خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
خاطرْ بها إما ردى أو مرادْ | و ردْلها أين وجدتَ المرادْ |
و لا تماطلها بجماتها | معللا أظماءها بالثمادْ |
باعدْ عزيزا بين أسفارها | فعزة ُ النجم السري والبعادْ |
للهِ رامٍ بلباناتهِ | طولَ الليالي وعروضَ البلادْ |
يقدمُ إما مبلغا نفسه | معذرة ً أو بالغا ما أرادْ |
يحفزهُ الضيمُ فتنبو به | مضاجعُ الغيدِ ولينُ المهادْ |
إذا أحسَّ الهونَ صاحتْ به | نخوتهُ أو طارَ أو قيلَ كادْ |
يعجمُ منه الدهرُ إن رابهُ | جلدَ العصا صلبَ حصاة ِ الفؤادْ |
سمتْ به الهمة ُ حتى نجا | منفردا من بين هذا السوادْ |
موليا آخرَ حاجاتهِ | خزائمَ العيس ولجمَ الجيادْ |
أقسمَ مهما اكتحلتْ عينهُ | بمثلهِ لا اكتحلتْ بالرقادْ |
و بات مغمورَ العلا شاكرا | ميسوره يقنعُ بالإقتصادْ |
يرضى من الحظّ بما جاءه | عفوا وما الحظّ سوى الاجتهادْ |
ينام للضيم على ظهره | مراوحَ الخدّ وثيرَ الوسادِ |
إن راعه من يومه رائعٌ | قال عدواً فرسُ الذلّ عادْ |
ما أكثرَ المنحى على مجده | لبلغة ٍ ترجى ورزقٍ يفادْ |
و مؤثرَ المالِ على عرضهِ | مجتهدا ينقص من حيث زادْ |
عدَّ عن الدنيا وأبنائها | وبعْ موداتهم بالبعادْ |
ما هذه الدهماءُ إلا دبى ً | ينشرهُ في الأرض حبُّ الفسادْ |
إلاَّ فتى ً يأنف من عيشة ٍ | لغيره فيها عليه اعتدادْ |
و دولة ٍ تخطبُ راياتها | باسم سواه في رؤس الصعادْ |
مثل أي القاسم غيران يس | تفيد من عزته ما استفادْ |
يجود بالنفس كما جاد أو | يسود بالواجب من حيث سادْ |
هيهات قامت معجزاتُ العلا | فيه وبانت آية الإنفرادْ |
لا تلدُ الأرضُ له من أخٍ | أعقمها من بعد طولِ الولادْ |
شاد به اللهُ بنيَ مجدهِ | راسية ً واللهُ ما شاء شادْ |
بانَ من الناس فما عابه | شيءٌ سوى تشبيهه بالعبادْ |
أبلجُ في كلّ دجى فحمة ٍ | عمياءَ لا يقدحُ فيها الزنادْ |
يصيبُ بالأول من ظنه | فليس يستثنى ولا يستعادْ |
تهفو قوى الحلم وغضباته | تأوى إلى مستحصفاتٍ شدادْ |
أرهفَ من آرائه ذبلا | ترودُ للطعن أمامَ الطرادْ |
و قاد للأعداء رقاصة ً | تعزفُ لولا يده أن تقادْ |
معرقاتٍ كان أماتها | ربائطا ما بين أبياتِ عادْ |
يشكمها إن خلعتْ لجمها | ما جرَّ من فضلِ نواصي الأعادْ |
خضبها الطعنُ بماء الطلى | فشهبها في شعراتِ الورادْ |
يحالفُ الصبرَ عليها فتى ً | ما بدأَ الكرة إلا أعادْ |
يبذلُ في حفظ العلا مهجة ً | تكبرُ أن تفديها نفسُ فادْ |
يرى طلابَ العزّ أو بردهُ | في حرّ ما يشربُ يومَ الجلادْ |
شجاعة ٌ سببها جودهُ | إن الفتى يشجع من حيث جادْ |
يا راكبَ الدهماء لم يحفها | سيرٌ ولا حنتْ لتغريدِ حادْ |
حددها الطالي فما علبها | على بياضِ الجسم لبسُ الحدادْ |
لا تلتوي من ظما والثرى | مكدٍ وأكبادُ المطايا صوادْ |
يحفزها من مثله سائقٌ | يضلُّ خريتُ الفلا وهو هادْ |
راكبها وهو على ظهرها | موطأَ الجنبِ قليلُ السهادْ |
يكرعُ في صافٍ قليلِ القذى | عدبٍ ويرعى أبدا بطنَ وادْ |
بلغ بلغتَ الخيرَ خيرَ امرئ | شدتْ عليه حبوات البوادْ |
قل للوزير اعترقتْ بعدكم | عظمى نيوبُ الأزماتِ الحدادْ |
و ارتجع البخلُ وأبناؤه | ما أسأرتْ عنديَ كفُّ الجوادْ |
غاض الندى بعدك يا بحرهُ | و بانَ مذ بنتَ بفضلِ السدادْ |
و اغبرْ جوٌّ كنتَ خضرتهُ | فشمطتْ فيه الربا والوهادْ |
دينٌ من العدل عفا رسمه | شرعتهُ للناس بعدَ ارتدادْ |
و سنة ٌ في المجد قد قوضتْ | أقمتَ من أطنابها والعمادْ |
و مهملٌ من كلمٍ نادرٍ | نفقتهُ مدحك بعدَ الكسادْ |
عاد يوفى أجرهُ كاملا | عندك حيا قبلَ يومِ المعادْ |
عرفتهُ والناسُ من حاسدٍ | أو جاهلٍ بالقولِ والإنتقادْ |
أوحشتَ بالبعد فلا أوحشتْ | منك مغاني الكرم المستفادْ |
و شلَّ سرحُ الأمر من قبضة ال | راعي فأمسى هجمة ً لا تذادْ |
معطلَ المجلسِ والمنبرِ ال | مركوبِ عاري السرجِ رخوَ البدادْ |
تعلقَ الممسكُ أطرافه | منه برسغيْ قاطع لا يصادْ |
كأنما صاحَ غرابُ النوى | بدادِ فيه بعدَ جمعٍ بدادْ |
قد أسفَ الرأسُ على تاجه | و أنكرَ العاتقُ فقدَ النجادْ |
و وجهُ بغدادَ على حسنه | أسفعُ مكسوفٌ عليه اربدادْ |
كانت حريما بك ممنوعة َ ال | ظهر فعادت وهي دارُ الجهادْ |
في كلّ بيتٍ من أذى عولة ٌ | تبدا ومن خوفٍ أنينٌ يعادْ |
و كيف لا ينكرُ عهدُ الحمى | يفوتهُ العامُ بصوبِ العهادْ . |
يا مبدئ الإحسان فينا أعدْ | فالبدر إن مرّ مع الشهر عادْ |
قم فأثرها عزمة ً لم تنمْ | ضعفا ولم تنقصْ لغير ازديادْ |
عاجلْ بها جدعَ انوفٍ طغتْ | و أرؤسٍ قد أينعتْ للحصادْ |
يحسبها الأعداء قد أخمدتْ | و إنما جمرك تحتَ الرمادْ |
لا تأخذِ الدهرَ بزلاتهِ | وسعهُ بالعفو وبالإعتمادْ |
و لا تكشفْ عن صدورٍ خبتْ | أضغانها من قاتلٍ أو مضادْ |
فكلما تبصره صالحا | فإنما يصلحُ بعد الفسادْ |
أنا الذي ردّ زماني يدي | من بعد شدى بكم واعتضادْ |
و طمعتْ فيّ ذئابُ العدا | حتى حلا مضغٌ لها وازدادْ |
وفتَّ في حالي وفي عيشتي | بطلبي ظلكمُ وافتقادْ |
لا نسيَ اللهُ لكم والعلا | ما زدتمُ في عدتي أو عتادْ |
و نعمة أتقلتمُ كاهلي | بحملها وهي يدٌ من أيادْ |
كم ناخسٍ ظهري على شكركم | و حاسدٍ في مدحكم أو معادْ |
و منكرٍ حفظي لكم يرتمي | مقاتلي من خطإٍ واعتمادْ |
و ليس للخابطِ إلا العشا | منى وللخارطِ إلا القتادْ |
و ناشطاتٍ أبدا نحوكم | من عقلِ الفكرِ ليانِ المقادْ |
سوافر عن غررٍ وضح | ينصعُ منهنّ سوادُ المدادْ |
يخلطنَ فرضَ الحقّ في مدحكم | بخالص الحبَّ وصفوِ الودادْ |
حافظة فيكم عهودَ الندى | حفظَ الربا عهدَ السواري الغوادْ |
و قلما يرعى أياديكمُ | في القرب منْ لم يرعها في البعادْ |