكينها |
دمية ٌ ما اجتمعت والشمسَ في | موطن إلا رأتها دونها |
ما عليها لو أطاعت حسنها | يومجمعٍ أو أطاعت دينها |
سكنت بينالمصلَّى ومنى ً | حجَّة ً لم تتبّع مسنونها |
تصفُ الظبية لولا عطفها | لك والبانة َ لولا لينها |
فأسالت أنفسا معجلة ً | لم تشارف من كتابٍ حينها |
أنبلتها وهي لا سهمَ لها | إنما ألحاظُها يكفينها |
سألتْ لمياءُ ماذا فتنت | أيّ قلبٍ لم يكن مفتونها |
إن ترى ظنَّكِ أن قد غودرت | بالمصلَّى مهجة ٌ تسبينها |
فاسألي عينيكِ هل جانبتا | في الجوى حورَ المها أو عينها |
يابنة َ المثنى عليهم بالندى | وعهودٍ حرَّمواتخوينها |
ما لهم جادوا وبخَّلتِ وما | للمواثيق التي تلوينها |
رُمِستْ عندك عاداتٌ لهم | كان حقُّ المجد لو تحيينها |
أزفَ النَّفرُ وفي أسر الهوى | كبدٌ عندك لا تفدينها |
ذهبتْ هائمة ً فاطلعت | عذرة ٌ تحسبها مجنونها |
قضى الحجُّ تماما ولنا | حاجة ٌ بعدُ فهل تقضينها |
ما بك الصدُّ ولكن وفرة ٌ | لوَّنتها نوبٌ تلوينها |
إن ترى أشمطَ منها أشعثا | وحفها بالأمس أو مدهونها |
فالليالي وهي ضرَّاتٌ لها | يتجدّدنَ لأن يبلينها |
كلّ ما أعطينها يأخذنهُ | ثم يأخذن فلا يُعطينها |
ربّ مرمى ٍّ أصبناه بها | ورماة ثم لا يصمينها |
و فلاة ٍ ترهب العيسبما | قل تحقيقاً بها مضمونَها |
يجمع الخرِّيتُ حولاً أمره | وهو لم يأخذْ لها آيينها |
أوحشتْ حتى غدا مشكورها | شُقَّة ً أو غررا ملعونَها |
قد ركبنا فوصلنا بينها | وهي شتَّى وقطعنا بينها |
لنرى مثلَ ابن أيّوب فتى ً | نقة َ الشيمة ِ أو مأمونَها |
فإذا تلك على بعدِ السُّرى | حاجة ُ العيس التي ما جينها |
صحبَ اللهُ وحيّا حامياً | سرحة المجدِ التي ترعونها |
وتبقَّى للمعالي ممسكا | بعراها حافظا قانونها |
وجدَ السؤددَ في مولده | فطرة ً والناسُ يرتادونها |
ورأى الفقرَ مع العزّ إذا | أنفسٌ جرَّ غناها هونها |
حلَّ من أسرته في ذروة ٍ | فاتت الشّهبَ فما يبغينها |
دوحة ٌ مطعمة ٌ منعمة ٌ | جانياتُ المجدِ يستحلينها |
ربَّها الله فصفَّى ماءها | حلبَ المزِن وزكَّى طينَها |
ونمتْ من فرعها جوهرة ٌ | أظهرَ الدهرُ بها مكنونها |
بأبي طالبَ طالت لهمُ | شرفُ العزّ التي يبنونها |
جاء في جبهتها غرّتها | فاحتبى في وجهها عرنينها |
كان فيهاحاتمَ الجودِ فمذ | كنزَ الحمدَ غدا قارونها |
يزحمُ الحسّادُ منه هضبة ً | يتفانون ولا يثنونها |
تزلق الأقدامُ عن مرقاتها | وتُرى الأبصارُ حسرى دونها |
فابق لا تعدم مغاني مجدهم | عزَّها منك ولا تمكينها |
عامرا عافيها أو مالئا | بجماعات الندى مسكونها |
بك روحُ الفضل عادت حيَّة ً | بعدَ ما أنشدنا تأبينها |
زجرت باسمك أو طارت لها | يُمنٌ قد عدمت ميمونها |
وقضى الدهرُ ديوني بعد ما | ضغطتْ ممطولة ً مديونها |
نُطتُ نفسي بك أو أغنيتها | عن أكفٍّ كنَّ لا يُغنينها |
لم تدع عند المنى لي حاجة ً | لا خباياها ولا مخزونها |
فقلوبٌ حزتَ لي شنآنها | ولحاظٌ قدتَ لي مشفونها |
فمتى أشكرك تنطقْ روضة ٌ | حدقُ المزنِ بها يسقينها |
شانها الجدبُ زمانا فاحتبتْ | أمَّ جودٍ وليتْ تزيينها |
فاستعدها حاديا معجزها | مالكا أبكارها أو عونها |
يحمل النيروزُ منها تحفة ً | عادة ً أدَّى لكم مضمونَها |
مخبرا أنكمُ من بعدهِ | رهنَ ألفٍ مثلهِ تطوونَها |
فإذا ذاك فذرِّيَّتكمْ | تأخذ النُّهجَ التي تحذونَها |