أعلل فيك ببرد النسيمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أعلل فيك ببرد النسيمِ | فؤادا عليلاً بحرِّ الهمومِ |
وأعتاضُ بالبدر لو ناب عن | كِ قامة َ غصنٍ وألحاظَ ريمِ |
وهذا اشتباهكما في الوجوه | فأين اشتباهكما في الجسومِ |
أقامَ وبنتِ وأحظى لدى ً | أن يفتدى ظاعنٌ بالمقيمِ |
سقاكِ الغمامُ ودارا تض | مُّ أهلكِ أعرفها بالغميمِ |
أحبُّ ولم يك لي موطنا | لحبِّك نازحَ تلك الرسومِ |
وقال الوشاة ُ ولاموا علي | كِ لو يظفرون بسمع الملومِ |
رعى اللهُ قلبك من حافظٍ | صحيح على كلّ عهدٍ سقيمِ |
أفي كلِّ يومٍ حبيبٌ يخون | فيُحملَ حادثهُ للقديمِ |
إلى كم تطيلُ وقوفَ النجو | مِ بعدَ هواك ارتقابَ النجومِ |
وتبغي الرقادَ ابتغاءَ الخليِّ | ودون سلامة َ ليلُ السليم |
خذوا عذلكم ودعوا للغرام | حشاً يقتضيه اقتضاءَ الغريمِ |
وقم يا نديمي وكم نخبة ٍ | عصيتُ عليها اقتراح النديمِ |
فغنّ بذكرهمُ واسقني | بماء جفوني ماءَ الكرومِ |
وغالط بشكرك شكرَ الزمان | بخفض الكريم ورفع اللئيمِ |
ودافعْ بأيّامه ما استطعتَ | فيومٌ سفيهٌ بيومٍ حليمِ |
ووارحمتا لك مستنصرا | عليه بغير ابنعبد الرحيمِ |
ولكن إذا ما ذكرتَ الحسينَ | ذكرتَ الثراءَ لكفٍّ عديمِ |
وجرَّدتَ سيفا تفلُّ الخطوبَ | مضاربهُ نافذاتِ العزيمِ |
من البيض ما طبعَ الفرسُ من | ه للهندِ زبرة َ مجدِ تميمِ |
هم القوم تُعقَدُ تيجانهم | عمائمَ فوق الوقارِ العميمِ |
ويشهدُ أبناؤهم مثلهُ | لآبائهم بصفاءِ الأرومِ |
رأى شعبة ً ليَ من بينهم | مشعَّبة َ المجدِ في بيتِ رومِ |
فقام بنصرتها والكري | مُ صبّ الفؤادِ بنصر الكريمِ |
أبا قاسمٍ زعمَ المجدُ لا | أخيبُ وأنتَ بأمري زعيمي |
نجمُّ رجالا لإمرارهم | وتحلوا فنرعاك رعى الجميمِ |
وممّا أبثُّك إلاّ سواك | بشرّ مخوفٍ وخيرٍ مرومِ |
غدا الناسُ أعداءَ ما يُحرمو | ن يهزأ جاهلهم بالعليمِ |
وصار الغنى قربة ً للعدوّ | والفقرُ مبعدة ً للحميمِ |
فكلٌّ وحاشاك خلُّ اليسار | يرى معه وصديقُ النعيمِ |
تعوّج ما اعوجَّ دهرٌ عليك | كما يستقيمُ مع المستقيمِ |
ومن شئتَ فالقَ بلا حاجة ٍ | بوجهٍ طليقٍ وودٍّ سليمِ |
فإن عرضتْ صرتَ أيَّ الذليلِ | لديه وقد كنتَ أيَّ الكريمِ |
وكم صاحبٍ كنتُ بالقرب منه | أجلَّ محلِّ النبيهِ العظيمِ |
فلمّا رأى حاجتي عنده | رآني الوصيَّ بعين اليتيمِ |
وبُدِّلتُ من بشره والسلامِ | بقولٍ مريضٍ ووجهٍ شتيمِ |
ينزِّلني درجا في اللقاء | بحسبِ طروقي له أو لزومي |
أعنِّي متمِّمَ ما قد بدأتَ | فإن المفاتحَ رهنُ الختومِ |
غدوتَ ونصري وجوبا عليك | ذمامَ يدي من زماني الذميمِ |
بما بيننا من ولاءٍ طريفٍ | وودٍّ وبيتٍ وأصلٍ قديمِ |
ولو لم يكن غيرُ حلِّي لديك | رحالَ المنى وعقالَ الهمومِ |
وبالعصبيّة ِ بانَ الأبيُّ ال | حميُّ من العاجزِ المستنيمِ |
فأردي كليبٌ لحفظ الجوارِ | ورعى الذمارِ وصونِ الحريمِ |
وللخوفِ في قومه أن يضا | مَ مات ابنُ حُجرٍ قتيلُ الكلومِ |
وخاطرَحاجبُ في قوسهِ | فخلَّفها شرفاً في تميمِ |
وما حطَّك الدهرُ في سؤددٍ | تساموا له ووفاءٍ وخيمِ |
ولا زال ذا الخلقُ السهلُ منك | طريقاً إلى كلِّ حظٍّ جسيمِ |
وودَّع دارك شهرُ الصيام | وداعَ مشوقٍ كثيرِ القدومِ |
يعودُك والعيد من بعدهِ | متى فارقا فلسعدٍ مقيمِ |
على عمل بالتقى ضيِّقٍ | خفيّ وملكٍ وسيع وسيمِ |
وسعيٍ يوفِّرُ أجر المثابِ | عليك ويحبطُ وزرَ الأثيمِ |
مدى الدهرِ ما خضِّرتْ أيكة ٌ | وطوِّفَ بين منى ً والحطيمِ |