اتمنَّى والمنى جهدُ المقلُّ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
اتمنَّى والمنى جهدُ المقلُّ | وأقضِّي الدهر في ليت وهلْ |
وأداوي كلفَ العيش إذا | أظلمتْ لي بطلاواتِ الأملْ |
سلوة ٌ وهي الغرامُ بالمشتكى | وتعاليلُ أسى ً هنَّ العللْ |
وهوى ً أهونُ ما يسمى الضنا | بمسيءٍ بالإساءاتِ مُدلّ |
لا ترى أعجبَ منّى مشرفا | أسأل الركبانَ عمن لم يسلْ |
أحسب الظبية َ لاحت غمرة ً | والثِّفالَ النِّضوَ بالقاع الطللْ |
يا بنة السعديّ ما جورٌ لكم | ووفاءٌ عاد غدرا ونجلْ |
أنزعتِ العربَ عن دينهمُ | أم تفرّدتِ بدينٍ منتحلْ |
ليَ في كلّ قتيلٍ قائلٌ | ما ودى عنّي ومولى ً ما عقلْ |
تعسلُ الأرماحُ من دونهمُ | وحماة ُ النحلِ من دون العسلْ |
فمن المطلوبُ بيشاط دمٌ | ثأرهُ مقتسمٌ بين الحللْ |
حال يا خنساء حولُ البين بي | أفترعين لعهدٍ لم يحلْ |
قلتِ صبرا فهبيني فلقة ً | من أبانٍ قد أذابتني المقلْ |
أين بالبطحاء ميثاقكمُ | ربّ آل واسمهُ فيكنَّ إلُّ |
وسعى الواشي بجمع بيننا | لا مشت رجلُك يا ذاك الرجلُ |
ظنَّه حبّا مريبا فوشى | فرأى وصلا كريما فعدْل |
لا تخل شرّا وسلْ عن باطن | عفَّ عن قولك من يسمعْ يخلْ |
لم يكن بعدك إلا نظرٌ | جرحَ القلبَ ولو دام قتلْ |
سافرات بمنى ً لولا التقى | خمَّرتهنّ شفاهٌ بالقبلْ |
كلّ بيضاء تمنَّى الكحلُ لو | أنه ما بين جفنيها الكحلْ |
نصفها الأعلى نشاط كلُّه | والذي يدنو من الأرض كسلْ |
لم تعنها هزَّة ٌ في قدّها | إنه من صفة الرمح الخطلْ |
ما على دين الغواني حكما | يوم قاضيتُ إليه لو عدلْ |
رشفت أنمله أن نصلتْ | وعذارى عيفَ لمّا أن نصلْ |
قلن إذ أبصرنني أفٍّ له | ضلّ شيخا وتعاطيه الغزلْ |
ولقد كنَّ متى استبطأنني | قمن يسألن أخونا ما فعلْ |
فإذا ريحانة العمر الصِّبا | وسنوه وإذا الشيبُ الأجلْ |
غالطوا وجدي وقالوا أكثرُ ال | عمرِ في الشيبِ فمن لي بالأقلْ |
غفلاتٌ كنَّ حلما فانقضى | وشبابٌ كان ظلاًّ فانتقلْ |
لو أراني الدهر ما أخّر لي | لتعلّقتُ بأيّامي الأولْ |
يا لخالٍ من مكاني قلبه | بعد ودِّي كيف بالرأي أخلْ |
ليت شعري عنّي اعتاض بمن | هل لعين فارقت رأسا بدلْ |
إنّ جيدا سقطت من عقده | درّة ٌ مثلي حقيقٌ بالعطلْ |
ولدخَّالين في الأمر معي | بوجوهٍ يتواصفن الدخلْ |
حُرِموا الفضلَ فسدّوا ملقا | بفضولِ القولِ خلاَّتِ العملْ |
كلّ ذي شدقين رحبين معي | وفؤاد ضيّق المسرى دغِلْ |
قال حسنى ونوى سيّئة ً | ليتَ من لم ينوِ خيرا لم يقُلْ |
ساط شهدا ليَ في حنظلة ٍ | لستَ حلوا إنما خمرُك خلْ |
ناكروا حلمي فجاهلتهمُ | فإذا أحرج ذو الحلم جهلْ |
ألمتْ من جلستي مستوطئا | فرُشَ الوحدة ِ والوحدة ُ ذلْ |
إنما أفردني مطّرحا | قدرٌ مرَّ بقومي فنزلْ |
أكلَ الدهرُ فأفنى معشري | ليته أشبع دهرا ما أكلْ |
درجوا واستخلفوني واحدا | وإذا قلَّ عديدُ المرء قلْ |
غرضا ما ليَ من سهمٍ سوى | كلِّ رامٍ ينتحيني من ثعلْ |
تعجبُ الأحداثُ من حملي لها | وإذا أكره ذو العرِّ حملْ |
كم ترى أعرك جنبي نافيا | حصياتِ الأرض عن جلدٍ نغلْ |
غير نفسي همُّه شأنُ غدٍ | وحديثُ الأمس تكريرٌ يُملْ |
أشكُ من يومك أو فاشكر له | ما مضى كان وما يأتي لعلْ |
ببني عبد الرحيم انفسحت | طرق حاجاتي على ضيق السُّبلْ |
تهتُ في الناس فولّيتهمُ | وجهَ آمالي فيمَّمت القبلْ |
أنجبي يا أرضُ لي مثلهمُ | إخوة ً أو قلّديهم للهبلْ |
أرتعونيوالأنابيبُ سفاً | وسقوني والقراراتُ وشلْ |
عدلوا الودّ ففيهم نصفه | وإذا جادوا يزيدون فضلْ |
كرماءٌ حيثما كشّفتهم | سادة ُ المكثر إخوانُ المقلْ |
نقلوا السوددَ في أظهرهم | كلّ ظهرٍ مثلما طاب نسلْ |
كابرا عن كابرٍ يبتدر ال | مجدَ منهمُ مقبلٌ بعد مولْ |
كالأنابيب اتصالا كلّما | قلت تمّ الفضلُ فيهم وكملْ |
أنبت الدهرُ غلاما منهمُ | عاقلَ الجود إذا قال فعلْ |
ألمعيّاً لا يبالي عزّة ً | وهو طفلٌ أيّ عمريه اكتملْ |
أدرجتْ في القمط منه راحة ٌ | موضعُ الأقلام منها للأسلْ |
كلّما أصحرَ في عليائه | غار نفسا أن تصبّاه الظُّللْ |
طبعتْ شمسُ الضحى في وجهه | سهمة ً لا تتلافاها الأصلْ |
عقدتْ لي بأبي سعدهمُ | ذمّة ٌ غيرُ قواها ما يُحلْ |
الفتى العطّاف ما ناب كفى | والحيا الوكاف ما صابَ هطلْ |
والمحيّا وجههُ إن لعنتْ | أوجهٌ لم تتلثّمْ بالخجلْ |
يملأ الصدرَ لسانا ويدا | ويصيب الرأيَ ريثا وعجلْ |
عفَّ والسنُّ له معذرة ٌ | ورأي العجزَ فراغا فاشتغلْ |
تبلغ العجمَ به مسعاته | فإذا استقربه الحقّ نزلْ |
عازفُ الهمّ إذا عاشرتهُ | يقمحُ الشربة َ والماءُ عللْ |
كلّما لزَّ إلى أقرانه | ظلعوا غيرَ عجافٍ واستقلْ |
حسدوا فيه أباه خاب من | يحسُد الشمس على البدرِ وضلْ |
إنها فارضوا لها أو فاغضبوا | أيكة ٌ تطعمُ مجدا وتُظلْ |
هم وإن أنكرهم حاسدهم | بُرة ٌ يعرفها أنفُ الجملْ |
ومنيع غابها مغلقة | طرقُ المكر إليها والحيلْ |
كلّما أبرمَ بالرأي لها | مرسٌ أسحلَ من حيث فتلْ |
سهر الحاوون في رقيتها | وهي صمّاء تعاصي بالعصلْ |
يعجزُ الصارمُ عن تبليغها | ما تقولُ الكتب فيها والرسلْ |
مدّ حتى نالها فارسهم | قلّما يذرعُ والرمح أشلْ |
أدَّب البرُّ لها كم فآقتفى | كلُّهم جودَ أبيه وامتثلْ |
إنما قلَّلَ من أموالكم | فرطُ ما تعطون والمعطي مقلْ |
أنستْ بالعدم أيمانكمُ | وإذا سوّدك الصعبُ سهلْ |
ضامني الدهر فجاورتكمُ | فإذا جاركمُ من لا يذلْ |
مكرمٌ يحسب في أبياتكم | منكمُ في كلّ ما طاب وحلْ |
يرد الماء فيسقى أوّلا | لم يسمْ ضربَ غريباتِ الإبلْ |
إنَّ مرعى ً أنت فيه رائدي | لعميم البنتِ مأنوسُ المحلْ |
رضتني بالحبّ فاقتدْ عنقا | طالما عزّت على ليِّ الطِّلولْ |
ألهم الشعرُ بأني ناصحٌ | لك في المدح فصفَّى ونخلْ |
حظوة في القول منّي قسمتْ | لك والشعرُ حظوظٌ ودولْ |
كلّما عنّ ترنحتُ له | فيشكُّون أفكرٌ أم ثملْ |
شاقني فيك فطرّبتُ به | مرحَ الطِّرفِ إذا حنَّ صهلْ |
كلّ بيت ماثلٌ من دونكم | هضبة ً أو سائرٌ سيرَ المثلْ |
هاجه جودك لي مبتدئا | ما رعى المجدَ كمعطٍ لم يسلْ |
لك حبى حزته أكرمته | عن عقيم اليدِ مولودِ العللْ |
فرقٍ من لا ضنينٍ بنَعم | وهي غرمٌ وإذا سيل سعلْ |