من الغادي تحطُّ به وتعلو
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
من الغادي تحطُّ به وتعلو | نجائبُ من أزمتها الرياحُ |
جوافلُ تحسب الظلمانُ منها | أضاء لوجهِ قانصها الصباحُ |
فمرتْ كلُّ شائلة ٍ زفوفٍ | لها من غيرها اليدُ والجناحُ |
ململمة ٍ لها ظهرٌ مصونٌ | و بطنٌ تحت راكبها متاحُ |
ترى سوطَ الشمال يشلّ منها | طرائدَ لا يكفُّ لها جماحُ |
تراوح رجلُ سائقها يديه | و لا التعريس منه ولا البراحُ |
تعبُّ الماءَ بين قذٍ وصافٍ | إذا ما عافت الإبلُ القماحُ |
لعلك ترتمي بك أو سيقضي | إلى المجد الغدوَّ أو الرواحُ |
فصلْ وخلوتَ من ولهي ووجدي | و قل ولك السلامة والفلاحُ |
لمقتدحين في كبدي وساروا | لواعجَ ما لقاطنها براح |
أظنا أنكم بنتم وأبقي | لبعضُ الظنَّ إثمٌ أو جناحُ |
و يحسبُ بدرُ عجلٍ أنَّ ليلي | له من بعدِ غيبته صباحُ . |
و أني بعده بمنى ً ولحظٍ | ينازعني إلى جذلٍ طماحُ . |
إذن ففركتُ بعلَ المجدِ منه | و بنتُ من العلاء ولا نكاحُ |
بمن ولمن أريدُ القلبَ عنكم | ليذهلَ وهو عندكمُ يراحُ |
و من بدلٌ وهل عوضٌ وظهري | بكم يعرى وعزي يستباحُ |
حملتُ فراقكم أو قيلَ جلدٌ | و خلف حشاي أسمة ٌ طلاحُ |
و كيف تغيضُ لي نزواتُ دمعي | و تحت الدمع أجفانٌ قراحُ . |
فهل فيكم على العدواء آسٍ | فإنّ البينَ في كبدي جراحُ |
ألا عطفا على عيشٍ فسادٍ | يكون له بقربكمُ صلاحُ |
و حرًّ قيدته لكم طليقا | من الناس المكارمُ والسماحُ |
و قادته لكم خلاًّ صريحا | حبائلُ مدها المجدُ الصراحُ |
و أخلاقٌ سقته فأسكرتهُ | و بعض خلائقيِ الكرماءِ راحُ |
نكصتُ وقد أحالَ على قرنٌ | له سيفانِ شوقٌ وارتياحُ |
كأنّ دمي الحرامَ على يديه | بعيدَ البينِ ما لكمُ المباحُ |
فمن يكُ في النوى بطلا فإنيّ | أنا المقتولُ والبينُ السلاحُ |
فجعتُ بقربكم والعهدُ طفلٌ | و ساعة ُ وصلنا بكرٌ رداحُ |
و ما شبعت برؤيتكم لحاظٌ | سواغبُ لي ولا بردَ التياحُ |
و حتى بعدَ أملسَ لم تعلقْ | له بذيول طيبِ الوصلِ راحُ |
فراقٌ سابقَ اللقيا وعطفٌ | من الأيام زاحمه اطراحُ |
و نهزة ُ نهلة ٍ لم تحلُ حتى | تأجن ماؤها الشيمُ القراحُ |
كأنَّ الدهرَ قامرني عليها | معالجة ً فخانتني القداحُ |
لئن قصرت مساعيها وضاقت | ففي الأشواقِ طولٌ وانفساحُ |
فإن كسرتْ عصا جلدي عصاها | فآمالي برجعتها صحاحُ |
و قد يلد السرورُ على عقامٍ | و يحيا بعد ما مات المراحُ |
لعلك يا بنَ أكرمهم يمينا | و أقدمهم إذا كرهَ الكفاحُ |
و أوسعهم قرى وأعمَّ قدرا | إذا ما الكلبُ أعجزه النباحُ |
بقربك أن ستخبرُ أو سيقضي | لهذا الخرقِ رقعٌ وانتصاحُ |
فترجعَ لي ليالٍ صالحاتٌ | بكم فاتت وأيامٌ ملاحُ |
و ينبتُ تحت ظلكمُ لحالي | جناحٌ حصه القدرُ المتاحُ |
علقتكمُ هوى ً ومنى ً فما لي | على الأيام غيركم اقتراحُ |
و بعتُ بكم بني دهري ودهري | فعدت وملء حضنيَّ الرياحُ |
أقول وقد تعرم جرح حالي | و سدَّ على مطالعيَ السراحُ |
و كاشفني وكان مجاملاً لي | عبوسُ الوجه من زمني وقاحُ |
و قد منعتْ غضارتها وجفتْ | على أخلاقها الأيدي الشحاحُ |
غداً يا نفس فانتظري أناسا | همُ فرجٌ لصدركِ وانشراحُ |
ستطلعُ من بني عيسى عليك ال | أكفُّ البيضُ والغررُ الصباحُ |
ثقي بغنى ثراك غداً براحٍ | يطلُّ بها جدوبكِ أو يراحُ |
و لا تتسغبي أسفا ويأسا | فعند مغالق الأمر انفتاحُ |
سينهضُ سقطتي منهم غلامٌ | عزائمهُ الأزمة ُ والصفاحُ |
كريمٌ جاره حرمٌ منيعٌ | على الأيام أو حيٌّ لقاحُ |
كأنَّ الفضلَ في ناديه صوناً | فتاة ُ الحيّ تمنعها الرماحُ |
هو ابتدأ الندى لم أحتسبه | و أوري لي ولم يكن اقتداحُ |
و درتْ راحتاه ولم تعصبْ | و كم من مزنة ٍ لا تستماحُ |
و ظني أن سيشفعها بأخرى | يسابقُ سعيهَ فيها النجاحُ |
تقوم بها على ميدٍ قناتي | و تلحمُ من خصاصتيَ الجراحُ |
و تنتجُ من كرائم رأيه لي | بجانبِ جاهه فيها لقاحُ |
و عندي في الجزاء مسوماتٌ | لها بالشكر مغدى ً أو مراحُ |
حلى الأعراضِ تضحك في تريبٍ | لها عقدٌ وفي صدرٍ وشاحُ |
لها الغرضان من معنى ً دقيقٍ | تقوم بنصره كلمٌ فصاحُ |
أبوها فارسٌ وكأنّ قومي | بها عدنانُ أو داري البطاحُ |
و أفضلُ ما جزيت أخاً بودًّ | و إحسانٍ ثناءٌ وامتداحُ |