هل عند هذا الطلل الماحلِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
هل عند هذا الطلل الماحلِ | من جلدٍ يجدي على سائل |
أصمُّ بل يسمع لكنه | من البلى في شغل شاغلِ |
وقفتُ فيه شبحا ماثلا | مرتفدا من شبح ماثلِ |
ولا ترى أعجبَ من ناحلٍ | يشكو ضنا الجسم إلى ناحلِ |
لهفكِ يا دارُ ولهفي على | قطنيك المحتمل الزائلِ |
قلبيَ للأحزان بعد النوى | وأنتِ للسافي وللناخلِ |
مثلكِ في السقم ولي فضلة ٌ | بالعقل والبلوى على العاقلِ |
يا أهلَ نعمانَ اسمعوا دعوة ً | إن أسمعتكم من لوى عاقلِ |
هل زورة ٌ تمتعنا منكمُ | وهناً بميعاد الكرى الباطلِ |
أم هل لجسمٍ قاطنٍ أن يرى | عودة َ قلبٍ معكمْ راحلِ |
قد وصلتْ فانتظمتْ أضلعي | سهامُ ذاك الهاجرِ الواصلِ |
رمى فأصماني على بابلِ | مقرطسٌ لا شلَّ من نابلِ |
ألحاظه السحرُ وألفاظه الس | كر وهذا لكمن بابلِ |
ردُّوا ولو يوما ولو ساعة ً | على الغضا من عيشنا الزائلِ |
لي ذلة ُ السائلِ ما بينكم | فلا تفتكم عزة ُ الباذلِ |
أفقرني الحبُّ إلى نيلكم | ولم أكن أرغبُ في النائلِ |
لا أسألُ الأجوادَ ما عندهم | وأجتدي منكم ندى الباخلِ |
ولا يرى المنجزُ عطفي له | وجهي وأرجو عدة َ الماطلِ |
لم تغمز الأطماعُ لي جانبا | ولا أمالت منّة ٌ كاهلي |
نغَّصَ عندي العرف أني أرى | طولَ يد المعطى على القابلِ |
جرّبتُ أقسامي فما أشبه ال | جائر من حظِّي بالعادلِ |
آليتُ لا أحملُ فرضَ العلا | ونفلها إلاّ على حاملِ |
ممن يرى أن التماسَ الغنى | يدٌ على المأمول للآملِ |
سهلٌ على العابثِ في ماله | وإن طغى صعبٌ على العاذلِ |
من طينة ٍ في المجد مجبولة ٍ | تبعثُ طيباً كرمَ الجابلِ |
لاطفتِ الأرضَ بها مزنة ٌ | تصفَّقتْ من مائها الهاطلِ |
واستودعتها من قراراتها | حمى ً على الشارب والغاسلِ |
أو درّة جاد بها بحرها | عفوا فألقاها على الساحلِ |
شقَّ بها عبد الرحيم الثرى | عن كوكبٍ أو قمرٍ كاملِ |
فانتشرتْ تملأ عرضَ الفلا | بورك في النسلِ وفي الناسلِ |
قومٌ إذا شدّوا الحبى وانتموا | شقُّوا على النابهِ والخاملِ |
فطامنتْ شهبُ الدراري لهم | تطامنَ المفضولِ للفاضل |
أو ركبوا جريا إلى معشرٍ | تبادروا بالقدرِ النازلِ |
يزهى بأن لامسَ أيمانهم | ما هزَّ من نصلٍ ومن ذابلِ |
ويستطيل القرنُ لاقى الردى | بهم وما في الموت من طائلِ |
فيشرفُ السيفُ بمن شامه | ويفخرُ المقتولُ بالقاتلِ |
والناس إما طالبٌ جودهم | أو هاربٌ ما هو بالوائلِ |
تكسر بالخارج أيديهم | وتفتحُ الأرزاقَ بالداخلِ |
كم أصلحوا الفاسدَ من دهرهم | وقوَّموا المائدَ بالعادلِ |
واحتكموا بالعدل في دولة ٍ | تحكُّمَ الحقِّ على الباطلِ |
مفوِّضُ الملك إلى غيرهم | معزِّبٌ في النَّعمِ الهاملِ |
دافعتُ دهري خائفاً منهمُ | بناصرٍ في الزمن الخاذلِ |
وشدَّ ظهري من عليٍّ فتى | لم أستند منه إلى مائلِ |
إلى زعيم الدين خضنا بها | غمار تيهِ البلدِ الماحلِ |
كلّ فتاة ٍ جائلٍ نسعها | على عسيبٍ في الفلا جائلِ |
تلاعب الأرضَ حساً أو زكاً | قدحين بالخافضِ والشائلِ |
تحملُ أشباحا خفافا وآ | مالا ثقيلاتٍ على الناقلِ |
فوقَ حواياها وأعجازها | من اسمه وسمٌ على القافلِ |
حتى أنخنا بربيع المنى الز | اكي وربعِ الكرمِ الآهلِ |
فكان لا خوفَ على الآمن ال | جار ولا حرمانَ للسائلِ |
على يدٍ تهزأ في جامد ال | عام بماءِ المزنة ِ السائلِ |
وغرَّة ٍ تخلقَ في سنَّة ال | بدر خشوعَ الغائرِ الآفلِ |
يقدحُ للوفد بها بشره | شعشعة َ البارقِ في الوابلِ |
أحرز خصلَ السبق في عشره ال | أولى على القارح والبازلِ |
وساد في المهد فما فاتهُ | شبلاً مكانُ الأسدِ الباسلِ |
بوالدٍ من قبله تالدٍ | وزائدٍ من نفسه فاضلِ |
بعتُ بك الناسَ فلم أنصرفْ | بندمٍ من غبنِ الناس لي |
وأعلقتني بك ممسودة ٌ | ما أسحلتْ منها يدُ الفاتلِ |
تلوَّنَ الناسُ فما كنتَ لي | بحائلِ الود ولا ناصلِ |
متى أثقِّفْ صعدة ً تدفع ال | أحداثَ عن صدري وعن كاهلي |
يكنْ بنو الدنيا أنابيبها | وأنتَ منها موضع العاملِ |
فلتجزني نعماك من مقولي | إن كوفئَ الفاعلُ بالفاعلِ |
كل بعيدٍ في السُّرى شوطها | تسابق الفارسَ بالراجلِ |
قاطنة تحملُ أبياتها ال | أمثالَ في المنتسخ الراحلِ |
زادا لمن سافر يبغي الغنى | ومغنماً للقادم القافلِ |
مطارباً في الجدّ والهزل ما | وسمنَ بالمادحِ والغازلِ |
عدوّها معْ حبِّه عيبها | في خبلٍ من حسنها خابلِ |
مبشِّرات بالتهاني لكم | في كلّ يومٍ علمٍ ماثلِ |
وكلّما ودَّع عامٌ بها | أعطاكم الذمة َ في القابلِ |
تقصِّر الأقدارُ عن ملككم | ما قصر الحافي عن الناعلِ |