تفسير: (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون ...)
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
تفسير: (ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون ...)♦ الآية: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: آل عمران (66).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ها أنتم ﴾ أَيْ: أنتم ﴿ هؤلاء ﴾ أًيْ: يا هؤلاء ﴿ حاججتم ﴾ جادلتم وخاصمتم ﴿ فيما لكم به علم ﴾ يعني: ما وجدوه في كتبهم وأُنزل عليهم بيانه وقصَّته ﴿ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا ليس لكم به علم ﴾ من شأن إبراهيم عليه السَّلام وليس في كتابكم أنَّه كان يهوديَّاً أو نصرانيًّا ﴿ والله يعلمُ ﴾ شأن إبراهيم ﴿ وَأَنْتُمْ لا تعلمون ﴾.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ هَا أَنْتُمْ ﴾ بِتَلْيِينِ الْهَمْزَةِ، حَيْثُ كَانَ مَدَنِيٌّ، وَأَبُو عَمْرٍو والباقون بالهمزة وَاخْتَلَفُوا فِي أَصْلِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أصله أنتم، وهاء تَنْبِيهٌ، وَقَالَ الْأَخْفَشُ: أَصْلُهُ أَأَنْتُمْ، فَقُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الْأُولَى هَاءً كَقَوْلِهِمْ: هَرَقْتَ الْمَاءَ وَأَرَقْتَ، هؤُلاءِ أَصْلُهُ أُولَاءِ دَخَلَتْ عَلَيْهِ هَاءُ التَّنْبِيهِ، وهو مَوْضِعِ النِّدَاءِ يَعْنِي: يَا ﴿ هَؤُلَاءِ ﴾ أَنْتُمْ، ﴿ حاجَجْتُمْ ﴾: جَادَلْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ، يَعْنِي: فِي أَمْرِ مُوسَى وَعِيسَى، وَادَّعَيْتُمْ أَنَّكُمْ عَلَى دِينِهِمَا، وَقَدْ أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ عَلَيْكُمْ ﴿ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ﴾، وَلَيْسَ فِي كِتَابِكُمْ أَنَّهُ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، وَقِيلَ: حَاجَجْتُمْ ﴿ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ﴾، يَعْنِي: فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُمْ وَجَدُوا نَعْتَهُ فِي كِتَابِهِمْ، فَجَادَلُوا فِيهِ بِالْبَاطِلِ، فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ، وَلَيْسَ فِي كِتَابِكُمْ وَلَا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾، ثُمَّ برّأ الله تعالى إبراهيم عمّا قالوا.
تفسير القرآن الكريم