ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألاَ من مبلغٌ أسدا رسولا | متى شهدَ الندى فما أغيبُ |
و عوفٌ منهمُ أربي فعوفٌ | عيونُ خزيمة ٍ وهم القلوبُ |
أفرسانَ الصباح إذا اقشعرتْ | من الفزعِ السنابك والسبيبُ |
و ضاق مخارجُ الأنفاسِ حتى | تفرجَ عن سيوفكم الكروبُ |
و يا أيدي الحيا والعامُ جدبٌ | و وجهُ الأرض مغبرٌ قطوبُ |
مجازرُ تفهق الجفناتُ منها | و نارُ قرى شرارتها لهيبُ |
إذا جمدَ الضيوفُ تكفلتهم | لها فلذٌ وأسنمة ٌ تذوبُ |
و يا أقمارَ عدنانٍ وجوها | يشفُّ على وضاءتها الشحوبُ |
أصيخوا لي فلي معكم حديثٌ | عجيبٌ يوم أنثوهُ غريبُ |
متى أنصفتمُ فالحقُّ فيه | عليكم واضحٌ لي والوجوبُ |
و إن أعرضتمُ ورضيتموهُ | فإنّ المجدَ ممتعضٌ غضوبُ |
حديثٌ لو تلوه على زهيرٍ | غدا من مدحه هرماً يتوبُ |
بأيّ حكومة ٍ وبأيّ عدلٍ | أصابُ من القريض ولا أصيبُ |
و كم أعراضكم تزكو بمدحي | و تنجحُ والمنى فيكم تخيبُ |
تردونَ الغصوبَ بكلّ أرضٍ | و توجدُ في بيوتكم الغصوبُ |
و تحمون البلادَ وفي ذراكم | حريمُ الشعرِ منتهكٌ سليبُ |
و عندكمُ لكلَّ طريدِ قومٍ | جوارٌ مانعٌ وفريً رحيبُ |
و أبكارٌ وعونٌ من ثنائي | عجائفُ عيشها فيكم جديبُ |
محببة ٌ إذا رويتْ فإما | طلتُ مهورهنَّ فلا حبيبيُ |
إذا أحسنتُ في قولٍ أساءُ ال | فعالَ كأنّ إحساني ذنوبُ |
أجرُّ المطلَ عاما بعد عامٍ | مواعدَ برقها أبداً خلوبُ |
و يا للناسِ أسلبُ كلَّ حيًّ | كرائمهُ ويسلبني شبيبُ |
أمدُّ اليه أرشية َ المعالي | فيعطشني وراحته القليبُ |
و ألبسه ثيابَ المدحِ فخرا | فيمسكُ لا يجيبُ ولا يهيبُ |
و يسمحُ خاطري فيه ابتداءً | و يمنعُ وهو بذالٌ وهوبُ |
و لم نعرف غلاما مزيدياً | يناديه السماحُ فلا يجيبُ |
و لو ناديتُ من كثبٍ علياً | تدفق ذلك الغيثُ السكوبُ |
وَ منَّ على عوائده القدامى | مضيَّ الريح جدَّ بهِ الهبوبُ |
و لو حمادُ يزقو لي صداه | لأكرمَ ذلك الجسدُ التريبُ |
أصولكمُ وأجدرُ إذ شهدتم | مقامَ علائهم ألا يغيبوا |
فما لك يا شبيبُ خلاك ذمٌّ | تجفُّ وعندك الضرعُ الحلوبُ |
و ما لخريدة ٍ خفيتْ لديكم | تكادُ على طفولتها تشيبُ |
محللة النكاحِ بى صداقٍ | و ذلك عندكم إثمٌ وحوبُ |
يطيبُ الشيءُ مرتحضا مباحا | و مرتخصُ المدائح لا يطيبُ |
فأين حياءُ وجهك يوم تحدى | بها في وصفك الإبلُ اللغوبُ |
و أين حياء وجهك في البوادي | إذا غنى َّ بها الشادي الطروبُ |
و كيف تقول هذا وصفُ مجدي | فلا أجدي عليه ولا أثيبُ |
و كم نشرتْ على قومٍ سواكم | فلم يعلقْ بها الرجلُ الطلوبُ |
و راودني ملوكُ الناس عنها | و كلٌّ باذلٌ فيها خطيبُ |
فلم يكشفْ لها وجهٌ مباحٌ | و لم يعرفْ لها ظهرٌ ركوبُ |
فلا يغررك منها مسُّ صلًّ | يلين وتحت هدأتهِ وثوبُ |
أخافُ بأن يعاجلني فيطغى | فتصبحَ بالذي تثني تعيبُ |
و تشردَ عنكمُ متظلماتٍ | و تبغون الإياب فلا تؤوبُ |