صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صديقٌ يداري الحزنَ عنكَ مماذقُ | ودمعٌ يغبُّ العينَ فيكَ منافقُ |
وقلبٌ إذا عانى الأسى طلبَ الاسى | لراحتهِ منْ رقَّ ودكّ آبقُ |
بكى القاطنون الظاعنونَ وقوَّضَ ال | حلولُ وصاحتْ بالفراقِ النواعقُ |
ولكننّي بالأمسِ لمْ تسرِ ناقة ٌ | بمختلسَ منّي ولمْ يحدُ سائقُ |
سلا عنهُ في أيِّ المفاوزِ فاتني | وطرفي لهُ راعٍ وطرفي سابقُ |
تباغضنا الدنيا على حبِّنا وإنْ | رأتْ مللاً ظلّتْ خداعاً توامقُ |
سوى أنّنا نعترُ يا يومَ وبلها | بعاجلة ٍ والآجلاتُ الصواعقُ |
تصدّتْ بزورِ الحسنِ تقنصنا وما | زخارفها إلاّ ربى ً وخنادقُ |
تبّسمَ والثغرُ المقبِّلُ ناهشٌ | وتحسرُ والكفُّ المصافحُ حابقُ |
أتأملْ منها حظوة ً وهي عانسْ | ولمْ يحظَ أقوامُ بها وهي عاتقُ |
اماتَ أخي في الودَّ أمْ غاضَ زاخرٌ | منَ العيشِ عنّي أمْ تقوّضَ شاهقُ |
أظلَّ غمامُ ثمَّ طلَّ حمامهُ | وقدْ كنتُ في عمياءَ وهي بوارقُ |
أعدُّ لهُ الأيامُ ارجو شفاءهُ | ولا علمَ لي أنَّ المنونَ تسابقُ |
وأعدلُ بالخوفِ الشكوكَ تعلُّلا | فيا سوءَ ما جرّتْ عليَّ الحقائقُ |
بمنْ لستُ أنسى منْ رواحٍ وبكرة ٍ | مضى صابحٌ بالأمسِ قبلي وغابقُ |
دعوتُ فما لي لمْ اجبْ إنَّ عائقاً | أصمَّكَ عنّي أنْ يلبّي لعائقُ |
تخطّى الدواءُ الداءَ وهو مجرَّبٌ | وفاتَ طبيباً رأيهُ وهو حاذقُ |
خفرناكَ حقَّ الودَّ إذ أنتَ آمن | وخناكَ يومَ الموتُ غذْ انتَ واثقُ |
وقمنا فأوسعنا إليكَ طريقهُ | وحولكَ منّا حجفلٌ متضايقُ |
نخالفكَ القصدَ اعتماداً وكنتَ منْ | تساقُ إلى أهوائنا فتوافقُ |
رحيباً على الطرّاقِ منّا فما لنا | بعلنا جميعاً يومَ باعكَ طارقُ |
طوى معشرٌ ذاكَ التنافسُ واستوى ال | حسودُ المعادي فيكَ لي والموافقُ |
وغاضتْ مودَّاتٌ أقضّتْ وقطِّعتْ | عرى ً كنتَ وصالاً لها وعلائقُ |
سروري حبيسٌ في سبيلكَ وقفهُ | ولذّة ُ عيشي بعدَ يومكَ طالقُ |
تمسَّكْ بما كنّا عليهِ ولا تحلْ | عهودٌ وغنْ حالَ الرّدى ومواثقُ |
وكنْ لي على ما كنتَ أمسِ معوِّدي | غداً مستعدّاً إنّني بكَ لاحقُ |
أتتكَ السواري الغادياتُ فأفرغتْ | عليكَ ملاءً والجواري الشوارقُ |
ولو لمْ يكنْ إلاَّ البكاءُ لأنبتتْ | عليكَ بما تجري الحداقُ الحدائقُ |
رثيتُ بعلمي فيكَ حتّى كانّها | تملّي عليَّ القولَ تلكَ الخلائقُ |
وهلْ يبلغْ القولُ الّذي كنتَ فاعلاً | ولمْ تسمعْ الحقَّ الّذي أنا ناطقُ |
واقسمُ ما أعطتكَ فضلَ فضيلة ٍ | أقولُ بها في مائقٍ وهو فائقُ |
وكيفَ يناجي نازحُ السمعِ فائتٌ | عليهِ مهيلٌمنْ ثرى ًمتطابقُ |
إذا الحيَّ يوماَ في الحيِّ كاذباً | نفاقاً فإنَّ الحيَّ في الميتِ صادقُ |
مضى صاحبي عنّي وقدْ شابَ ودّنا | فيا ليتَ هذا والودادُ مراهقُ |
بجهدكَ لا تألفْ خليلاً فإنّها | بقدرِ مسراتِ الالوفِ البوائقُ |