رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
رعتْ منْ تبالة َ جعداً خفيفاً | وسبطاً يرفُّ عليها رفوفا |
وساقَ لها حارسُ الإنتجا | عِ منْ حيثُ حنَّتْ نميراً وريفا |
تخطَّاهُ تبشمهُ بالعيونِ | بطاناً وتقلصُ عنهُ الأنوفا |
رعتْ ما اشتهتْ ذا وذاكَ الرَّبي | عِ رعياً يجرُّ عليها الخريفا |
وحدَّثها أسرًُ المحصناتِ | أحاديثَ نجدٍ فخبَّتْ خفوفا |
وحنَّتْ لأيامها بالبطاحِ | فمدتْ وراءَ صليفٍ صليفا |
تراودُ أيديها في الوريدِ | ويأبى لها الشِّوقُ إلاَّ الوجيفا |
فهلْ في الخيامِ على المأذم | ينِ قلبٌ يكونُ عليها عطوفا |
وهلْ بانُ سلعٍ على العهدِ من | هُ يحلو ثماراً ويدنو قطوفا |
تزاورُ ريحُ الصَّبا بينهنْ | فيقبلنَ ميلاً ويديرنَ هيفا |
وحيٍّ ديونَ منى ً لا يزا | لُ يقري عزيبَ الغرامِ الضُّيوفا |
تجاورهُ فتخافُ العيو | نَ مرهفة ً وتخيفُ السيوفا |
ترى ما اشتهتْ لكَ عينَ الصَّدي | قِ عزَّاً عريضاً وبرَّاً لطيفا |
نساءً بأكسارِ تلكَ البيو | تِ شاهدة ً ورجالاً خلوفا |
وصفراءَ منْ طيباتِ الحجا | زِ تمشي تريكَ الخليعَ النَّزيفا |
ترى الزَّعفرانَ سقى خدَّها | مجاجتهُ والعبيرَ المدوفا |
تعلَّقَ قومٌ بدورَ التَّمامِ | وعلِّقتُ منها هلالاً نحيفا |
حماها الغيورُ فعادتْ تلو | ثُ دوني السُّتورَ وترخي السُّجوفا |
وروَّضها قائدُ الكاشحينِ | فألقى مقاداً وحبلاً ضعيفا |
إذا مجَّ سمعي قولَ الوشاة ِ | تعلَّقَ في أذنيها شنوفا |
فكمْ ليلة ٍ ورقيبُ العيو | نِ لا يحملُ النَّومَ إلاَّ خفيفا |
سمرتُ ففاسقني طرفها | وألفاظها ثمَّ كنتُ العفيفا |
وقدْ كانَ حبٌّ يقضُّ الضُّلوعَ | ولكنَّهُ كانَ حبَّاً شريفا |
وحاجة ِ جدٍّ تناولتها | برأيٍ يبذُّ الفؤادَ الحصيفا |
دعوتُ لها قبلَ داعي الصَّباحِ | غلاماً بطرقِ المعالي عروفا |
فهبَّ وفي رأسهِ فضلة ٌ | منَ النَّومِ تطلقُ جفناً رسيفا |
يودُّ بكبري المنى لو رفق | تُ في ساعة ٍ كنتُ فيها عسوفا |
وعاجلتهُ فركبتُ الخطارَ | وقامَ فحاضنَ ظهري رديفا |
وقلتُ تيمَّمْ بنا جانباً | منيعاً وبيتَ فخارٍ منيفا |
فأهلكَ حيثُ تكونُ المطاعَ | وداركَ حيثُ تكونُ المخوفا |
تطلَّعَ وراءَ ثنايا الظَّلامِ | أتؤنسِ للمجدِ برقاً خطوفا |
عسى البدرُ في آلِ عبدِ الرَّحيمِ | يضيءُ فيرفعُ هذي السُّدوفا |
همَّ النَّاسُ فاحبسْ عليهمْ وخذْ | بحجزتهمْ إنْ رهبتَ الصُّروفا |
ترى الماءَ لامعهُ لا يغرُّ | والنَّارُ لا تكذبُ المستضيفا |
ومربوطة ً لتجيبَ الصَّريخَ | وسارحة ً لتروِّي اللَّهيفا |
وبيضاً مجالي في الأنديا | تِ لا ينظرُ البدرُ منها الكسوفا |
إذا صدئتْ أوجهُ المانعين | أرتكَ النَّدى رقَّة ً أو شفوفا |
وشارة َ ملكٍ تريكَ الفذو | ذَ منهمْ حيالكَ جمعاً كثيفا |
تكثَّرُ قلَّة ُ أعدادهمْ | فتحسبهمْ عشراتٍ ألوفا |
تماري العلا فيهمْ أيَّهمْ | أشدُّ علوقاً بها أو حفوفا |
فتحمدَ كهلهمْ والغلامَ | وترضى تليدهمُ والطريفا |
توافوا عليها توافي البنا | نِ كبرى وصغرى يطلنَ الكفوفا |
رأوا قبلة َ المجدِ مهجورة ً | فمالوا فظلَّوا عليها عكوفا |
وقامَ عميدُ الكفاة ِ الإمامُ | وجاءوا وراءَ صفوفاً صفوفا |
فتى ً لا يقرُّ على عثرة ٍ | ولا يردّ الضَّيمَ إلاَّ عيوفا |
ولا يحسبُ المالَ وجهاً يصانُ | ولا ساحة َ العدمِ ظهراً مخيفا |
إذا اشتدَّ عاركتَ ليثاً غضوبا | فإنْ لانَ غازلتَ ظبياً ألوفا |
تخالُ عمامتهُ مغفراً | ويومَ الحياءِ تراها نصيفا |
وشعواءُ تنزو بهامِ الكفا | ة ِ طوراَ طراداً وطوراً وقوفا |
تريبُ الشُّجاعَ بظلِّ القناة ِ | ويتّهمُ الطَّرفُ فيها الوظيفا |
ندبتُ إليها على خطبها ال | جليلِ هضيماً حشاهُ لطيفا |
يطأنَ على فقرٍ ولا تزا | لُ والأسدُ مستأخراتٍ دلوفا |
ومغبرَّة ِ الجوِّ عرثى التُّرا | بِ لا تحلبُ الضرعَ إلاَّ القروفا |
يعودُ بها الفحلُ نضواً أجبَّ | يألمُ جرَّتهُ والصريفا |
فتحتَ يديكَ فجلَّلتها | سحاباً ظليلاً وغيثاً كثيفا |
مكارمُ تتمكُ عرضَ السَّنا | مْ بعدَ الذُّبولِ وتبني السَّديفا |
إليكَ رحلنا مطايا الثنا | ءِ ندمي مناسمها والدُّفوفا |
عليها وسوقُ الأماني الثِّقا | لُ مقترحاتٍ صنوفاً صنوفا |
فأصبحنَ يحكمنَ بالإشتطا | طِ في بحرِ كفِّكَ حكماً عنيفا |
أوانسُ منكَ بما يبتغينْ | وكنَّ منَ النَّاسِ وحشاً عزوفا |
وعقَّ الرِّجالُ بناتِ القريضِ | فكنتَ بهنَّ حفياً رؤوفا |
كانِّي من عزِّها في ذراكَ | أرى النَّجمَ جاراً لها أو حليفا |
فلا زلتُ أركبهنَّ الروا | ة ِ فيكَ مهملجة ً أو قطوفا |
سوائرٌ لا البحرُ يخشينهُ | ولا يستناذرنَ ريحاً عصوفا |
لمجدكَ منها رسومٌ تقا | مِ كالعهدِ يحفظُ والنَّذرُ يوفى |
تري لكَ إكثارها قلَّة ً | ومنكَ كثيراً جداكَ الطفيفا |