أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعراضك تحمل سمة وصفة ما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، فهذا التنميل الذي يحدث لك في الشق الأيمن من الجسم قد يكون ناتجًا من قلق أو توترات، لكن في ذات الوقت يجب أن تقابل الطبيب، طبيب الأمراض العصبية، هذا أفضل أيها الفاضل الكريم، والطبيب سوف يقوم بفحصك إكلينيكيًا –أي سريريًّا– ليتأكد من مستوى الإحساس لديك، وكذلك قوة الأعصاب، وإن رأى أن هنالك ضرورة لأي نوع من الفحص فسوف يقوم به.

كلامي هذا لا تنزعج له أبدًا، هذا قائم على الأصول الطبية الصحيحة، أنت عمرك خمسة وثلاثون عامًا, وسيكون من الأفضل قطعًا أن تقوم ببعض الفحوصات الدورية.

فحص السكر جيد، هذا أمر ممتاز، لكن أنا أرى أن مقابلة الطبيب –طبيب الأمراض الباطنية أو أمراض الأعصاب– سيكون مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.

قناعاتي عالية جدًّا أن حالتك نفسية، لكن ما ذكرته لك كما ذكرت هو فقط أحد أصول الجودة الطبية.

بعد أن تتأكد أن كل شيء سليم –وهذا هو المتوقع إن شاء الله تعالى– تجاهل هذه الأعراض، لأن تجاهل الأعراض أيضًا يُقلل من حدتها حتى تختفي، وحاول أن تعيش حياة صحيّة، حياة فيها أنشطة مختلفة، نمط ممتاز فيما يخص النوم المبكر، ممارسة الرياضة باستمرار، الحرص على العبادات، التفكر والانفتاح على الذات وفهم الذات بصورة إيجابية.

ويا أخي الكريم: ليس هنالك ما يدعوك للندم على ما فات، لم يفتك شيء أيها الفاضل الكريم، الماضي أيًّا كان جميلاً أو قبيحًا هو خبرة وعبرة وليس أكثر من ذلك، ودائمًا الإنسان يجب أن يربط نفسه بحاضره وواقعه، لأن هذا هو المهم، ومن هنا تنطلق قوة الإنسان.

أخي العزيز: تأكيدًا لذلك، حتى الصلاة، الإنسان ليس له من صلاته إلا ما يعقلها، وهذا يدل أن الحكم على الأمور ليس بماضيها، إنما بحاضرها، وبعد ذلك تنظر إلى المستقبل بأمل ورجاء، ويكون لك خطط مستقبلية، بعيدة الأمد، وتقدم مشيئة الله دائمًا، وتسلح نفسك بالمعارف وبالمهارات... هذه هي الحياة الصحيحة والطيبة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الريمانون دواء ممتاز، فاعل، يزيل الاكتئاب والتوترات ويحسن النوم، والدوجماتيل قطعًا دواء فاعل جدًّا لعلاج الأعراض النفسوجسدية، فأرجو أن تستمر على نفس الأدوية وبنفس الكيفية، وربما تحتاج أن تضيف لها أحد الفيتامينات، هنالك فيتامين يعرف باسم (نيوروبيون) يحتوي على فيتامين (ب1، 6، 12) لو تناولته أيضًا بمعدل حبة في اليوم لا بأس في ذلك، وإن أجلت هذا الأمر بعد مقابلة الطبيب فهذا أيضًا أمر جيد.

أنا مطمئن تمامًا أن ما بك سوف يزول، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.