عنوان الفتوى : حدود الكلام مع الأجنبي والأجنبية
أنا فتاة، عمري 23 سنة، كنت أدخل على موقع شات صوتي، يتكلم فيه الناس مع من لا يعرفونهم، وبعض منهم شباب. أعلم أن هذا الفعل حرام، ولم أعد أفعله، لكن تعرفت على شاب محترم جدا، وعندما قلت له: لا أريد أن نتحدث أكثر من هذا، قال لي: إنه يريد خطبتي، لكن هو يسكن في محافظة غير محافظتي، فاتفقنا أن نخبر أهلنا أنه كان يسأل على جروب في الفيس بوك على شيء خاص بمجال عملي، وأنا شرحته له، وهذا حدث بالفعل، فقد عملنا جروبا خاصا بنا، وسأل فيه، وأنا شرحت له لكي لا نكذب. فهل هذا حرام أم لا؟ وهل يغفر الله لنا؛ لأننا تكلمنا قبل الخطبة؟
علما بأننا حاولنا أن لا نتكلم مرات عديدة، ونرجع نتكلم، وهو غير جاهز الآن، فقد ترك عمله القديم، والآن سوف يلتحق بدورة؛ ليتعلم في المجال الجديد، ثم يبحث عن عمل.
ثانيا: ما هي حدود الكلام بيننا؟ هل يجوز إخباره لي بأنه التحق بالدورة؟ وموعد بدئها مثلا، وانتهائها، وسؤاله مثلا: هل ترين هذا العمل حلالا لأعمل به، ليتأكد أني أوافق على أن يصرف عليّ منه؟ لكي ننظم الأمور إلى أن يستطيع أن يتقدم لخطبتي؟ وهل تنصحون أن يتقدم بدون عمل أم ينتظر؟
أنا قلقة جدا مما فعلته، ونادمة، وأخاف أن نتكلم مرة أخرى إلى أن يأتي؛ لأننا تعلقنا ببعض، وأخاف ألا يبارك لنا الله؛ لأننا تعرفنا بهذه الطريقة. أرجو نصحي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن محادثة المرأة للرجال الأجانب لا تجوز لغير حاجة، وخاصة الشباب والفتيات لكثرة دواعي الفتنة عندهم، وراجعي الفتوى: 21582. وقد أحسنت بترك المحادثة مع هذا الشاب، والتوبة تقتضي أن لا تعودي لمحادثته إلا لحاجة.
وإن أقدمت على إخبار أهلك بأنك تعرفت على هذا الشاب بسبب كونه سأل في مجموعة بالفيس بوك عن شيء خاص بمجال عملك، وأنك شرحت له ذلك، فهذا إخبار منك بخلاف الواقع، وهذه هي حقيقة الكذب، والكذب محرم كما هو معلوم، فيلزمك التوبة وحسب.
والمحادثة بينكما -ولو بعد الخطبة- لا تجوز لغير حاجة؛ لأنك أجنبية عليه حتى يعقد لك عليه العقد الشرعي، وراجعي الفتوى: 57291.
فإن تيسر له الزواج منك، فالحمد لله، وإن لم يتيسر، فليذهب كل منكما في سبيله، حتى يجعل الله لكما فرجا ومخرجا.
وبخصوص ضابط الحاجة التي تبيح المحادثة بين الأجنبيين راجعي الفتوى: 226330.
ولا يظهر لنا أن هنالك حاجة لأن يخبرك بدخوله في دورة ونحو ذلك؛ فإن هذا نوع من الاسترسال في ما لا داعي له من الحديث، وقد يكون ذريعة للشيطان ليقودكما للفتنة، خاصة وأن كلا منكما قد تعلق بالآخر؛ كما ذكرت.
وبيان حل العمل أو حرمته من شأن الفقهاء، فليسألهم عن حكم العمل الذي يريد الالتحاق به، كما قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.
والمخالفات الشرعية يمكن أن تؤثر على بركة الزواج، وليس ذلك بلازم، فقد يبارك الله فيه، ولو مع وجود المخالفات، وإذا قامت الحياة الزوجية على الطاعة كان ذلك أرجى للبركة فيها.
ولا بأس بأن يتقدم لخطبتك والزواج منك -مع فقره- إن كانت عنده همة للعمل والكسب، وارتضيت أن يتزوج منك باليسير، وتيسير أمر الزواج، وقلة مؤنته من أسباب بركته، هذا بالإضافة إلى أن الزواج من أسباب الغنى، وانظري الفتوى: 7863، والفتوى: 133638.
والله أعلم.