راشَ نبالا في جفنه ورمى
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
راشَ نبالا في جفنه ورمى | ظبي بجمع ما راقبَ الحرما |
بحيثُ كفّارة القنيصِ من ال | وحش دمٌ طلَّ للأنيس دما |
شنَّ مغيرا على القلوب فما | ينهض ثقلا منها بما علما |
يا قرّبَ اللهُ يومَ تقصي الدُّمى ال | بيضُ ظباءً بمكة ٍ أدما |
أسهمهنَّ اللّصوقُ بالنسب الضَّ | ارب في يعربٍ وإن قدما |
إذا اعتزى باللسان منتسبٌ | سفرنَ ثم انتسبن لي فسما |
أو سلِّم الحسنُ للبياض لما | عدَّ شفاءً بين الشفاه لمى |
قل بمنى ً إن أعارك الرشأُ ال | نَّافرُ سمعا أو قلتَ ما فهما |
تحصبُ يا رامي الجمارِ بها ال | أرض فقلبي لم يشتكِ الألما |
نحّاك قلبٌ لا يحسن الصفحَ عن | جرمٍ ووجهٌ لا يعرف الجرما |
بأيِّ دينٍ لم تلوِ يومَ منى ً | وأي دينٍ عليك قد سلما |
كادت قريشٌ ترتدُّ جاهلة ً | لما تمثّلتَ بينهم صنما |
أستخلفُ الله والضّنا كبدا | ضامنها ما وفى وما غرما |
يا لزماني على الحمى عجبا | أيُّ زمان مضى وأيُّ حمى |
كان الهوى والشبابُ نعم القري | نان وكان الشبابُ خيرهما |
يرمي بعيدا وإن أساء له | دهري ففوادى منه ما سلما |
شبَّ عليَّ المشنيبُ بارقة ً | كان شبابي لنارها فحما |
لو صبغتْ بالبكاء ناصلة ٌ | دام شبابي مما بكيتُ دما |
قامت تألَّى ما شاب من كبر | خنساء برَّتْ وأكرمتْ قسما |
لا تسألي السنَّ بالفتى وسلى ال | همَّ وراءَ الضلوع والهمما |
كم عثرة ٍ لي بالدهر لو عثر ال | هلالُ طفلا بمثلها هرما |
ركوبي الدُّهمَ من نوائبه | بدّل شهبا من رأسيَ الدُّهما |
طال ارتكاضي أروم إدراك ما | فات وأبغى وجدانَ ما عدما |
أنشُد حظَّاً في أرض مهلكة ٍ | تخبط عيني وراءه الظُّلما |
مقلقلَ الهمِّ بين هلْ وعسى | رجل المنى أو تسدَّ بي الرَّجما |
إمّا تريني بعد اطرادي وتث | قيفي بجنب الكعوب منحطما |
فالسيفُ لا يصدق الفضاءُ له | بالعين إلا ما فلَّ أو ثلِما |
وإن تدبَّرت بعد بحبوحة ال | عزّ محلاًّ من الأذى أمما |
يبلغني إمرة َ الأمير وإن | جار وحكمَ المولى وإن ظلما |
فالماء قد يسكن السحابَ وين | حطُّ أوانا فيسكنُ الإرما |
الله لي من أخٍ علقتُ به | أوثقَ ما خلتُ حبله انجذما |
شدَّ يديه على َّ أعجفَ مع | روقا وخلَّى عني أن التحما |
واصلني مصفرَّ القضيب فمذْ | رفَّ عليه غصنُ الغنى صرما |
واعتاض عنّى كلَّ ابن دنيا أخي | حرصٍ يرى الغنمَ فضلَ ما طعما |
ينكص عند الجلّى فإن أبصر ال | جفنة َ ملآى استشاط فاقتحما |
لا ذو لسان يوم الندى ِّ ولا | مقياسُ رأيٍ إن حادثٌ هجما |
مالك يا بائعي نقلت يدا | تأكلها عند بيعتي ندما |
حلفتُ بالراقصات تجهد أع | ناقا خفوضا وأظهرا سنُمُا |
تحسبُ أشخاصها إذا اختلطتْ | بالأكم الوقصِ في الدجى أكما |
كلّ تروك بالقاع سقبا إذا | لوتْ إليه خيشومها خرما |
تحملُ شعثاً إذا همُ ذكروا | ذخيرة َ الأجر غالطوا السأما |
حتى أناخوا بذي الستور ملبِّ | يين بأرضٍ كادت تكون سما |
لأنجبتْ بطنُ حامل ولدتْ | محمدا وابنَ أمَّه الكرما |
يا أرضُ فخرا أخرجتِ مثلهما | نعمْ تملَّى ْ محسودة ً بهما |
واعتمدي منهما مباهلة ً | على عميدِ الكفاة ِ فهو هما |
خيرُ بنيك الفحولِ من سلَّم ال | أمر له شيبهم وما فطما |
وهبَّ مضمومة ً تمائمه | بعدُ وتسويده قد انتظما |
لم ينتظرْ بالوقار حنكتهُ | ربَّ حليم قد شارفَ الحلما |
ما زال يُزرى بديهة ً بالرو | يَّات وينسي حدثانه القدما |
حتى ظننا شبابه من وفو | ر الرأي شيبا في وجهه كتما |
أبلجُ يحذيك سافرا خلقة َ ال | بدر وخيطَ الهلال ملتثما |
يدير في الخطب عينَ فتخاء لا | تعرف إلا من كسبها الطُّعما |
لواحظٌ كلُّها نجومٌ إذا | كانت لياليه كلُّها عتما |
يرمي بقلبٍ وراءَ حاجته | أصمع لا يستشير إن عزما |
لا يسرع القولَ في سكينته | ولا ينزِّيه طارقٌ غشما |
لو ركبَ العجزُ للعلوق به | ناصية َ البأسِ لم يجد لقما |
سدُّوا به ثغرة ً من الملك لا | ينهضُ منها بانٍ بما هدما |
واسعة ُ الفرج أعضلتْ زمناً | على الأواسي والداءُ ما حسما |
فقام حتى استقام مائدها | باللّطف لا عاجزا ولا برما |
لم يستعنْ ناصرا عليها ولم | يخجلْ وحيدا فيها ولا احتشما |
حتى لقد أصبحتْ وقرَّحها | تعلك غيظاً وراءه اللجما |
يقذى علاه مقصَّرٌ لحزٌ | لو قيّد الفضلُ زيدَ فيه عمى |
لا تنطوي بنانه يبسا | وعرضه ليِّنٌ إذا عجما |
يحسد منه نفسا سمت ويداً | إن نكصَ السيفُ أو غلت قدما |
يلقي علاطاً على القراطيس لا | يبرُدُ عنقٌ بنارها وسما |
يختم حرَّ الرقاب عانية ً | ما فضَّ من صحفها وما ختما |
عاد بها السَّرجُ يحسد الدستَ وال | سيفُ وإن عزَّ يخدم القلما |
نعمْ رعى الله للعلا راعيا | تسلم أطرافها إذا سلما |
وزاد بشرا وجهٌ إذا نضبتْ | أسرّة ُ البدر فاضَ أو فغما |
يشفُّ فيه ماءُ الحياءِ فلو | أرسلَ عنه اللثامَ لانسجما |
من نفرٍ لم تنم تراتهمُ | ولم يسمْ جارهم ولا اهتُضما |
وافين حلما وضيّقين إلى الس | ائل عذرا ما اشتطّ واحتكما |
لا ينطقون الخنا ولا يثبت ال | ماشى بشرّ اليهمُ قدما |
بيضُ المجاني خضرُ النّعال مطا | عيمُ إذا عامُ جوعة ٍ أزما |
تعوّدوا الفوزَ بالسيوف إذا | تقادحوها مصقولة خذُما |
إذا الوغى أشمطتْ رءوسَ بني ال | حربِ فلوا بالصوارم اللَّمما |
كلُّ غلام يرجى إذا اشتطَّ غض | بانَ ويخشى بكرا إذا ابتسما |
من آل عبد الرحيم قد وصل اللَّ | ه لبيتيه بالعلا رحما |
بنتْ عليه قبابُ فارسَ أف | لاكا رسى أصلُ عزِّها وسما |
مجدُ قدامى وخير مجديك ما اس | تسلف صدرَ الزمان أو قدُما |
يا سرحة ً من ثمارها حسبي | لا خفرتك البروقُ ذمَّة َ ما |
التفَّ عيصي بعيصكم فغدا | ودّي خليطا بكم وملتحما |
حرَّمتموني على السؤال فما | أحفلِ أعطي المسئولُ أو حرما |
وصار تربي الريَّانُ يضحك إن | أبصر ترباً يستسمح الدَّيما |
فما أبالي أجارَ أم عدل ال | رِّزق بأيمان غيركم قسما |
كنتُ جموحا على المطامع لا | يلفتُ رأسي مالٌ ثرى ونمى |
تحت رواق القنوعِ لو هجر الرِّ | يقُ لثاتي لما شكوتُ ظما |
لا يطمع الدهرُ في رضاي ولا | يسخطني إن آلام أو كرما |
وكلُّ سامٍ رامٍ بهمّتهِ | يرى مديحي كما يرى العصما |
فرضتموني بألسن وبأخ | لاقٍ ليانٍ أصبحن لي لجُما |
فكلُّ راقٍ منكم بنفثتهِ | لم يبقِ منّى بحبّه صمما |
درّبتموني يدا بأن أقبلَ الرِّ | فدَ وأن أمدح الرجال فيما |
فسحتمُ في مضيقِ صدري وأف | صحتم لساني من طول ما انعجما |
فمن جداكم عندي ونعمتكم | أنِّي تعلمتُ أشكرُ النِّعما |
وكلّما آد دينكم عنقي | قضيتكم عن فروضه الكلما |
كلّ شرودٍ لا تشتكي عضَّة الدَّ | هر إذا أنصبتْ ولا الخُزما |
تجري بأوصافكم كما يقطع السّ | يلُ بطنَ الوهادِ والأطما |
في كلّ أرض لمجدكم علمٌ | ونارُ مجدٍ قد أركبت علما |
تنشر ما بين مشرق الشمس وال | غرب رياحاً لأرضكم فغما |
والشأنُ في أنها بواقٍ على الدَّ | هر إذا كان أهلهُ رمما |
ملأتُ فيكم بها الطروسَ وما | تشكو كلالا يدي ولا سأما |
قد شرعتْ مذهبا لكم نسخَ الشِّ | عر على المحدثين والقدما |
لو نبشتْ عن صدى زهيرٍ زقا | يحلفُ أن قد فضّلتمُ هرما |
فاقتبسوا من جلالها سيرَ ال | أمثال فيكم وطالعوا الحكما |
أو لا تبالوا إذا هي انعطفت | لكم بشعر إن صدّ أو صرما |
راعوا لها حرمة التقدّم وال | ودّ وضمّوا أسبابها القدما |
ووفِّروا حظَّها لمجتهدٍ | أكَّد فيها الحقوقَ والذِّمما |
مستبصر القلبِ واللسانِ فما | يقول فيكم إلا بما علما |
عقدكمُ لي أصحُّ من أن يرى الن | اسُ بحالي في ملككم سقما |