هل تقبلون إنابة َ الدهرِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
هل تقبلون إنابة َ الدهرِ | أم تنصتون له إلى عذرِ |
أم تعرفون لقربِ رجعتهِ | ما كان همَّ به من الغدر |
فلقد أتاكم يستظلُّ بكم | من حرَّ سخطكمُ ويستذري |
متنصلا من هفوة ٍ يدهُ | كادت تشلُّ بها وما يدري |
خزيانَ يقسمُ لا سعيَ أبدا | للمجد في وهنٍ ولا عقرِ |
وسمُ الندامة ِ فوق جبهته | و يداه بالإقرارِ في أسرِ |
يلقى الجراحة َ بالدواملِ من | إقلاعهِ والكسرَ بالجبرِ |
فاستعملوا البقيا التي فطرتْ | فيها حلومكمُ من الصخرِ |
و استعبدوه بعفوكم فلكم | بالجود من عبدٍ لكم حرَّ |
و أنا الزعيمُ لكم بعهدتهِ | و وفائهِ وشفيعهُ شعري |
قد كان غمرا لم يجد خورا | و أظافرا خدشت ولم تفرِ |
و نوافذاً حرشت فما لفيت | حرجاً ولا مقبضَ الصدرِ |
أذنٌ تمجُّ الهجرَ تسمعه | و لسانُ صدقٍ حاضرُ النصرِ |
طرفٌ أشمُّ من الرجال أبى َ | في الضيم أن يعزى إلى صبرِ |
و مودة ٌ كملتْ فعورها | نبذٌ من الإعراض والهجرِ |
عتبٌ تخلص في تراجمه | من عثرة الفحشاءِ والهجرِ |
لم يحترش ضغناً ولا حنيتْ | عوجُ الضلوع له على غمرِ |
مدَّ الوشاة ُ له رقابهمُ | يتطلعون عواقبَ المكرِ |
يرمون بالأبصار رائدة ً | أني تصوبُ سحابة ُ الشرَّ |
ظنوا اليدَ اليمنى إذا بطشتْ | قعدتْ بيسراها عن النصرِ |
و النيران وإن هما اختلفا | فالشمسُ لا ترتابُ بالبدرِ |
يا خاب سعيُ مرقشين مشوا | بالغشّ بين الماء والخمرِ |
و مسولين نفوسهم حسدا | أن القطارَ تظنُّ كالبحرِ |
خبطوا من التمويه في ظلمٍ | أسفرن عن مستبهمٍ وعرِ |
لا يستقرُّ به الدليلُ على | قصًّ ولا يحنو على السفرِ |
قد عانقوا فيه رحالهمُ | من قائفٍ أثراً ومستقري |
يغلي الهجيرُ بهم إذا انغمسوا | في الآل غلى َ الماءِ في القدرِ |
نجواهمُ فيه إذا اشتوروا | يا ليتَ لم نركبكَ من ظهرِ |
قد طأمنتْ فقعوا لها وضعوا ال | جبهات موجة َ ذلك العبرِ |
و أفاقت الأيام واعترفت | بمكانِ جهلتها على السكرِ |
فتساندوا أسفا إلى صدفٍ | هاوٍ على ممطولة ِ القعرِ |
ملساءَ لا تجد الأكفُّ بها | علقاً بأنملة ٍ ولا ظفرِ |
عضوا الحصا إن لان من كمدٍ | لضروسكم وأمشوا على الجمرِ |
الله أحسنُ للعلا نظرا | و أبرّ بالمعروفِ والبرَّ |
و أشدُّ ضنا بالمحاسن أن | يقوينَ من عينٍ ومن أثرِ |
أو أن تعطلَ بالذي زعموا | سننُ الهدى ومواسمُ الشكرِ |
و الملكُ يعلم أيَّ سيفِ وغى ً | يمضي وسهمِ رمية يبري |
و ترى الرجالَ وفوتَ بينهمُ | مثلَ البهامِ تقاسُ بالغرَّ |
فيعدُّ للجلى أتمهمُ | باعا وأحفظهم قوى أسرِ |
و أخفهم في صدر موكبه | سرجا وأثقلهم على الصدرِ |
و رأوا ظلامَ الأمر منذُ خبا | عنهم سراجُ النهى والأمرِ |
قبضوا الذراعَ الرحبَ واعتفدوا | أنّ السماء تقاسُ بالفترِ |
و استصغروا عفوَ اللبيب فما اس | تغنوا بجهل الغافل الغمرِ |
حتى إذا أبت حلومهمُ | فراً طليعة َ رأيهم تسري |
عادوا وقد خفَّ البغاثُ بهم | يستطعمون مخالبَ النسرِ |
فأقلْ عثارهمُ فإنهمُ | رجعوا إليك رجوعَ مضطرَّ |
و احملْ كما عودتَ ثقلهمُ | و انهض لهم بالنفع والضرَّ |
و اعدْ مناكبهم كما ألفتْ | بك من ثياب العزّ والفخرِ |
و تملَّ ما ألبستَ من نعمٍ | تكسو الومانَ بها ولا تعرى |
هذي ثمارُ الحلم مجلبة ٌ | فتهنها ونتيجة الصبرِ |
و عواقب الحسنى وواحدة ال | حسنات عند الله بالعشرِ |
قد كايلوك بقدر وسعهمُ | من رفع منزلة ٍٍ ومن قدرِ |
فاقنع ولا تحجلْ مكارمهم | بظلالِ عالٍ مالهُ يجري |
و متى ترمْ ما تستحقُّ فقد | كلفتمُ ما ليس في الدهرِ |
شمختْ بأنفكَ عزة ٌ قعستْ | أن تستقادَ بمخطمِ القسرِ |
صماءُ من عبد الرحيم لها | عرقٌ يمدُّ إلى منو جهرِ |
درجَ القرونُ وبيتُ مفخرها | عالي العمادِ مخلدُ الذكرِ |
طابت أحاديثُ الملوكِ ولا | كالعرفِ من آبائك الغرَّ |
الناضلين بكل صائبة ٍ | في الرأي ضافية ٍ على النفرِ |
سيارة ٍ في الأرض سنتها | بالعدل سيرَ الأنجم الزهرِ |
و الباسطين لمنع جانبهم | بوعا تطولُ على القنا السمرِ |
و إذا الكماة دعوا فصدهمُ | حينٌ يغالطُ عنه بالوقرِ |
شدوا الفجاجَ إلى صريخهمُ | يتكاثرون تكاثرُ القطرِ |
لهم الجفانُ البيضُ ضاحكة | تحت الليالي الكلحِ الغبرِ |
يتنازعون على الحديث بها | يقوى مقلهمُ على المثرى |
كرماء معترفون إن طرقتْ | أمُّ السنينَ بحادثٍ نكرِ |
صبروا على البؤسي تعمهمُ | فكأنهم أثروا من الفقرِ |
أنشرتهم بعد الثور كما | ولدوك بعد الطيَّ والنشرِ |
بك أورقت للمجد دوحتهُ | و اهتزّ في أفنانه الخضرِ |
و أضاء للأقوال مسلكها | فمضى النجاحُ بركبها يسري |
حلفَ السماحُ عليك لاَ وصلَ ل | أسبابَ بين يديك بالوفرِ |
و من العجائب أن تعطيك في | قبضٍ يدهى جدولٌ يجري |
أنا ذلك المولى المقيمُ على | صدقِ الهوى وسلامة ِ الصدرِ |
محفوظة ٌ عندي ودائعكم | في الودّ حفظَ نفائسِ الذخر |
خليَّ الأقاربُ عنكمُ ويدي | معصومة ٌ بكمُ إلى الحشرِ |
لا نبوة ُ الدنيا تغيرني | عنكم ولا متغيرُ الأمرِ |
ناديكمُ ظليَّ ودولتكم | عزى وعمرُ سعودكم عمري |
جاهرتُ فيكم بالعداوة ِ منْ | تخشى العداوة ُ منه في السرَّ |
و لقيتُ قوما دونكم كرهوا | أيامكم بقواصم الظهرِ |
كم قولة ٍ جرعتُ قائلها | غصصا بتكذيبٍ له مرَّ |
و حملتُ أخرى خفتُ صاحبها | أطوى الجناحَ له على الكسرِ |
حتى تسرى الخطبُ وانفرجتْ | كربُ الدجى بتبلج الفجرِ |
فالان يا نفسي لها انفسحي | جذلا ويا عيني لها قرى |
و انهض بجهدك يا لسانيَ في ال | بشرى لها وتصفَّ يا فكري |
و ابعث ضوارعَ عنك نائبة ً | إن أخرتك عوائقُ الدهرِ |
ولاجة ً تطأ الصدورَ بها | كلمٌ توسعُ ضيقَ العذرِ |
نفاثة َ العقداتِِ تحسبها | هبطتْ إلى هاروتَ بالسحرِ |
و كأنما نفضَ التجارُ بها | بين البيوت حقائبَ العطر |
يشقى بها المتحرشون كما | تشقى َ يدُ المشتارِ بالدبرِ |
فاستقبلوا غررا موحدة ً | سيقتْ لكم من واحدِ العصرِ |
و تمسكوا منى بجوهرة ال | غواص واحموا معدن التبر |
و اقضوا نذورَ الشعر في فقد | قضيتُ فيكم شاكرا نذري |