هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هلْ بعدَ مفترقِ الأظعانِ مجتمعُ | أمْ هلْ زمانٌ بهمْ قدْ فاتَ يرتجعُ |
تحمَّلوا تسعُ البيداءُ ركبهمُ | ويحملُ القلبُ فيهمْ فوقَ ما يسعُ |
مغرِّبينَ همُ والشَّمسَ قدْ ألفوا | ألاَّ تغيبَ مغيباً حيثما طلعوا |
شاكينَ للبينِ أجفاناً وأفئدة ً | مفجَّعينَ بهِ أمثالَ ما فجعوا |
تخطو بهِ فاتراتٍ في أزمَّتها | أعناقها تحتَ إكراهِ النَّوى خضعُ |
تشتاقُ نعمانُ لا ترضى بروضتهِ | داراً ولو طابَ مصطافٌ ومرتبعُ |
فداءُ وافينَ تمشي الوافياتُ بهمْ | دمعٌ دمٌ وحشاً في إثرهمْ قطعُ |
الليلُ بعدهمُ كالفجرِ متّصلٌ | ما شاءَ والنَّومُ مثلِ الوصلِ منقطعُ |
ليتَ الّذينَ أصاخو يومَ صاحَ بهمْ | داعي النَّوى ثوِّروا صمُّوا كما سمعوا |
أوليتَ ما أخذَ التَّوديعُ منْ جسدي | قضى عليَّ فللتعذيبِ ما يدعُ |
وعاذلٍ لجَّ أعصيهِ ويأمرني | فيهمْ وأهربُ منهمْ وهوَ يتَّبعُ |
يقولُ نفسكَ فاحفظها فإنَّ لها | حقاً وإنْ علاقاتِ الهوى خدعُ |
روحْ حشاكَ ببردِ اليأسِ تسلُ بهِ | ما قيلَ في الحبِّ إلاَّ أنَّهُ طمعُ |
والدَّهرُ لونانِ والدُّنيا مقلَّبة ٌ | الآنَ يعلمُ قلبٌ كيفَ يرتدعُ |
هذي قضايا رسولُ اللهِ مهملة ٌ | غدراٌ وشملُ رسولِ اللهِ منصدعُ |
والنَّاسُ للعهدِ ما لاقوا وما قربوا | وللخيانة ِ ما غابوا وما شسعوا |
وآلهُ وهمُ آلُ الإلهِ وهم | رعاة ُ ذا الدِّينِ ضيموا بعدهُ ورعوا |
ميثاقهُ فيهمْ ملقى ً وأمَّتهِ | معْ منْ بغاهمْ وعادهمْ لهُ شيعُ |
تضاعُ بيعتهُ يومَ الغديرِ لهمْ | بعدَ الرِّضا وتحاطُ الرُّومُ والبيعُ |
مقسَّمينَ بأيمانٍ همُ جذبوا | ببوعها وبأسيافٍ همُ طبعوا |
ما بينَ ناشرِ حبلٍ أمسِ أبرمه | تعدُّ مسنونة ً منْ بعدهِ البدعُ |
وبينَ مقتنصٍ بالمكرِ يخدعهُ | عنْ آجلٍ عاجلٌ حلوٌ فينخدعُ |
وقائلٌ لي عليٌّ كانَ وارثهُ | بالنَّصِ منهُن فهلْ أعطوهُ أمْ منعوا |
فقلتُ كانتْ هناتٌ لستُ أذكرها | يجزي بها للهُ أقواماً بما صنعوا |
أبلغْ رجالاً إذا سمَّيتهمْ عرفوا | لهمْ وجوهٌ منَ الشَّحناءِ تمتقعُ |
توافقوا وقناة ُ الدِّينِ مائلة ٌ | فحينَ قامتْ تلاحوا فيهِ واقترعوا |
أطاعَ أوَّلهمْ في الغدرِ ثانيهمْ | وجاءَ ثالثهمْ يقفو ويتَّبعُ |
قفوا على نظرٍ في الحقِّ نفرضهُ | والعقلُ يفصلُ والمحجوجُ ينقطعُ |
بأيِّ حكمٍ بنوهُ يتبعونكمْ | وفخركمْ أنَّكمْ صحبٌ لهُ تبعُ |
وكيفَ ضاقتْ على الأهلينِ تربتهُ | وللأجانبِ منْ جنبيهِ مضطجعُ |
وفيمَ صيَّرتمْ الإجماعَ حجّتكمْ | والنَّاسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا |
أمرُ عليٍّ بعيدٌ منْ مشورتهِ | مستكرة ٌ فيهِ والعباسُ يمتنعُ |
وتدّعيهِ قريشٌ بالقرابة ِ وال | أنصارُ لا رفعٌ فيهِ ولا وضعُ |
فأيُّ خلفٍ كخلفٍ كانَ بينكمُ | لولا تلفَّقُ أخبارٌ وتصطنعُ |
واسألهمْ يومَ خمٍّ بعد ما عقدوا | لهُ الولاية َ لمْ خانوا ولِمْ خلعوا |
قولٌ صحيحٌ ونيّاتٌ بها نغلٌ | لا ينفعُ السّيفَ صقلٌ تحتهُ طبعُ |
إنكارهمْ يا أميرَ المؤمنينِ لها | بعدَ اعترافهمُ عارٌ بهِ ادّرعوا |
ونكثهمْ بكَ ميلاً عنْ وصيَّتهمْ | شرعٌ لعمركَ ثانٍ بعدهُ شرعوا |
تركتَ أمراً ولو طالبتهُ لدرتْ | معاطسٌ راغمتهُ كيفَ تجتدع |
صبرتَ تحفظ أمرُ اللهِ ومااطرحوا | ذبّاً عنِ الدِّينِ فاستيقظتَ إذْ هجعوا |
ليشرقنَّ بحلوِ اليومِ مرُّ غدٍ | إذا حصدتَ لهمْ في الحشرِ ما زرعوا |
جاهدتُ فيكَ بقولي يومَ تختصمُ ال | أبطالُ إذْ فاتَ سيفي يومَ تمتصعُ |
إنَّ اللسانَ لوصَّالٌ إلى طرقٍ | في القلبِ لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرعُ |
آبايَ في فارسٍ والدِّينُ دينكمُ | حقّاً لقدْ طابَ لي أسٌّ ومرتبعُ |
ما زلتُ مذْ يفعتْ سنِّي ألوذُ بكمْ | حتَّى محا حقُّكمْ شكيِّ وأنتجعُ |
وقدْ مضتْ فرطاتٌ إنْ كفلتَ بها | فرَّقتُ عنْ صحفي البأسَ الّذي جمعوا |
سلمانُ فيها شفيعي وهو منكَ إذا ال | آباءُ عندكَ في أبنائهمْ شفعوا |
فكنْ بها منقذا منْ هولِ مطَّلعي | غداً وأنتَ منَ الأعرافِ مطَّلعُ |
سوَّلتُ نفسي غروراً إنْ ضمنتُ لها | أنِّي بذخرٍ لكَ سوى حبِّيكَ أنتفعُ |