إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ | فصبرك إن قلتَ إني صبورُ |
ستعلمُ كيف يطلُّ القتي | لُ بعد النوى ويذلُّ الأسيرُ |
فإن كنتَ منتصرا فاستقدْ | بثأرك والعيسُ عجلى َ تثورُ |
و إلاّ فلنْ جانبا للفراقِ | فما كنتَ أولَ جلدٍ يخورُ |
ألا تسعداني بعينيكما | و ما كنتُ قبل الهوى أستعيرُ |
فقد حار لحظيَ بين اثنتين | هوى منجدٍ وخليط يغورُ |
ترى العينُ ما لا يراه الفؤادُ | فيقصدُ قلبي وطرفي يجورُ |
وقفتُ وقد فاتني بالحمو | لِ غضبانُ ليلٍ سراه قصيرُ |
عنيفٌ إذا ساقَ لم يلتفتْ | لساقٍ تطيحُ ومخًّ يريرُ |
كفاه مع العيس حسنَ النشاط | حنينيَ في إثرها والزفيرُ |
و لما تعيفتُ فاستعجمت | ميامنُ كانت بخيرٍ تطيرُ |
و لم أدرِ والشكُّ ينفي اليقينَ | إلى أيَّ شقيْ طريقي أصيرُ |
تنبهَ من هاجعاتِ الرياحِ | فدلَّ عليكم نسيمٌ عطيرُ |
و خاطفَ عينيَ برقٌ تشا | مُ في حافتيهْ الطليَ والنحورُ |
و في الظعن مشتبهاتُ الجما | ل تشقى بأعجازهنّ الصدورُ |
حملنَ إلى قتلنا في الجفون | سيوفا حمائلهن الشعورُ |
و قلدنَ دراً تحدينَ عنه | كأنّ قلائدهنَّ النحورُ |
بكيتُ دماً يوم سفح الغويرِ | و ذاك لهم وهو جهدي يسيرُ |
و من عجبِ الحبّ قطرُ الدما | ء من مقلتي وفؤادي العقيرُ |
و ليلٍ تعلقَ فيه الصباحُ | فما يستسرُّ وما يستنيرُ |
يعود بأولِ نصفه لي | إذا قلتُ كاد وجاء الأخيرُ |
كأنّ سنا الفجر حيرانَ في | ه أعمى تقاعدَ عنه بصيرُ |
نسيرُ به ونحطُّ الركابَ | و غيهبهُ جانح لا يسيرُ |
كأنّ الثريا على جنحه | يدي من مقام الهوى تستجيرُ |
سريتُ أشاورُ فيه النجومَ | و ما ليَ بالصبح فيها بشيرُ |
إلى حاجة ٍ في العلا همتي | إليها تطول وحظي قصيرُ |
و هل ينفعُ الرمحَ ما لم ينطْ | بكفَّ تطاعنُ نصلٌ طريرُ |
عذيريَ من وجه الوقاحِ | و أين من المتجني عذيرُ |
و من غدرِ أيامه العادياتِ | على أذمتْ عليه تغيرُ |
ألم يكفها أنّ غصنَ الصبا | ذويو استردَّ الشبابَ المعيرُ |
و لو نظرتْ حسنا لم تملْ | عليَّ وماليَ فيها نظيرُ |
و مولى إذا أنا قلتُ احتكم | تفاحشَ يحبسني أو يحورُ |
رماني وقال احترس من سواى | ليشعبَ قلبيَ منه الفطورُ |
ألم يأتهِ أنه لا يج | سُّ غوري ولا يطبيني الغؤور |
و أن حمى َ هبة ِ اللهِ لي | من الضيم لو رام صيمي مجيرُ |
و من يعتصمْ بمعالي أبي | المعالي يبتْ كوكبا لا يغورُ |
يبتْ للغزالة ِ من دونه | ذراعٌ قصيرٌ وطرفٌ حسيرُ |
حمى سرحَ سودده أن يرا | عَ أشوسُ دون حماه هصورُ |
و قام بنصرة إحسانه | فتى ً لا يخذلُ وهو النصيرُ |
طليقُ المحيا إذا ياسروه | و جهمٌ إذا حاربوه عسيرُ |
له خلقانِ من الماء ذا | كَ ملحٌ وهذا فراتٌ نميرُ |
و طمعانِ إن طمعَ الحلوُ في | ه قام يدافعُ عنه المريرُ |
إذا انتهكتْ للعلا حرمة ٌ | تنمرَ منه أبيٌّ غيورُ |
و إن جئتَ محتلبا كفه | سقى من أوامك ضرعٌ درورُ |
و فيَ بالسيادة لدنَ القضيبِ | و لم تتعاقبْ عليه العصورُ |
و رشح عاتقه للنجادِ | و لم تلقَ أخرازه والسيورُ |
حمولٌ قويمٌ قناة ِ الفقارِ | إذا ركعتْ للخطوبِ الظهورُ |
رحيبُ الأضالعِ ثبتٌ إذا | تنفس من ضيقهن الضجورُ |
غنيٌّ بأولِ آرائه | إذا ما استبدَّ فما يستشيرُ |
سماتُ ابنِ عشرين في وجههِ | و في حلمه عشراتٌ كثيرُ |
كريمٌ تفرع من أكرمي | نَ كورُ فخارهمُ لا يحورُ |
وسومهمُ في جباهِ الدهو | ر بالعزَّ تبقى َ وتفنى َ الدهورُ |
إذا مات منهم فتى ً فابنه | حياة ٌ لسؤدده أو نشورُ |
بنى البيتَ لا ترتقى الفاحشاتُ | إليهِ ولو حملتها النسورُ |
رفيعُ العمادِ ترى بيته | مكانَ ابتنى منكبيه ثبيرُ |
تزالقُ عنه لحاظُ العيون | فترجعُ عن أفقهِ وهيْ زورُ |
و لو لم يكنْ في العلوَّ السماءَ | لما طلعتْ منه هذي البدورُ |
لنيرانهم في متونِ اليفاعِ | لحاظٌ إلى طارق الليل صورُ |
مواقدُ تضرمُ بالمندليّ | و تنحرُ من حولهنَّ البدورُ |
علاً شادها مجدُ عبد الرحيم | على خطة ٍ خطها أردشيرُ |
فروعٌ لهمْ قلمُ الملك من | أصولٍ لهم تاجهُ والسريرُ |
فداكم شقيٌّ بنعماكمُ | تلثمَ عجزا وأنتم سفورُ |
له حين يبطشُ باعٌ أش | لُّ من دونكم وجناحٌ كسيرُ |
ضعيفُ جناحِ الحشا بائحُ الل | ان بما ضمَّ منه الضميرُ |
يغيض بأذرعكم فتره | و كيف ينالُ الطويلَ القصيرُ |
تدورُ عليه رحى غيظهِ | بكم وعليكم تدورُ الأمورُ |
على صدره حسدٌ أن غدتْ | بأوجهكم تستنيرُ الصدورُ |
لكم كلّ يومٍ بما ساءه | بشيرٌ ومنكم إليه نذيرُ |
فللسيف والسرجِ منكم فتى ً | أميرٌ وللدست منكم وزيرُ |
و ليس له غيرَ عضَّ البنان | و ذمّ الزمان عليكم ظهيرُ |
بكم وضحتْ سبلُ المكرماتِ | و بات سراجُ الأماني ينيرُ |
و مالتْ إليَّ رقابُ المدي | حِ تصحبُ وهي عواصٍ نفورُ |
و كان جبانا لسانُ السؤالِ | فأصبح وهو جريءٌ جسورُ |
ملكتم نواصيَ هذا الكلام | فليس بهنَّ سواكم يطورُ |
لذاك وأنتم فحولُ الرجا | ل يهواكم الشعرُ والشعر زيرُ |
وهبتُ لساني وقلبي لكم | فيوما ودادٌ ويوما شكورُ |
و أصبحتُ منكم فمن رامني | سواكم فذاك مرامٌ عسيرُ |
لك الخيرُ إني فتى ً منك شمتُ | نداك فأسبلَ نوءٌ غزيرُ |
و جوهرة لم تلدْ مثلها | على طول غوصيَ فيها البحورُ |
و ربَّ ندى لك مستملحٌ | صغيرك عنديَ فيه كبيرُ |
يطيبُ فأبصرتَ منه مكانَ | رضاي وغيرك عنه صبورُ |
لئن قمتَ فيه بشرط الوفاء | على فورة ٍ لم يعقها فتورُ |
فما كان أولَ ما يعجزو | ن عنه وأنت عليه قديرُ |
و عنديَ من أمهات الجزاءِ | ولودٌ وأمُّ القوافي نزورُ |
تزورك في كلّ يومٍ أغرَّ | بحقًّ من المدحِ ما فيه زورُ |
أوانسُ جودك من كفئها | إذا أبرزتها إليك الخدورُ |
و أمدحُ قوما ولكنني | إليك بما قلتُ فيهم أشيرُ |