ما على منجد رأى ما أهمَّهْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما على منجد رأى ما أهمَّهْ | فامتطى ليله وجرّد عزمه |
وسرى هاربا من الضيم يعدو | غارة ً بالسُّرى ويغسلُ وصمهْ |
يستنير النجمَ الخفيَّ ويستق | دحُ أيدي القلاصِ والليلُ فحمهْ |
وإذا رابه مريبٌ من الوح | شة شام الحسامَ أنسا وضمَّهْ |
أنكرتْ صبغتين خنساءُ في شع | ري بياضا وفي أديمي أدمهْ |
فاعجبي أن جنى البياضَ على المف | رقِ سهمٌ جنى على الوجهِ سهمهْ |
ليت هذي البيضاء تأتثيرها في ال | وجه أعدى تأثيرها في الِّلمَّهْ |
ولكم عيشة ٍ من الغرِّ بيضا | ءَ تسرَّت من ليلة ٍ مدلهمَّهْ |
أنحلتني الدنيا ولم ينحل العم | رُ ومن عزَّ قلبهُ كدَّ جسمهْ |
واقتسمتُ الهمومَ في صدع دهرٍ | ليس من خلقه اعتدالُ القسمهْ |
ماحقات من الحوادث لو غطَّ | تْ على الهلال لم نرَ تمَّهْ |
كلّ يوم تقودني حاجة ُ الدن | يا ويعتاصُ بي علق الهمَّهْ |
فيدى تبتغي مجاذبة الرز | ق ورأسي يأبى جذابَ الأزمَّهْ |
لو أطعتُ العفاف ما دنَّستني | خلطة ٌ في رعاعِ هذي اللُّمّهْ |
أو شكرتُ الصنع الجميلَ كفتتى | نعمة ُ الله في ربيبِ النِّعمهْ |
وهبَ الله للعلا من بنيها | حسنَ البرِّ إن فتى ً عقَّ أمَّهْ |
وأضاءت على المحاسن شمسٌ | تتجلَّى بنورها كلُّ ظلمهْ |
وسقى المجدَ من أراكه إسما | عيلَ غصنا أطاله وأتمَّهْ |
عمَّ بالجودِ والوفاءِ أبيٌّ | مشبها فيهما أباه وعمَّهْ |
ورعى الفضلَ مبرمُ العهد لم تخ | فرْ لديه ولم ترعْ قطُّ ذمَّهْ |
أريحيٌّ إذا ذكرتَ الندى أص | غى بأذنيه مخلياً لك فهمهْ |
وإذا قيل سائلٌ ظنّها فغ | مة َ مسكٍ من طيبها أو نغمهْ |
طاهر الشيمتين معتدل الأخ | لاق جمّ العطاء عذب الجمَّهْ |
لو تعاطيت عصرَ أخلاقه من | كرمٍ لاعتصرت ماءَ الكرمهْ |
من رجالٍ نشوا ملوكا على الأف | ق وداسوا شمسَ الفخار ونجمهْ |
ومضوا راكبين في طلب السؤ | دد شهبَ الزمان قدما ودهمهْ |
سمحاً لا يصرمون شهورَ ال | محل عن ثلَّة ٍ ولا عن صرمهْ |
ججحٌ في الندى إذا اتُّبعوا في | سننِ المكرمات كانوا أئمَّهْ |
وإذا ثوّبَ الصريخُ توافوا | يملأؤن الفضا كهولا وغلمهْ |
كلّ غمرٍ كأنَّ في كفّه من | حتفه في الوغى أمانا وعصمهْ |
يمنع الجانبَ العريضَ إذا سدَّ | تْ به ثغرة ُ الأمورِ المهمَّهْ |
يزنُ الراسيات حلما فإن كفَّ | يدا بالقناة أنكر حلمهْ |
يكتفي في الدجى بشعلة عيني | ه ويكفي الحسامَ إن شهرَ اسمهْ |
وإذا أخدج النساءُ تمطَّتْ | عنهُ في المنجباتِ أمٌّ متمَّه |
درجوا طيّبي الحديثِ وبقَّوْ | ك على شعثِ مجدهم لتلُمَّهْ |
وإذا كنت عقبَ ميتٍ فلم تع | فُ له آية ولم تبلَ رمّهْ |
لا خلتْ منك أربعُ الدهر تحيى | ذكره دارسا وتحفظ رسمهْ |
وفدى تربَ أخمصيك بعيني | ه أصمُّ الأذنين إن سيلَ أكمهْ |
مات هزلا بالذمّ واللؤم حتى | أسمن البخلُ ماله وأجمَّهْ |
يتمنى أثوابَ فخرك عريا | نَ ومن للحليق يوما بجمّهْ |
أبصرتْ مقلتاك طرقَ المساعي | وهو يعمى عن ضيقهنَّ ويعمهْ |
ونسبتَ الجبالَ وهو يداري | نسبة ً مستدقَّة ً مسترمَّهْ |
أنا من قيَّدَ الهوى لك والو | دَّ بحبلٍ لا يملكِ الغدرُ فصمهْ |
حبَّبتني لك الأيادي الفسيحا | ت فأسمحتُ والعطايا الضخمهْ |
وحلتْ لي طعوم أخلاقك الغرِّ | وكم صاحبٍ تمرَّرتُ طعمهْ |
بك جاريت من يروّض وحارب | ت زماني من بعد ما كنت سلمهْ |
وتيقَّنتُ أنّ لي ناصرا يد | فع دوني في صدرِ كلّ ملمَّهْ |
لم تزل بي تختصُّ كلَّ مكانٍ | من فؤادي حتى ملكتَ أعمَّهْ |
طاهرٌ طاهر من الغشِّ لم يس | بق إليه ريبٌ ولم تسرِ تهمهْ |
غير أنّ الجفاءَ مستترٌ في | ه ومعطٍ معناه ما يفسد اسمهْ |
كلَّما قلتُ ينصف الوصلَ أمضى ال | هجرُ من جوره على القلب حكمهْ |
فنواحي الهوى وثاقٌ مصونا | تٌ وفي جانب التواصل ثلمهْ |
والقوافي مستسقيات فهلاَّ | نزلتْ في بيوتهنّ الرحمهْ |
كلّ حسرى الجبين عارية ِ الجس | م فمن ذا أحلَّ هتكَ الحرمهْ |
ومتى تكسهنَّ من عرض ما تل | بسُ تشفِ الصدى وتجلُ الغمّهْ |
إنما السيف زبرة ٌ وحليُّ ال | جفنِ يلقى حسناً عليه ووسمهْ |
ربَّ وافى الجمالِ قد زاد فيه | رونقٌ في قميصهِ والعمَّهْ |
خذ من العيدِ ناعمَ البال والني | روزِ سهما يسنى لك اللهُ قسمهْ |
وتجلببْ من السعادة ثوباً | يسحبُ الفخرُ ذيلهُ أو كمَّهْ |
كلما شذَّ عنك فائت حظٍّ | نمنت ذمّة ُ المقادير غرمهْ |
فلقد فتَّ غاية َ المدح حتى | كادَ مدحيكَ أن يكون مذمَّهْ |